فاعلم أنه يضحك ملأ شدقيه. كيف لا وقد أهدت له وزارة الاتصال هدية لم يحلم بها أو ربما خطط لها عن سبق إصرار وترصد. المقاطع المسربة من الفيلم المعنون "الزين اللي فيك" والذي عرض على هامش مهرجان كان لازال يسيل المداد في المواقع الاجتماعية وخارجها بين طائفتين. طائفة ترى أن لا حظر "لابداع" عيوش والثانية تطالب بمنع الفيلم نظرا للمقاطع المسربة والتي تصور شخصية تلعب دور عاهرة تستعمل مصطلحات ما بين الركبة والسرة. لن أدخل في انتقاد العمل "الفني" لأني لم أشاهد إلا المقاطع المسربة واتركها للنقاد المتخصصين، لكن موقف وزارة الاتصال بمنع استباقي لعرض الفيلم في القاعات سيصنع من عيوش بطلا وسيساهم في دعاية مجانية للفيلم. سنرى عيوش يشرح للفضائيات بلغة موليير كيف تم الاعتداء على حقه في نقل جزء من الواقع المغربي. سيجعل هذا القرار عيوش أسطورة السينما بينما أن فيلمه قد يكون ضعيفا من حيث اللغة السنيمائية كما عبر عن ذلك الصحفي بلال مرميد من مهرجان كان. قرار المنع الذي وصفه وزير الاتصال بالسيادي لن يمنع المشاهدين من مشاهد الفيلم إما مقرصنا أو على اليوتوب. ألم يكن من الافضل ترك عيوش يواجه وحيدا انتقادات المغاربة الذين من حقهم أن يبدوا امتعاضهم من "تعريته" للواقع وتعريته بعض بطلات الفيلم. ألم يكن من الأفضل الاستفادة من الحملات التي شنت على أفلام مماثلة كانت تدعم من دافعي الضرائب والتي ساهمت في دعاية مجانية لهذه الافلام ثم انتهت في سلة مهملات مخصصة للأفلام الرديئة كفيلم ماروك. في المقابل لمن يساند حق عيوش في "الابداع" ليس لديه الحق في الوصاية على منتقدي الفيلم. ليس من الضروري أن تكون ناقدا سينمائيا لتبدي امتعاضك من الفيلم. السينما موجهة للجمهور وليس لنخبة من النقاد في مهرجانات مغلقة. القليل يعرف أن نبيل عيوش عضو في المجلس الاقتصادي الاجتماعي بقرار سيادي أيضا. وحسب الفقرة الاولى للمادة العاشرة للقانون المنظم للمجلس فان تعيين السيد عيوش اعتبارا للمعارف الخاصة والخبرة والتجربة التي يتوفر عليها. أعتقد من الافضل لمن خرجوا يطالبون بمنع فيلم عيوش وللجمعيات التي رفعت دعوة ضده، أن تسخر وقتها للتنديد بطريقة التعيينات في هذه المجالس الدستورية. فاذا كان هناك واقع يجب تعريته فهي طريق التعيين في هذه المجالس.