أعلن كبير مهندسي برنامج الصين لاستكشاف القمر، أن بلاده تخطط لإنجاز عملية هبوط لمسبار (تشانغ آه -4) على "الجانب المظلم" من القمر، الذي لم يسبق استكشافه من قبل. وقال المهندس وو وي رن "ربما سنختار موقعا أكثر صعوبة للهبوط، وبتحد أكبر من الناحية التكنولوجية، وخطوتنا التالية قد تكون إنزال مركبة فضائية على الجانب الآخر من القمر". و"الجانب المظلم" من القمر ليس مظلما في الواقع، إذ يتلقى القدر نفسه من أشعة الشمس مثله مثل النصف الآخر، الذي يمكن رؤيته من الأرض. والسبب في أن الجانب المظلم من القمر لا يواجه الأرض هو ظاهرة تعرف بÜ" تقييد المدى"، وتباطؤ دوران القمر تحت تأثير جاذبية الأرض على مدى ملايين السنين، مما يجعله متطابقا مع سرعة مداره. وكان المسبار السوفييتي "لونا 3" أول مسبار يلتقط صورا للجانب المظلم من القمر عام 1959، فيما كان رواد فضاء مهمة "أبولو 8" أول من رآه من البشر. ومنذ ذلك الحين تم تصويره من قبل مختلف المسابير وكان آخرها مستكشف القمر المداري. وينقسم برنامج الصين لاستكشاف القمر، والذي أطلقت عليه تسمية "آلهة القمر تشانغ آه الأسطورية"، إلى ثلاث مراحل، هي دخول المدار والهبوط والعودة. وأطلقت الصين أول مسبار قمري لها، "تشانغ آه 1" في 24 أكتوبر 2007، وأكمل المسبار مهمته، التي استغرقت 16 شهرا، في فاتح مارس 2009، حيث ارتطم بسطح القمر. وتم إطلاق المسبار الثاني "تشانغ آه 2" في العام الموالي. وسجل إطلاق "تشانغ آه 3" في 2013 استكمال المرحلة الثانية من برنامج استكشاف القمر بالنسبة للصين، حيث هبط على سطح القمر، ليكون بذلك أول مركبة فضائية تهبط بأمان على سطح القمر، منذ المسبار السوفييتي "لونا 23" عام 1976. وسيدور "تشانغ آه 5" المقرر إطلاقه في 2020، حول القمر قبل إرسال مركبة فضائية إلى سطح الكوكب، ومن المرتقب أن يهبط على الجانب المظلم منه، الذي لم يستكشف حتى الآن. وسيقوم المسبار "تشانغ آه 4"، المتوقع إطلاقه في 2017، بالهبوط على القمر لجمع عينات والعودة للأرض. ومن المتوقع إجراء اختبار إطلاق المسبار "تشانغ آه 5" مع الصاروخ الحامل "لونغ مارتش -5" في مقاطعة هاينان بجنوب الصين، هذا العام. ويذكر أن القدرات الفضائية للصين قد صنفت في المركز الرابع على مستوى العالم. وتضيق الفجوة بين القوى الكبرى في هذا المجال، وفقا لما ذكر تقرير صدر مؤخرا عن منظمة البحوث الصينية. وأفاد تقييم من معهد بكين لعلوم وتكنولوجيا الفضاء التابع لأكاديمية الصين لتكنولوجيا الفضاء أن الصين تمر بفترة حاسمة من التطور من قوة رئيسية إلى قوة عظمى في مجال الفضاء. وقد شهد العام الماضي رقما قياسيا في عدد إطلاق الصواريخ، إذ بلغ 92 في أرجاء العالم وتم وضع 262 مركبة فضائية في المدار. وقيم المعهد للمرة الأولى القدرات الفضائية لÜ20 دولة ومنطقة في ستة مجالات، هي الاستراتيجية ونظام الإنتاج والبنية التحتية والصناعة والابتكار والتأثير الدولي. وقد صنفت الولاياتالمتحدة وأوروبا وروسيا والصين واليابان والهند باعتبارها القوى الرائدة في مجال الفضاء.