سطع نجم عبد اللطيف الحموشي بقوة في الأشهر القليلة الأخيرة، ففي قلب العاصفة الهوجاء التي كادت تنسف وشائج العلاقات التاريخية والقوية بين المغرب وفرنسا، كانت الأضواء مسلطة كلها على الرجل، فمن أجل "الحفاظ على كرامته" وضعت الرباط بكل جرأة وحزم علاقاتها مع باريس على كف عفريت. ولم تنته الأزمة المغربية الفرنسية، ولم تهدأ خواطر البلدين، إلا بعد أن اعترفت باريس بقدها وقديدها بالدور الذي يلعبه الحموشي بصفته مشرفا أول على جهاز الاستخبارات المغربية في مجال محاربة الإرهاب واستتباب الأمن في البلاد، وما يستتبعه من صون استقرار المنطقة كلها. ويُحسب للحموشي أنه دفع بجزء أساسي من إدارته المتخصصة في المهام المخابراتية، للخروج إلى العلن، والاشتغال في الضوء، بعد إحداث مكتب الأبحاث القضائية الذي عُرف ب"إف بي آي" المغرب، قبل أن يخطف الأضواء من جديد بعد أن عينه ملك البلاد مديرا عاما للأمن الوطني، في أفق عصرنة هذه الإدارة الهامة، وتحسين أداء عملها. ورغم أن الرجل يشغل منصبا حساسا، بصفته الاستخباراتي الأول بالمملكة، ورغم العديد من الاعتقالات التي طالت مئات السلفيين في سياق قانون محاربة الإرهاب، لكن الحموشي نال إشادة الكثيرين، سياسيين ومسؤولين، وحتى معتقلين سابقين، فرئيس الحكومة تمنى لو كان مثله 5 أو 10 نسخ في البلاد، لكفاءته وجهوده، فيما الشيخ الفزازي لم يتردد في وصفه بالرجل "النزيه الذي يمارس مهامه باحترافية مدهشة وبأخلاق هائلة".