تزايدت وتيرة الضربات التي تنفّذها طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية جوًا، ودبابات جماعة الحوثي برًا بشكل غير مسبوق.. وهو ما بدا واضحًا أن الطرفين يريدان إحراز الكثير من النقاط قبل الدخول في "استراحة المحاربين" وبدء الهدنة الإنسانية المقررة اليوم. وبحسب مراقبين فإن اشتداد الضربات التي وجهتها طائرات التحالف لأهداف حوثية، بالتوازي مع الهجمات التي نفذتها دبابات ومدافع الحوثيين ضد خصومهم في المقاومة الشعبية بعدد من المحافظات، يفصح عن رغبة الطرفين في إرهاق خصومهم في جولة ما قبل الهدنة الإنسانية. ونفّذ طيران التحالف عمليات ضخمة ونوعية بعد سقوط طائرة F16 مغربيّة بضواحي مدينة صعدة مساء أول أمس الأحد، وكان أبرزها تفجير مستودعات أسلحة يسيطر عليها الحوثيون في جبل نقم، شرقي العاصمة صنعاء، مما أسفر عن انفجارات هي الأعنف منذ بدء عاصفة الحزم.. وقال شهود عيان إن طيران التحالف قصف 25 صاروخًا في غضون عشر دقائق فقط على مخازن أسلحة جبل نقم، مما جعل سماء الجهة الشرقية لصنعاء تتحول إلى كتلة لهب مهولة لم يشهدها الناس من قبل. وتطايرت صواريخ كاتيوشا ومقذوفات لهب إلى عدد من أحياء العاصمة، وقالت مصادر طبية إن الحصيلة الأولية للضحايا قد بلغت 10 قتلى وعشرات الجرحى من المسلحين الحوثيين.. وفي صعدة، معقل الحوثيين شمالي اليمن، قال سكان إن الطيران قصف عشرات الصواريخ على مديريات كتاف والملاحيظ وباقم وشدا.. ولفتوا إلى أن اشتباكات بالمدفعية تدور بين مسلحين حوثيين والقوات السعودية على الشريط الحدودي بين البلدين. وفي تعز، وسط اليمن، شنّ طيران التحالف غارات مكثفة على مواقع للحوثيين كانوا يتخذونها لقصف أحياء سكنية، أبرزها قلعة القاهرة التاريخية بستة صواريخ، بالإضافة إلى مرافق حكومية حولوها الحوثيون الى ثكنات خاصة بهم في حي المرور أبرزها مدرسة "26 شتنبر" ومبنى المباحث وإدارة شرطة السير.. وبحسب شهود عيان، أخطأ الطيران أحد أهدافه في تعز، حيث امتد القصف إلى مبنى سكني مكون من ثلاثة طوابق، بالقرب من المدرسة الفنية التي يتمركز فيها الحوثيون بحي المرور، ما أسفر عن انهياره ومصرع كل الأسر التي تقطنه وعددهم 12 شخصًا، بحسب مصادر طبية. وفي الضالع، جنوبي اليمن، شنّ طيران التحالف غارات مكثفة على مواقع للحوثيين في المجمع الحكومي بمديرية سناح، مما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم، وفقا لمصادر محلية.. وفي الحديدة، غرب البلاد، شنّت أكثر من خمس غارات على معسكر الدفاع الساحلي الذي يسيطر عليه مسلحون حوثيون، ومخزن أسلحة. وبالتوازي مع التصعيد غير المسبوق لطيران التحالف، صعّد الحوثيون من هجماتهم بالدبابات وقذائف الهاون على مواقع المقاومة الشعبية في تعز وعدن.. وقال سكان في محافظة تعز إن أكثر من 20 قذيفة هاون أطلقها الحوثيون من معسكر الأمن المركزي باتجاه قرى جبل صبر المطل على المدينة والذي تسيطر عليه المقاومة، مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص بينهم أطفال، وتهدم منازل.. وأضافوا أن دبابة أخرى للحوثيين متمركزة في منطقة "ثعبات"، أعلى المدينة، قصفت بشكل عنيف المجمع القضائي في جبل جرة حيث تتمركز المقاومة، وحي الشماسي.. وفي عدن واصل الحوثيون قصف الأحياء السكنية في خور مكسر وكريتر، كما بدأو بالتوغل صوب مصفاة عدن في مدينة البريقة، ودارت اشتباكات عنيفة مع المقاومة الشعبية في حي صلاح الدين. * وكالة أنباء الأناضول