صدر منتصف شهر أكتوبر الماضي العدد الأول من أسبوعية أصداء الجنوب، والتي تصدر مؤقتا كل شهر من مدينة ورزازات. وفي هذا السياق أدلي بهذه الملاحظات المختصرة، والتي تأتي في سياق اهتمام شخصي بكل ما يكتب عن الجنوب الشرقي من قبل الصحافة بمختلف أشكالها، وأقسم هذه الملاحظات إلى ملاحظات شكلية تهم بالأساس شكل الجريدة ثم ملاحظات في المضمون تتعلق بمقالات الجريدة، ثم أقترح بعض الأفكار العملية. ويمكن في تقديري أن تفهم هذه الملاحظات إذا تم وضعها في سياق إعلام القرب، أي أن الغرض الأساسي من الإدلاء بهذه الملاحظات هو أن أبين كيف أن أسبوعية أصداء الجنوب لا تخدم إعلام القرب كما تدعي في الافتتاحية. وسأبدأ بالملاحظات الشكلية أولا: 1- تتعلق الملاحظة الأولى بعنوان الجريدة "أصداء الجنوب": لأن الجريدة تصدر من الجنوب الشرقي فإنني أتساءل لماذا لم تتم إضافة كلمة الشرقي على العنوان، ثم آلم يكن ممكنا تسمية الجريدة باللغة الأمازيغية، وسكان الجنوب الشرقي كلهم أمازيغ. 2- تتكون الجريدة من 12 صفحة بما فيها الصفحات المخصصة للإشهار، وهناك 24 مادة صحفية، وإذا قمنا بعملية حسابية بسيطة سنتوصل إلى أن توزيع عدد المقالات على عدد الصفحات هو بمعدل مقالين في كل صفحة، وهو معدل ضعيف جدا، رغم أننا أهملنا معطى أن هناك صفحتان مخصصتان للإشهار. ما يعني ضمن هذا السياق أن الإشهار يشغل أكثر من 18% وأن المعدل الحقيقي لعدد المقالات على عدد الصفحات لا يصل إلى مقالين في كل صفحة. وهذا المعدل ضعيف جدا بالنظر إلى كثرة المشاكل التي ينبغي أن تقوم جريدة محلية بتغطيتها، ما يعني ضمن هذا السياق أنها محكوم عليها بعدم الفعالية وعدم النجاعة وغياب الاقتصاد في الوسائل. 3- لدى الجريدة 5 إشهارات، وكلها إشهارات بالألوان، غير أن غياب ولو مقال واحد بالألوان يطرح مسألة أن الأهمية أعطيت للإشهار أكثر من الإعلام، وهذا غير ملائم مهنيا. 4- كل صور الجريدة صغيرة وغير معبرة، وتم توظيفها بطريقة غير مهنية، كما أن الصور، إذا ما وضعنا الجانب التحريري جانبا والإشهار، لا تشغل إلا حيزا صغيرا جدا. نعلم جميعا أن كل الجرائد تعطي قيمة مهمة للصور، وتجد ضمن هيئات التحرير مصورين صحفيين، ويجري توظيف الصور بطريقة مهنية عالية جدا. 5- ثمن الجريدة هو 4 دراهم، وهي جريدة فارغة تقريبا بمقارنتها مع جرائد مليئة بالمواد وبثلاثة دراهم فقط. وهذا يجعل القارئ الذي يقتني هذه الجريدة يحس بخيبة أمل كبيرة اتجاه جريدة باعته مادة إعلامية لم تكن في مستوى الثمن الذي دفعه. وهذا سيجعله يقرر، إذا كان عقلانيا بما يكفي، عدم اقتناء هذه الجريدة مرة أخرى لأنها فشلت في تحدي التوفيق بين مبلغ الجريدة وقيمة المادة الإعلامية المقدمة. وعدم مراعاتها لقدرته الشرائية، ما يعني ضمن هذا التحليل أن هذا المبلغ يناقش، وهنا يطرح السؤال التالي: عن أي إعلام قرب يمكن الحديث، وهل تستهدف هذه الجريدة تحقيق الربح دون القيام بما تمليه عليها أصول مهنة الصحافة، وهذا إثراء بلا سبب وجب النظر إليه بعين متيقظة. 6- هناك غياب ملف العدد، وكل الجرائد والأسبوعيات منها على الخصوص تشتغل على ملفات أعداد وهذه، في تقديري، وظيفتها الأساسية. أي أنها تخلق الحدث ولا تنتظر حدوثه للتعليق عليه فحسب. وأقترح على هيئة التحرير، هذا إن كانت تقبل النقد وتتفاعل معه إيجابا، أن تشتغل في الأعداد المقبلة على وضعية التعليم بالجنوب الشرقي (غياب البنيات التحتية، غياب البنيات التحتية الرياضية، غياب لوازم التدريس في مؤسسات التعليم، ضعف حظوظ أبناء الفقراء الضعيفة جدا في الولوج إلى المدرسة ومتابعة الدراسة، غياب الأساتذة، ارتفاع الهدر المدرسي...) أو الاشتغال على ملف خاص عن الوضعية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمرأة في قرى الجنوب الشرقي. وهناك عموما ملفات يمكن الاشتغال عليها، وعبرها تقوم الجرائد المحلية بالترافع من أجل الساكنة، وبهده الوظيفة فقط يمكن أن تندرج جريدة ما ضمن إعلام القرب، لأن إعلام القرب ليس صفة بل هو وظيفة. 7- صور الغلاف غير معبرة، إضافة إلى أن العنوان الرئيسي لهذا العدد عبارة عن حوار بسيط وعادي. ولم يكن يستحق اختياره عنوانا رئيسيا للجريدة. وربما فيه تصفية حسابات طرف على حساب طرف آخر، وهنا تواطأت الجريدة في لعبة سياسية. والحوارات، مهنيا، لا تكون عناوين رئيسية للجرائد إلا إذا كانت حوارات استثنائية أو حصرية أو ساخنة أو فيها أسرار مهمة. 8- هناك فراغات كثيرة داخل الجريدة، أي أن القائمين على إخراج هذه الجريدة واجهتهم صعوبة ملء الفراغات نظرا لندرة المواد ما جعلهم يقومون بتقنيات فنية لملء الفراغات. وهذه الفراغات تعطي الانطباع بأن الجريدة صدرت قبل أوانها لأنها لم تكتمل بعد وتنقصها مواد أخرى. من يفهم في اقتصاد الإعلام يعرف بأن هناك تحديات جسام تواجه الجرائد الورقية تتجلى بالأساس في ارتفاع أسعار الورق وتراجع أعداد القراء المهول، ما يعني أن عقلنة استعمال الموارد أمر لابد منه، من أجل ضمان الاستمرارية. والعقلنة، هنا، تعني استعمال صفحات الجريدة بطريقة جيدة. 9- لاحظت من خلال فحص مواد العدد، أن هذه الجريدة المحلية، لم تعطي أهمية لما هو محلي ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ورياضيا. وتناقض أن جريدة محلية لا تهتم بما هو محلي، يعطي فكرة عن إعلام القرب الذي لازال وهما في هذه الجريدة. وفي هذا السياق، وردت أخبار محلية مختصرة، رغم أن الجرائد المحلية لا تضع إلا الأخبار الوطنية ضمن المختصرات، وتخصص الحيز الأكبر لما هو محلي، فإن هذه الجريدة قامت عكس ذلك بوضع أخبار محلية ناقصة شكلا ومضمونا ضمن المختصرات، وتركت الحيز الأكبر لما هو وطني. ما يعني أن 75% من حيز هذه الجريدة كان من المفروض أن يخصص لما هو محلي. لكن العكس هو الذي وقع. 10- لاحظت كثرة الحوارات وغياب أجناس صحفية مهمة، فهناك حوار مع تاجر وحوار مع رياضي وحوار مع أستاذ، بل إن صفحة عنونت "حوار"، وأتساءل أين التحقيق والربورتاج والبورتريه وغيرها. وهذا الغياب مؤشر، ضمن مؤشرات أخرى، على ضعف القدرات المهنية لدى هيئة التحرير، وتحتاج بناء على هذا التشخيص غير المعمق، إلى دورات تكوينية في مجال الصحافة. 11- عنوان هذا العدد عبارة عن حوار عادي، يتحدث عن إحدى الجمعيات، وهي ليست استثناء ووضعيتها لا تستحق هذه الالتفاتة الخاصة، والتي يمكن أن تفهم ضمن سياقات أخرى ومتغيرات براغماتية، كتصفية الحسابات وهذا بعيد عن المهنية التي تقتضي الحياد والموضوعية، وهي قيم لا يمكن التنازل عنها. 12- وردت أخبار قديمة في صفحات الجريدة، ومعروف لدى الأسبوعيات أن الأخبار تموت، وهذه الجريدة المبتدئة والتي تصدر مؤقتا كل شهر، لم تستوعب هذه الفكرة بعد، بحيث لم تتساءل عن الأخبار التي ستكون فاقدة لأي معنى أثناء الصدور. الأسبوعيات عادة ما تركز على تحليل الأحداث وتطورها ومستجداتها لأن الوقت يسمح لها (مدة أسبوع وشهر في حالة هذه الجريدة) بتحليل كل المتغيرات المرتبطة بالأحداث. وتكتفي، لهذه الأسباب، فقط بالأحداث التي وقعت قبيل إصدار الأسبوعية بيوم أو يومين على أبعد تقدير، وذلك في إطار مواكبتها لكل المستجدات. أما اليوميات، وهذه نقطة قوتها، فتتناول الأحداث اليومية بشكل كبير وتتدارك ضيق الوقت بالملحقات الأسبوعية التي تنجز مرة كل أسبوع وفيها تحلل الأحداث كما تفعل الأسبوعيات. وخلاصة هذا التمييز أن عيوب الأسبوعيات والتي تتجلى في عدم قدرتها على تتبع الأحداث التي تقع بشكل يومي بطريقة يومية هو نقطة ايجابية لصالح الجرائد اليومية والتي يعاب عليها كذلك عدم قدرتها على تحليل الأحداث بشكل عميق وهذا متاح في الجرائد الأسبوعية. وأخلص بناء على ذلك أن طبيعة الجريدة وهل هي يومية أو أسبوعية أو شهرية أو فصلية أو حتى سنوية هو الذي يحدد حاجة الجرائد إلى صحافيين بخصائص مهنية مختلفة. تتناول الجريدة التي صدرت منتصف أكتوبر أخبار عن أحداث وقعت في منتصف شهر شتنبر بطريقة إخبارية لا تحليلية، أي بعد مرور شهر كامل، وأعتبر أن مثل هذه الأخبار فقدت كل معنى لأنها قديمة وبسيطة. وتناولت في أحد تحليلاتها أحداثا وقعت قبل عام وخمسة أشهر. وهذا مؤشر كاف للحكم على الجريدة بأنها غير مهنية وهيئتها التحريرية غير مؤهلة بعد للقيام بوظيفتها كما ينبغي. وهناك تحدي ستواجهه هذه الجريدة وهو مرتبط بمدى قدرة هيئة تحريرها على إصدارها أسبوعيا، إذا كانت هناك صعوبة أصلا في إصدارها شهريا. وإذا لم تكن لدى محرري الجريدة القدرة على إصدار جريدة بمواد جيدة فكيف سيستطيعون إصدارها أسبوعيا. أكون بهذه الملاحظة قد انتهيت من الملاحظات الشكلية وأنتقل إلى الملاحظات حول مضامين الجريدة ومتنها. والتي سأقسمها حسب صفحات الجريدة، وسأقدم أيضا بعض المقترحات العملية. - الصفحة المعنونة "الثانية": في مقال رأي لياسين زاهيري، حول الأحزاب السياسية في المغرب، وهو بعنوان: " اللي تسحر مع الأحزاب..." يناقش حدث سياسي وقع نهاية ماي 2009 قبيل الانتخابات الجماعية لسنة 2009. والجريدة صدرت في أكتوبر 2010، أي بعد مرور سنة وخمسة أشهر، ما يعني، ضمن هذا التحليل، أن كل المعلومات التي وردت في المقال-الرأي قديمة، لأن هناك عدة أحداث سياسية أهم وقعت بعد الانتخابات الجماعية، ما يفيد بأن هذا الرأي متجاوز. وحتى لو افترضنا أنه لم يكن كذلك، فإنه تضمن أفكارا مغلوطة لا يجوز السكوت عنها من قبيل، استعمال كلمات غريبة عن الخطاب السياسي في المغرب وحتى عن الخطاب العلمي حول السياسي، "كالعطالة السياسية" و"حملات الاستجداء السياسي"، إضافة إلى أفكار أخرى تعبر عن سذاجة في التحليل، وجهل كبير بالميكانيزمات الخفية التي تتحكم في اشتغال الحقل السياسي في المغرب. وحتى لو كان هذا الرأي صحيحا على مستوى التحليل، وقد تمنيت ذلك بصدق، فإن السؤال يبقى مطروحا حول ما علاقة مقال يتحدث عن أحزاب سياسية "وطنية" في جريدة محلية، وهذا المقال لا يتضمن إضافات نوعية. لقد كان من المفروض، مثلا، أن يتم التركيز على الفروع المحلية للأحزاب في المنطقة، واشتغال هذه الفروع المؤقت في فترة الحملات الانتخابية، أو أن يتم الحديث عن ممثلي المنطقة في البرلمان، والجواب عن سؤال: ماذا يفعل ممثلي المنطقة الخمسة في البرلمان (دائرة ورزازات). يضاف إلى ذلك أن الجريدة، إذا كانت تميل إلى أن تكون جريدة رأي وليست جريدة أخبار، مطالبة ضمن مقال الرأي أن تعبر عن رأيها في العزلة والتهميش الذي يتعرض له الجنوب الشرقي. وتحاول لذلك البحث عن عناصر إجابة موضوعية حول سؤال: لماذا لا تصل مشاكل الجنوب الشرقي إلى أجندة صناع القرار؟ ومن له المصلحة في عدم وصولها؟ ومن يقف وراء عدم وصولها؟ ومن يتضرر ومن يستفيد في استمرار تغاضي الدولة عن مشاكلنا المتفاقمة؟. وبهذه الطريقة فقط، سيكون ذلك المقال- الرأي ذا قيمة من ناحية أن الجريدة أو هيئة التحرير واعية بالدور الذي يمكن أن يلعبه إعلام القرب في الترافع من أجل المنطقة، وإيصال هموم الناس إلى صناع القرار في هذا البلد الذي يتجاهل الكثير منهم. إن أقاليم تنغير وورزازات وزاكورة والراشيدية جزء مهم من هذا التراب من ناحية التاريخ والجغرافيا والثقافة. وأن الأجداد الذين حاربوا المستعمر بالأمس في بوكافر، فعلوا ذلك على أمل أن تشرق شمس الحرية على أبنائهم اليوم. وهم الآن يحسون بخيبة أمل كبيرة تجاه الفقر والذل والإهانة التي يتعرض لها أحفادهم اليوم. وقد كان من المفروض كذلك، أن تتناول في مقالك عمل الأحزاب في المنطقة، وصراعاتهم وحملاتهم واستراتيجياتهم وأهدافهم ومصالحهم. وتشير أيضا إلى قضية لامبالاة برلمانيي المنطقة بساكنتها في ما يشبه خيانة النخب للسكان، وستكون مثل هذه الآراء جوهرية. وضمن هذه العناصر مجتمعة، اعتبرت أن مثل هذا الرأي الذي عبر عنه هذا "الكاتب" لم يكن مقبولا نشره، ونشره مؤشر على غياب خط التحرير، والذي يقرر جواز نشر المقال من عدمه، استنادا على خط تحرير الجريدة. أنتقل إلى الافتتاحية، ومعلوم أن افتتاحية العدد الأول مهمة في كل الجرائد التي تبدأ المشوار، لأن فيها يتم التأسيس للخط التحريري للجريدة، وتذكر بالمضامين والغايات والأهداف والوسائل والتوجهات والاختيارات والالتزامات التي تتعهد الجريدة باحترامها. وتحرس كل الجرائد على صياغتها بذكاء ونباهة. وتبقى دائما للافتتاحية مكانتها المهمة في كل الأعداد، لأنها تعبر عن رأي الجريدة بخصوص الأحداث الجارية وفيها ينشر موقف الجريدة من عدة مسائل. يقول من كتب افتتاحية العدد الأول بأن نجاح الجريدة، حسب رأيه، يتوقف على الإمكانيات المادية. وفي تقديري، وحسب تجربتي، لا يتوقف نجاح أو إخفاق جريدة ما على توفر الإمكانيات المادية لوحدها. بل إن نجاح الجريدة رهين بمدى توفرها أولا وقبل كل شيء على الإمكانات البشرية. وعلى أفراد مؤهلين وأكفاء ويتصفون بالنزاهة والشفافية والديمقراطية، وأفراد لديهم وعي بدورهم في سياق إعلام القرب. وأكثر من ذلك، لا ينبغي أن يشتغلوا وفق أجندة سياسية لأطراف معينة. ما يعني أن الجريدة في غياب موارد بشرية تتصف بهذه الخصائص لن تنجح حتى لو توفرت لديها من الإمكانات المادية ما يلزم لإصدارها مدة طويلة وستستطيع جريدة مثل هذه أن تستمر مادامت الأموال موجودة ومتاحة لمن يصدرها إلى حين، لكنها لن تنجح في القيام بما يمليه عليها واجب المهنة وأصولها المرعية. ومصداقية الجرائد اليوم لا تقاس بعدد الإشهارات بل بطبيعة عملها. تحدث صاحب الافتتاحية عن وجود خط تحريري لدى الجريدة، ولأنني قرأت الجريدة جيدا، فإنني لم أجد مؤشرات تدل على وجود هذا الخط التحريري، والذي تتقن كل الجرائد الدفاع عنه رغم عدم وجوده لدى غالبيتها. بل إن الارتباك كان ظاهرا في مواد العدد، ولا أعرف هل المسألة مرتبطة بدهشة البداية، أم أن الجريدة بالفعل هي تحصيل حاصل، ولا ينبغي أن نحملها ما لا تستطيع. وأنا أرجح الرأي الثاني بحيث أن الجريدة جاءت معبرة عن مستوى من يديرها ولم يكن من اللازم انتظار المفاجآت. ويكفي القيام بتحليل للخصائص السوسيولوجية لنعرف أن هيئة التحرير المعلنة تحتاج إلى تكوين كبير في مجال الصحافة والمكتوبة منها تحديدا. ثمة أمور تقنية وفكرية ومفاهيم أساسية ينبغي أن تتطلع عليها هيئة التحرير كما ينبغي أن تتمرس على عدة تقنيات في جرائد أخرى. أما معرفة عناصر الخبر فلا تكفي ليكون المرء صحفيا بل سيحتاج دائما إلى الاطلاع الواسع. ولأنني قرأت الجريدة على طول 12 صفحة فإنني توصلت بغياب خط تحرير لدى الجريدة، والمؤشرات على هذا الغياب موجودة وسآتي على ذكرها تباعا. تمت الإشارة أيضا إل الحمولة الفكرية للجريدة وقد لاحظت أن الجريدة وضعت افتتاحية تتضمن أفكارا والتزامات لم تستطع الجريدة منذ عددها الأول التزامها. إن اللبس الحاصل هنا، في تقديري، مرتبط بما يقصده كاتب الافتتاحية بالحمولة الفكرية والثقافية ولإزالة هذا اللبس افترضت استنادا على مؤشرات أن من كتب الافتتاحية فشل في الحصول على شهادة الباكالوريا كحد أدنى يمكن الاستناد عليه في اعتباره واعيا بما يعنيه مفهوم الفكر ومفهوم الثقافة. وإذا علمنا أن المعني كان تلميذا فاشلا في الدراسة فإننا سنكون أمام خلاصة عدم تناسب الصفات مع الأشخاص، وهي ملاحظة تنطبق عموما في المغرب على حالات كثيرة وحقل الإعلام ليس استثناءا. كما أن في حقل السياسة متطفلون فإن لحقل الإعلام أيضا طامحون إلى الولوج. وبهذا فقط تبين أن الحمولة الفكرية والثقافية وردت في إطار رغبة جامحة لدى كاتب الافتتاحية في خلق الانطباع لدى القراء بأنهم أمام أفراد أكفاء ومؤهلون وهذا وهم وقع التسويق له. يقول أيضا في الافتتاحية أن الجريدة تستهدف رفع التهميش إعلاميا عن المناطق القروية، لكنني عندما قرأت الجريدة لم يكن هناك رفع للتهميش باستثناء مقالين صغيرين عن كل من قرية تمتتوشت وقرية أخرى. وبناء عليه أستطيع القول بأن هذه الجريدة لم تقم برفع التهميش الإعلامي عن المناطق القروية. تفيد المعطيات الجغرافية أن المجال القروي بالجنوب الشرقي يهيمن كثيرا على حساب المجال الحضري، بمعنى أن غالبية السكان في هذه المناطق يعيشون في قرى (كثير منها معزولة ونائية). والجنوب الشرقي كله قروي تقريبا. ما يعني، في سياق رغبة الجريدة رفع التهميش الإعلامي عن المناطق القروية، أن الجريدة كان من المفروض أن يهيمن فيها ما هو قروي على مستوى خطها التحريري وأهدافها. ولأن الجريدة لا تمتلك إستراتيجية عمل واضحة في الميدان ولا تتوفر على مراسلين في هذه المناطق وغيرها، فإنها لن تستطيع القيام بعملها كما يجب. إن رفع التهميش الإعلامي عن المناطق القروية ينطلق أساسا من ضرورة تعرية واقع التهميش الاقتصادي والاجتماعي والتاريخي والجغرافي والسياسي والثقافي الذي تعيشه هذه المناطق وتعرية واقع الحرمان والفقر الذي يعيشه قاطنو هذه المناطق. وتعرية واقع العزلة وغياب شروط الحياة الكريمة وغياب جودة الحياة وغياب كل البنيات التحتية الأساسية. ويجب إيصال، وبالكلمة والصورة، أن هناك قرى لازالت محرومة من الطرق والكهرباء والمياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية والمدارس في القرن الواحد والعشرون والألفية الثالثة ومغرب العهد الجديد، وأي عهد جديد. وينبغي على إعلام القرب أن يقوم بوظيفة كلب حراسة الديمقراطية، أي أنه لا ينبغي أن يسكت عن التناقض الحاصل بين الخطاب الذي تروجه الدولة وواقع السكان المزري. وكثرة البرامج وقلة المنجزات وانعدامها لنكون أكثر تحديدا. أي، أن الصحفي مطلوب منه أن يكون صحفيا وليس موظفا لدى الدولة يتقاضى أجرته من الباب الخلفي، ليقول متقمصا دور الناطق الرسمي باسم مؤسسات وهيئات بأن "العام زين". وردت كلمة غريبة في كل الجريدة بما فيها الافتتاحية وهي كلمة "ورزازات الكبرى"، ولأن هذه الكلمة غير واضحة جغرافيا وما المقاصد من وراء استعمالها، أقول بأن الجنوب الشرقي هو الإطار الجغرافي الذي يجمع ساكنة هذه المناطق وهو الإطار الثقافي الذي يعبر عن الخصوصية الثقافية والتمايز السوسيولوجي لهؤلاء السكان. أما مصطلح "ورزازات الكبرى" فإنه يخدم أجندة أطراف لا تخدم هي الأخرى إلا أجندة رسمية تشتغل في سياق مبادرات معروفة. وتنسجم مع مخططات استباقية. وأن تتبنى جريدة محلية هذا المصطلح فيه نوع من الدعاية أو السذاجة، أو هما معا، من يدري، أو انه يحتمل تأويلات أخرى ليس هذا المقال مقاما لها. - صفحة "مجتمع": فباستثناء مقال عن قرية تمتتوشت، بقي العالم القروي معزولا إعلاميا. وفك العزلة الإعلامية يفرض القيام بتعرية واقع قرى الجنوب الشرقي المزري، وبلورة رؤية واضحة بخصوص ما ينبغي أن يقوم به الإعلام من أجل فك العزلة الاقتصادية والاجتماعية، والوقوف ضد كل محاولات الاستلاب الثقافي التي تتعرض لها ساكنة هذه المناطق. أما مختصرات "من هناك وهناك"، فتبين أن بعضا منها لم يكن من الملائم نشرها. والمثال على ذلك، ما ورد فيها عن رفض مجلس بلدي معين تسديد مستحقات مقاول. ولأن الجريدة تحيزت للمقاول، دون أن تبحث عن كل الحيثيات المرتبطة بهذه القضية. فإن السؤال الذي يطرح نفسه، هو لماذا تنشر جريدة محلية خبرا تتحيز فيه لطرف، علما أن المقاول، حسب ما ورد في الجريدة، رفض إجراء حوار مع الجريدة، بل إنه رفض أي اتصال معها. إن مثل هذا النشر، وبهذه الطريقة غير المهنية، تبين وجود خلل ما يتعلق، في تقديري، بطريقة اشتغال هذه الجريدة. ويتجلى هذا الخلل في الاشتغال بمنطق قريب من السمسرة وهو منطق معروف في عدة جرائد محلية. بحيث لا يعقل أن تترافع إعلاميا لفائدة مقاول رفض حتى إجراء الحوار. وسيكون مثل هذا التصرف غير مهني، إذا اقترن – من باب الافتراض فقط – بسمسرة ما مع المقاول بحيث تم الاتفاق على أن تكون الصياغة بهذه الطريقة حتى يضمن المقاول أن لا مسؤولية له في هذا النشر. ولأن الجريدة خدمت بهذه الطريقة غير المهنية أغراضا شخصية، لم تتضح المقاصد من ورائها، فإن هذا التصرف مجانب للصواب وأخلاقيات الحرفة. وسيكون هذا الأمر مقبولا فقط لو أدرج ضمن شكاية يرفعها المقاول مباشرة إلى المعنيين بالأمر. أما ما ورد عن إدلسان وتنغير ضمن المختصرات فكان مهما، وأقترح أن يتم إنجاز ملف عدد خاص عن البرنامج التدريبي الذي طوره الأستاذ محمد أيت آها، لتعميم الفائدة ويدرج ضمن صفحة تربية وتكوين، على أن تتم فيه الإشارة إلى كل المعلومات ذات الصلة بالبرنامج وإجراء حوارات مع المكون والمستفيدين من هذا التكوين وإنجاز بطاقة تعريفية لهذا البرنامج. وبهذا فقط، ستقوم الجريدة بوظيفتها في دعم كل المبادرات المحلية والتعريف بها إعلاميا، ومبادرة الأستاذ ايت آها والتي وصلت درجة المشاركة عالميا في مؤتمر دولي تستحق التفاتة إعلامية خاصة. - الصفحة الرابعة "ثقافة وفن": قبل أن أدلي بملاحظاتي بشأنها، أنوه بعمل الأخ سدراتي واهتمامه بالمجموعات الفنية بالمنطقة ومواكبته اليومية لكل المستجدات المرتبطة بالفن والثقافة في المنطقة، وإقدامه بين الفينة والأخرى بتغطية عمل هذه المجموعات الفنية التي تستحق التشجيع والتنويه لأنها حاملة لرسالة فنية راقية وجميلة وتمتلك من المؤهلات الفنية ما يجعلها مفخرة لكل سكان الجنوب الشرقي. ولأنني مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأن الفن في مناطقنا النائية كفيل بالقيام بأدوار ريادية في عدة مجالات ومستويات، فإن استمرار الاهتمام بكل ما ينتج فنيا بالمنطقة مهم، ورهان نتقاسمه جميعا نحن أبناء المنطقة ولن ننتظر بوقا إعلاميا من خارج المنطقة ليقوم بما يلزم، لأننا مؤهلون أكثر من غيرنا للقيام بتناول الفن الأمازيغي إعلاميا وفنيا في احترام تام لشروط الموضوعية والنزاهة والحياد الإيجابي. ومناسبة هذا التنويه هي إصرار البعض على تناول، ما نعتبره ضمن خانة، "الخزعبلات" اعتقادا منه أن مثل هذه الموضوعات عليها طلب ثقافي معين، ووجهات نظر هؤلاء تافهة وهزيلة ولا تستحق القراءة نظرا لكونها تافهة، وإنني أستغرب كيف أن بعض الأفراد يصرون على تقديم أنفسهم صحافيين رغم افتقارهم لأدنى شروط الأهلية في حقل الإعلام. ثمة فرق كبير بين أن تكون صحفيا وأن تكون مرتزقا باسم الصحافة، ويبقى البون شاسعا بين من يشتغل في الصحافة ومن يرتزق باسمها. استغربت أيضا كيف أن سامي الدقاقي، وهو للمناسبة معلم بسيط في مدرسة قروية، يتناول في عموده "قرع الأجراس" على الجريدة واقع النشر بالمغرب، وتساءلت مع نفسي كيف لجريدة محلية من المفروض أن تتناول مواضيع محلية أن تترك مثل هذا الموضوع ينشر. ما لا أفهمه أيضا في هذه الجريدة، أطرحه على شكل سؤال: كيف يعقل أن يشرف شخص لا يهتم بثقافة وفن المنطقة على صفحة الثقافة والفن في جريدة محلية، وأكثر من ذلك لا يتقن الأمازيغية ولا يتكلم بها. ويقتضي منطق الحرفة أن تنسب المهام لمن هو مؤهل للقيام بها. أما أن يشرف هذا الشخص، مع احترامي للأشخاص، على صفحة ثقافة وفن بالجنوب الشرقي فهذا مجانب للصواب وينبغي أن تصحح مثل هذه الأمور مستقبلا. أقول هذا وأنا مقتنع أن الثقافة والفن الأمازيغيين يهيمنان كليا على حقل المنتجات الثقافية بالمنطقة، وينبغي، تبعا لذلك، أن تبرز الثقافة والفن الأمازيغيين في جريدة تصدر من الجنوب الشرقي. وإلا اعتبر ما تقوم به الجريدة استمرارا لتقليد صحفي قديم دأبت منابر إعلامية فاسدة على تكريسه وإتباعه. وتأكدوا أن ذلك لن يكون في صالحكم ماديا على الأقل لأنكم تستهدفون تحقيق الربح على حساب معاناة السكان والمؤشرات على ذلك تنضج منذ مدة. إن المعاداة التلقائية لكل ما هو أمازيغي سلوك فطري في كل من يجهل ثقافتنا وفننا الأمازيغيين، ولأنني أفترض أن هناك من يعادي تلقائيا كل ما هو أمازيغي فإنني لا أنتظر منه تناولا عفويا وبريئا لما هو أمازيغي. ثم ما علاقة جريدة محلية بواقع النشر بالمغرب، وسيكون الأمر مقبولا لو تناول ضمن عموده واقع النشر بالجنوب الشرقي، لكن غياب خط تحريري لدى الجريدة هو ما يجعل مثل هذه المقالات تحصل على حيز محترم في الجريدة. بل إن البعض يصر على أن يفرض اهتماماته الشخصية على الجريدة ويجعلها نافدة يطل منها على عوالم الصحافة التي تعبد الطريق إلى الشهرة لمن يبحث عن مكانة اجتماعية أفضل من مكانته الطبيعية. واقترح على هذا الشخص تناول واقع الفن والثقافة بالجنوب الشرقي، وأحيطه علما أن أبناء المنطقة يقومون باستمرار بإنجاز رسائل جامعية وأطروحات دكتوراه حول عدة مجالات، وما عليه سوى التنقيب عنها والقيام بنقل ما يلزمه منها، وبأمانة، إلى أن تنضج لديه مواقف وأراء خاصة حول واقع الفن والثقافة بالجنوب الشرقي عموما. ولأنني أعرف عددا كبيرا منهم يمكنني أن أرشده إليهم متى رأى مساعدتي له مرغوبة ومطلوبة. وهم للمناسبة باحثين وأساتيذ جامعيين يحاضرون في جامعات عريقة ومعروفة، وفي مجالات علمية متعددة ومتنوعة وينجزون أبحاثا علمية في تخصصات علمية دقيقة في مختلف العلوم، الطبيعية منها والاجتماعية لفائدة مراكز علمية غربية ووطنية وصداهم يتجاوز كليات المغرب ليسمع في جامعات غربية. ومناسبة هذا الكلام ما يصلني بين الفينة والأخرى من احتقار وازدراء بعض الأشخاص التافهين لكرامة أبناء المنطقة. والغريب في الأمر أن من يفعلون ذلك هم دون مستوى مقارنتهم بنخبة المنطقة فكريا وثقافيا وعلميا أيضا. أحمق أو تافه أو ناكر للجميل من يدعي أن هؤلاء الأشخاص التافهين يستحقون ردا على كلامهم. وهنا أقترح على سامي الدقاقي أن يقوم بإجراء حوارات هادفة مع الأساتذة الجامعيين من أبناء المنطقة بدل تلك الحوارات التافهة والتي يجريها لأغراض أترك ذكرها لفرصة أخرى لو أنكر وتجبر. أقترح على هذا الشخص أيضا إذا كان من ذوي النيات الحسنة ويريد بصدق خدمة الثقافة والفن الأمازيغيين بالمنطقة إعلاميا، وإن كنت لا أفارق الشك المنهجي، أن يقوم بتناول الحقل الثقافي والفني بالجنوب الشرقي وأؤكد له أن أرائه في المواضيع "الوطنية" لا تحظى بأي اهتمام وهذا من شأنه أن يجلب له خيبة الأمل، والأمل قيمة إنسانية يحتاجها الإنسان ليعيش باستمرار. استغربت كثيرا كيف أن الجريدة صدرت في فترة كان فيها قائد مجموعة "صاغرو باند"، الفنان الأمازيغي المتألق انبارك اوالعربي يعاني من المرض ويرقد في المستشفى العسكري بالرباط، ويحتاج إلى التفاتة إعلامية خاصة عبر إجراء مكالمة هاتفية مع أفراد عائلته أو بزيارته في المستشفى لتفقد وضعيته الصحية التي كانت جد متدهورة. ولأن البعض تزعجه أغان نبارك ويرفض الاعتراف بهذا الفنان المتألق والذي برهن للجميع عن مؤهلاته الفنية والإبداعية الكبيرة فإننا نتمنى له الشفاء العاجل ليعود متألقا رافعا راية الفن الأمازيغي الملتزم بالدفاع عن القضية الأمازيغية المشروعة أمام جمهوره الواسع والذي يتجاوز حدود الوطن إلى بلدان شمال إفريقيا وأوربا وأمريكا. لماذا لم تلتفت هذه الجريدة إلى مرض هذا الفنان، ولم تقم ولو بإدراج قصاصة صغيرة تشير فيها ولو بشكل مختصر إلى معاناته من المرض لمدة تفوق شهرين. - صفحة "تربية وتعليم": تضمنت هذه الصفحة دعاية مبالغ فيها لمؤسسة "ورزازات الكبرى" ما يفيد بوجود روابط متينة بين من كتب الخبر والقائمين على هذه المؤسسة. إن تضخيم الأرقام وإغفال ضعف نسبة المساعدات مقارنة مع الحاجيات المسجلة يفلت على الملاحظين فرصة اكتشاف أن ما تقوم به بعض المؤسسات تافه بالمقارنة مع حاجيات تلاميذ المنطقة من الأدوات المدرسية. ونقل الخبر بحيادية يقتضي عدم المبالغة في ذكر الأرقام والتي تبقى فاقدة للمعنى وربما مغرضة في غياب أرقام أخرى تضع الأولى في سياق النسب والتي تكشف زيف قيمة المساعدات. كما أن مثل ذلك الخبر قديم ولا يحتاج لتغطية إلا من باب ما يمكن تسميته مجاملة مجانية أو لا مجانية من قبل الجريدة لتلك المؤسسة. إن ذكر تلك الأطنان القليلة التي تفضلت تلك المؤسسة بتقديمها في إطار المساعدة، يخفي أن الحاجيات تتجاوز مئات الأطنان. ولا ينبغي تضخيم ذلك الرقم بحيث يعطي الانطباع بأن التعليم بالجنوب الشرقي على ما يرام بعد هذه المساعدة. وإذا كان الأفراد البسطاء تخدعهم الأرقام، فإن العارفين منهم لا تقنعهم في غياب الحجج الدامغة على أن تلك المؤسسة قامت فعلا بتوزيع هذا العدد، والدعاية تسهل في مثل هذه المواقف بحيث يكفي إضافة بعض الأرقام حتى تحقق الدعاية مقاصدها الخفية والمعلنة كذلك. لكن ربط بعض الأعمال بالأغراض الانتخابية مثلا يجعل منها عمليات تافهة وماكرة ودعائية. إن تحديد حجم حاجيات تلاميذ أقاليم كل من تنغير وورزازات وزاكورة يجعل من هذا الرقم تافها جدا. بحيث لا يستحق ذكره. وجهود التنمية الحقيقية لا تحتاج في تقديري إلى أبواق إعلامية. كما أن خدام التنمية الحقيقيون يشتغلون باستمرار في الكواليس ولا يحتاجون إلى اعترافات من أحد. والإعلام ينزل إلى مستوى الرداءة والتفاهة بمثل هذه التصرفات السخيفة. وإذا علمنا أن 62000 تلميذ وتلميذة في إقليمورزازات التحقوا هذه السنة بالمؤسسات التعليمية، وعدد مماثل تقريبا سيكون في تنغير وعدد مماثل أيضا في زاكورة، ووضعنا تلك الأطنان القليلة في مقارنة مع هذه الأعداد الكبيرة من التلاميذ فإن كفة التلاميذ على حساب المساعدات سترجح بدون شك. ورد أيضا خبر التحاق عدد كبير من التلاميذ في إقليمورزازات بالمؤسسات التعليمية وهو خبر قديم لا يحتاج إلى النشر، وهو عبارة عن قصاصة منقولة عن وكالة المغرب العربي للأنباء، وهو خبر قديم ومنقول وتضعون له صورة لا تناسب تلاميذ المنطقة. ونقل القصاصات من الوكالات والمواقع الإليكترونية يسيء كثيرا لمن يعتقدون أن إصدار العدد هو الغاية. وهناك خبر آخر غير مكتمل العناصر أسفل الصفحة، يتحدث عن إعفاء مدير الأكاديمية الجهوية للتعليم بأكادير، ولا يتناول الخبر أسباب وحيثيات هذا الإعفاء. ونظرا لغياب الصرامة في التعامل مع المواد، غابت الدقة والموضوعية في مواد الجريدة في عدة حالات وزاغت الجريدة عن الطريق في عدة أمثلة. ويصعب، في تقديري، ضبط عمل الجريدة إذا لم يكن ضمن طاقمها أفراد مؤهلون مارسوا مهنة الصحافة داخل ردهات مكاتب الصحف لمدة طويلة. وأقترح على هيئة تحرير هذه الجريدة المبتدئة تناول مواضيع تتعلق بواقع الهدر المدرسي المرتفع في المنطقة والمتغيرات المتحكمة في هذه الظاهرة. وغياب البنيات التحتية الرياضية في عدة ثانويات وإعداديات ومدارس في المنطقة. والنقص المهول في تجهيزات مختبرات التجارب في كل المؤسسات الإعدادية والثانوية في كل مناطق الجنوب الشرقي بصفة عامة، بحيث يصعب على أستاذ في مادة الكيمياء أو الفيزياء أو علوم الأرض والحياة القيام بتجربة في الفصل لتعميق فهم التلاميذ لدروسهم عن طريق التجربة التي هي جوهر تدريس العلوم وبغيابها تنتفي المضامين النظرية وتصبح الدروس النظرية صيحة في وادي سحيق. وأقترح عليكم تناول ضعف حظوظ تلاميذ أبناء الفقراء في ولوج المدارس ومتابعة الدراسة ما يؤدي إلى ضعف عملية الحراك الاجتماعي mobilité sociale في المنطقة وارتفاع عملية إعادة الإنتاج الاجتماعي reproduction sociale. وأقترح عليكم تناول واقع المدارس والدراسة في المنطقة في غياب عدد من الشروط التي ستجعل عملية التدريس تكون فعالة وناجعة، وتضمن حدا أدنى من الفرص لإمكانية نجاح وتفوق تلاميذ المنطقة. والذين كانوا تقليديا متفوقين في عدة شعب واحتكروا الرتب الأولى لعقود. إن غياب البنيات التحتية الرياضية وقلة التجهيزات الرياضية، والنقص الحاصل في المختبرات العلمية بحيث لا نتصور أستاذا في العلوم الطبيعية تقف قلة التجهيزات في المختبرات حائلا دون قيامه بواجبه المهني والعلمي، ما يجعله يحس بخيبة أمل كبيرة في مردوديته والتي لا تتوقف على عمله بل تعوزه الإمكانيات. وأعرف مختبرات تفتقد إلى أبسط التجهيزات، من محرار وقارورات، وقد صرح لي أحد الأساتذة أن قنينة الغاز، هي الأخرى، هو من يتكلف طيلة السنة بدفع مبلغها في غياب للمؤسسة والتي يتقن مديرها اللغة الخشبية كلما سنحت له الفرصة في المناسبات المحلية. إن غياب المختبرات وبمواصفات علمية يجعل من أبناء المنطقة، يدفعون الثمن لقاء غياب التجهيزات بعد أن كان أبائهم ضحية لغياب البنيات التحتية رغم أنهم يدفعون الضرائب، المباشرة منها وغير المباشرة. وثانوية "سيدي بويحيى" في سوق الخميس دادس والتي افتتحت منذ ما يزيد عن ثلاثة عشرة سنة تفتقر إلى بنيات تحتية رياضية، والإعدادية الجديدة في بومالن دادس والتي عاشت منذ تأسيسها إلى اليوم على غياب المياه الصالحة للشرب والكهرباء وعانت من غياب المياه في مرافقها الصحية في انعدام مخجل لأبسط شروط التدريس والتحصيل. والكارثة أننا عايننا كيف أن فترة ما يسمى بتقريب المؤسسات التعليمية من التلاميذ يعرف، ضدا على المنطق، إبعاد المؤسسة التعليمية عن تلاميذ دواوير سليلو وجيدا. في تناقض صارخ مع فلسفة القرب التي لا تتردد الحكومة في التسويق لها دون تطبيقها. ويحدث كل هذا في سياق المخطط الاستعجالي لحفظ ماء وجه وزارة التعليم بعد تقرير المجلس الأعلى للتعليم المخجل في بلد ردد باستمرار أنه في فترة الانتقال إلى الديمقراطية. إن مثل هذه القضايا هي التي ينبغي أن تتم تغطيتها إعلاميا أما أن تكون الجريدة بوقا إعلاميا في خدمة السلطة وأجهزة الدولة الأيديولوجية والقمعية فإن ذلك لا يخدم وظيفة القرب التي روجت لها الجريدة في افتتاحيتها في اعتقاد خاطئ بأن إعلام القرب صفة وليس وظيفة. وأكثر ما سيجعل عملكم في قمة عطائه أن تتفقدوا وضعية التعليم في قبائل الرحل بصاغرو وهي فرصة لتغطية ظروف عيش تلك الساكنة والتي تعاني عزلة قاتلة في غياب الطرق والكهرباء والمياه الصالحة للشرب والخدمات الصحية في القرن الواحد والعشرين، قرن تكنولوجيا الإعلام والاتصال NTIC. كما أن واقع تلاميذ الضفة الشرقية لوادي دادس والذين يضطرون إلى التغيب عن الحصص الدراسية كلما تساقطت أمطار غزيرة وفاضت مياه الوادي تستحق تغطية عاجلة وشاملة. كما أن واقع غياب المؤسسات التعليمية من إعداديات وثانويات بالضفة الشرقية لوادي دادس أكثر أهمية أيضا، أما تناول المواضيع التافهة والتي تدخل في ما أسميه "خزعبلات" فإنه كفيل بتصنيف تجربتكم والحكم عليها بالتفاهة والرداءة والمؤشرات لا تعوزنا. وأضيف أن هناك خصاص كبير في الأساتذة، وغياب الإنارة في عدة مؤسسات تعليمية، وأطرح أيضا ملفا حول حقيقة الأقسام النموذجية التي أحدثها مدير ثانوية بومالن دادس، في تمييز غير علمي بين التلاميذ، بحيث تبين أن تلاميذ الأقسام النموذجية أقل نجاحا مقارنة مع نظرائهم في الأقسام العادية في امتحانات الباكالوريا، وما حقيقة بنت المدير التي حصدت نقطا جيدة جدا أثناء متابعتها الدراسة في ثانوية يدير أبوها كل صغيرة وكبيرة، وحصلت على نقط جد ضعيفة في امتحانات الباكالوريا في تواطؤ مخجل لأطر تربوية من المفروض فيها أن تشتغل بنزاهة وحيادية بعيدا عن كل أنواع التأثير الإداري لمدير المؤسسة، وأمتلك مؤشرات مهمة أحتفظ بها. وبناء عليه فإن كل المواد التي أدرجتموها في هذه الصفحة تافهة جدا. وصفحة تربية وتعليم ستكون مهمة لو تمت إعادة النظر في طريقة اشتغالها والفلسفة التي تقوم ورائها. إن إعلام القرب تبخر وأنا أصل إلى الصفحات النهائية للجريدة، وتأكد لي أنكم تعتقدون أن لغة المواجهة خير من لغة الدفاع. بحيث لا تترددون في مواجهة كل من أراد نقد تجربتكم المتواضعة والضعيفة لأكون أكثر تحديدا. ولا ألزم تجربتكم بالنجاح منذ العدد الأول، لكن حكماء إمازيغن رددوا باستمرار أن "أغانيم دا دي تاوي تانومي سك تامزي". والنهار يعرف منذ صباحه. وبهذه المعطيات والعناصر أعتقد أن تجربتكم لن تستطيع النجاح والتألق في غياب لأدنى شروط ممارسة صحفية طبيعية، وأتصور أن أول تحدي سيقف أمامكم هو مدى قدرتكم على إصدار جريدة جيدة في كل أسبوع إذا كنتم قد فشلتم فشلا كبيرا في إصدارها مرة كل شهر. - صفحة "منوعة": تحتوي هذه الصفحة على مقالين فقط في تناقض واضح مع عنوان الصفحة، وتتضمن حوار مع تاجر يترأس جمعية للتجار بقلعة امكونة، ويجري مصطفى جليل وهو شاب طموح وإن لم يحصل حتى على شهادة الباكالوريا، لكنه يصر على إصدار جريدة خاصة به، ويعنون هذا الحوار، وهو للمناسبة العنوان الرئيسي للعدد الأول، المجلس البلدي يعرقل عمل الجمعية. وما يثير الاستغراب صراحة هو أن تتم هذه الالتفاتة إلى هذه الجمعية، لأنها ليست استثناء في معاناتها من تصرفات القائمين على تدبير الشأن العام المحلي، بل إنها أفضل من كل الجمعيات لأنها تتوفر على الإمكانيات وتتفاوض مع المجلس بندية كبيرة ولا تحتاج إلى من يدافع عنها. إضافة إلى أن مضامين الحوار بسيطة وتافهة ولا تتناسب مع عنوان الحوار. ما يفيد ضمن سياقات أخرى ومتغيرات حصلت عليها أن هناك حسابات تورطت الجريدة في تصفيتها. وهو حوار بسيط وتافه، وأقترح على مصطفى جليل تناول تجارب جمعيات رائدة في المنطقة، وناجحة في مسارها الجمعوي، وأن يخصص ملف عدد عن واقع العمل الجمعوي والعمل الجماعي في المنطقة، ويبحث عن الميكانيزمات الخفية المتحكمة في تسيير الشأن المحلي، ويبتعد قليلا عن تلك المواضيع التافهة والاهتمامات الصبيانية والتي ينطلق منها ليحكم على الآخرين، وأنا منهم بالعدمية، وأنا في مستوى التحدي لجعل تلك الأقلام التافهة تعود إلى السطر وتضع نقطة نهاية لتجربة صحفية مليئة "بالسمسرة" والتفاهة. - صفحة بعنوان "حوار": خصصت هذه الصفحة بالكامل لحوار أجراه المعلم سامي الدقاقي مع أستاذ جامعي يناقش أمورا لا علاقة لها بإعلام القرب. بل إن هذا الحوار أجري لحسابات خاصة يعرفها سامي الدقاقي جيدا، كما أعرفها ولا مجال لذكرها حفظا لماء وجه البعض. وهو حوار مطول لم ينتهي، بل سيتبع نشره في العدد الموالي وهو ما لم يتم في تناقض صارخ مع منطق اشتغال الجرائد التي تحترم قرائها بحيث تفي بوعودها مهما كانت تافهة. وبدل إجراء هذا الحوار كان من الأفضل أن يتم إجراء حوار مع أساتذة جامعيين من أبناء المنطقة ليتعرف عليهم شباب المنطقة ويتخذوهم قدوة حسنة. والتعريف بالنخب الثقافية للمنطقة وبنجاحاتهم العلمية ليس ترفا فكريا، بل رهان أساسي بحيث أن ذلك سيجلب للجريدة فوائد في أمس الحاجة إليها. وبذلك يمكن فقط أن نزرع بدور الأمل في تلاميذ المنطقة الذي يحسون باستمرار بخيبة الأمل في قدرة التعلم على التحرك الاجتماعي. وأؤكد لسامي الدقاقي أن من أراد التعمق في علم النفس المعرفي لن يلتفت إلى حواره البسيط لأنه لا يتناول إلا أشياء بسيطة. بل سيتجه صوب المجلات العلمية الغربية والتي تحترم عناصر العلمية ولا تتنازل عنها. ولأن هذه الجريدة محلية وتصدر حوار لا علاقة له بما هو محلي بل يتم نشره استجابة لنوازع شخصية لدى المعلم فإن غياب الخط التحريري هو سبب هذا النشر. واهتمامه المتأخر بعلم النفس لا ينبغي أن يهيمن على الجريدة، وإذا كنت متبجحا باهتمامه فما عليه إلا أن يقوم بتأسيس مجلة حائطية ينشر فيها غسيله وما يعرفه من معلومات تافهة عن علم النفس. - الصفحة الرياضية: تتضمن حوار مع رياضي وخبر وطني منقول عن جريدة المنتخب ويشغل حيزا كبيرا، وكان من المفروض أن يتم تناول النقص الحاصل في التجهيزات الرياضية وغياب البنيات التحتية الرياضية في المنطقة، ورغم ذلك شهدنا تألق أبناء المنطقة في عدد من التظاهرات الرياضية، ونشهد هذه الأيام وصول أول لاعب من أبناء المنطقة إلى مستوى النجومية في فرنسا في لعبة كرم القدم ومثل هذه الجريدة كان عليها أن تحقق السبق بإجراء حوار معه وتكون بذلك مصدر للمعلومة حول هذا اللاعب الذي هو يوسف اولعرابي. وبدل هذا المقال المنقول كان من المفروض تناول واقع الرياضة في المنطقة. - الصفحة الاقتصادية: تتناول الصفحة الاقتصادية مشاكل الثمور في المغرب، ونعود مرة أخرى للتساؤل عن سبب هذا الإصرار على تناول المواضيع وطنيا دون إعطاء الاهتمام لما هو محلي، ومثل هذا التصرف يجعل جريدتكم نسخة رديئة عن جريدة وطنية صفراء تقتات على الأخبار والملفات التافهة وتبتعد عن كل ما هو جاد خوفا من السلطة وجهلا بما ينبغي القيام به. وسيكون هذا المقال مقبولا لو تطرق فقط إلى مشاكل الثمور بالجنوب الشرقي، ولا بأس أن يخصص زاوية صغيرة لمعطيات وطنية حول هذا الموضوع. ومثل هذه الموضوعات متروكة للجرائد الوطنية، وأقترح عليكم مرة أخرى أن تشتغلوا مثلا على واقع استغلال الكومبارس في ورزازات بإجراء حوار مع رئيس جمعية الكومبارس بورزازات وتنجزوا ملفا خاصا عن صفقات تصوير الأفلام بورزازات. ومن يستفيد من الأموال التي تضخ لقاء تصوير هذه الأفلام. والصناعة السينمائية في ورزازات قطاع مهم ينبغي أن يكون في صلب مواكبتكم لكل ما هو اقتصادي في المنطقة. كما أقترح عليكم إنجاز ملف خاص على هامش الأحداث التي تعرفها مناجم إميضر بخصوص الفضة ومن يقوم باستغلال إمكانيات المنطقة أبشع استغلال وهل الشركة المعنية مستعدة أن تتنازل عن استغلال منجم إميضر وإيمني في حالة ما إذا تم تطبيق الجهوية السياسية والتي تعني، ضمن ما تعنيه، تدبير موارد المنطقة الاقتصادية محليا ومن قبل نخب محلية. وأن تستفيد ساكنة المنطقة من أرباح هذه الموارد التي توجد في نفوذها الترابي وأن تقوم جريدتكم بإعداد ملف خاص عن هذه المناجم ومن هم اللصوص الحقيقيون والخفيون ومن يستفيد ومن يخسر في إطار اقتصاد الريع. كما أقترح عليكم إنجاز ملف عدد خاص عن الاستغلال البشع الذي يتعرض له الفلاح بكل من واحة دادس وإمكون من قبل مصانع الورد والتي يجهل الجميع أرباحها الخيالية مقارنة مع الثمن التافه الذي تقتني به الورد من المزارعين الفقراء في استغلال بشع لإمكانيات الواحات في سياق البرنامج الوطني لتنمية الواحات. وهي مناسبة لأقترح أيضا إنجاز ملف عدد خاص عن حفلة الورد والتي تنظم منذ 50 سنة، والاستغلال والفساد المالي والإداري الذي تعرفه وكشف خريطة الاختلاسات المالية في المنطقة. وهذا هو الاقتصاد المحلي، وهل ليكم القدرة والشجاعة لتناول تناقض كيف أن المنطقة تعرف استغلال بشعا لمواردها الطبيعية ضدا على التنمية المستدامة في سياق غياب أبسط شروط الحياة الاقتصادية والاجتماعية الكريمة. ولكم أيضا أن تبحثوا عن أعداد المهاجرين المهولة إلى الخارج والسر وراء عمليات الهجرة الاقتصادية المرتفعة جدا، بحيث أصبح الجميع يحلم بالذهاب إلى أوربا ضدا على منطق التاريخ والاستقرار الذي عرفته المنطقة لمدة قرون. ويتم الآن تفريغها من أبنائها بطرق غير مباشرة. إن هجرة سكان المنطقة بهذه الأعداد المهولة ليست هجرة طبيعية بحيث أن الجميع يحلم بالهجرة. وغياب الإمكانيات وغياب ظروف العيش السليمة هو ما يجعل هؤلاء المهاجرين يغادرون بالأفواج. وهي مناسبة أيضا لتناول واقع السياحة الثقافية في المنطقة وغياب البنيات التحتية السياحية، وخطورة تسويق المنطقة فولكلوريا في إهانة لخصوصية السكان الثقافية وصنع الفرجة ضدا على ثقافة وتقاليد المنطقة والتي تستحق أن يعاد النظر في طريقة تناولها إعلاميا. كما أقترح عليكم الاشتغال ضمن ملف خاص عن الفلاحة البيولوجية وإمكانيات المنطقة الكبيرة في هذا المجال وغياب تثمين منتوج المنطقة. - صفحة "من المراسلين": صفحة "من المراسلين" هزيلة جدا وتحتوي على مقال وحيد وهذا راجع إلى غياب مراسلين لدى الجريدة، ولأن المراسلين هم أحد أسرار نجاح الجرائد، فإن فك العزلة عن العالم القروي يتوقف أساسا على توفر الجريدة على مراسلين في كل مناطق اهتمامها. ومرة أخرى تعطى الفرصة، ضمن هذه الصفحة، للمعلم سامي الدقاقي لتفريغ اهتماماته في علم النفس ويقوم بقراءة لكتاب في علم النفس، ولأن هذا الشخص هيمن على صفحات الجريدة باهتماماته الشخصية أنصحه بأن يقوم بتأسيس مجلة حائطية لاهتماماته وسيكون ذلك أفضل ويترك الجريدة وشأنها. وقد تأكد مرة أخرى غياب الخط التحريري في الجريدة. ولأن الجريدة أعطت أهمية بارزة للإشهار والذي كان بالألوان فإنني أستطيع القول أن تحقيق الربح كان هاجسا لدى القائمين على الجريدة وهو ما عبرت عنه الافتتاحية بطريقة غير مباشرة. واستهداف تحقيق الربح على حساب معاناة الساكنة ومشاكلها. أود في الختام أن أوجه لهيئة التحرير رسالة واضحة مفادها أنهم مطالبون بإعادة النظر في طريقة اشتغالهم لينتزعوا الاعتراف، وإلا فإن جريدتهم تستحق أن يطلق عليها جريدة الرصيف أو المجلة الحائطية. ولا تصلح إلى للاستعمال عند بائع "الزريعة" وتلميع واجهات صالونات الحلاقة. وسنستمر في نقدكم في إطار حرية التعبير ولن نتردد في معاودة مثل هذه التجربة. كما أتمنى لكم الاستمرار. *باحث في العلوم السياسية [email protected]