عاشت مدينة تنغير يوم أمس على وقع المسيرة الإحتجاجية،التي كانت قد دعت إليها مجموعة من منظمات المجتمع المدني،احتجاجا على الأوضاع المزرية التي تعيشها المدينةوالإقليم على مختلف الأصعدة،وسرعان ما تحولت المسيرة إلى مشاجرات عنيفة بين قوى الأمن والمتظاهرين،تم فيها إطلاق الرصاص المطاطي لتفريق المحتجين الذين قاموا برشق مقر العمالة وسيارات الشرطة بالحجارة،كما تم أيضا اعتقال عشرات الأشخاص حسب المصادر الواردة من عين المكان،في حين يبقى عدد الإصابات بين الجانبين مجهولا،وقد رفع المحتجون شعرات منددة بما أسموه تهميشا ممنهجا،ونهبا للمال العام،والتلاعب بمصير السكان ومصالحهم. جدير ذكره هنا أن مدينة تنغير تتوفر على ثروات اقتصادية هامة،لعل أبرزها تواجد أهم منجم للفضة بالمغرب ذات الجودة العالية بالمنطقة،فضلا عن توفرها على مؤهلات سياحية كبيرة تستقطب ألاف السياح سنويا،إضافة إلى كون أغلب ساكنة المنطقة مهاجرة بالخارج،حيث تدر عائداتها أموالا كبيرة على خزينة الدولة. ومع ذلك فالمدينة لا تتوفر على أبسط المرافق،كما تعاني من ضعف وهشاشة كبيرة في البنية التحتية من طرقات،وقنوات للصرف الصحي،والإنارة العمومية،كما لا تتوفر المدينة إلا على مركز صحي صغير لا يكفي لتلبية حاجيات السكان المتزايدة ،خاصة بعد تحويل المدينة إلى إقليم وفق التقسيم الجديد،وعليه فهذا المركز ليصلح ليكون مستشفى إقليميا لساكنة تقدر بحوالي 80 ألف نسمة. وتفتقر المدينة إلى المنشآت الرياضية والثقافية القادرة على تأطير الشباب وصقل مواهبهم الفنية والرياضية،مما يجعلهم عرضة للانحراف والمخدرات والهدر المدرسي والبطالة وغيرها من الآفات. وفي هذا الصدد يستنكر شباب المدينة خاصة والمنطقة عامة هذا الوضع المتردي الذي تعيشه المنطقة. ويتساءل هؤلاء الشباب،كيف لمدينة تتوفر على إمكانيات اقتصادية هائلة،وتعد مداخيلها بملايير الدراهم يوميا وتعاني من مثل هذا الوضع؟؟ كما نددوا بما وصفوه سرقة لثروات منطقتهم وتوجيهها إلى مناطق أخرى عوض استثمارها في المنطقة من طرف ما يسمونه بالمافيات واللوبيات الاقتصادية،في إطار التهميش والتفقير الممنهجين حسب ذات المصادر.