توسعت الى العديد من أحياء مليلية السليبة حركة احتجاجات العشرات من شباب مدينة مليلية المحتلة معبرين عن سخطهم و استياءهم من جراء الأوضاع المزرية التي تتخبط فيها الساكنة القاطنة بالأحياء المهمشة ك كابريريسا و قاميو التي لا تحظى بالعناية الكافية مقارنة مع المناطق التي تقطنها فئات من أصول إسبانية ونخبة المجتمع. و تحدثت مصادر عن إيفاد سلطات مدريد لتعزيزات أمنية ضخمة من داخل اسبانيا إلى المدينةالمحتلة لمواجهة الوضع القابل لمزيد من الانفجار, وتحدثت المصادر عن وقوع عشرات الجرحى في صفوف السكان المغاربة و هو ما ضلت السلطات المحتلة تتجاهله و تقدم عناصر الحرس المدني كضحايا لمد العنف . هذا و قد أكد موفد «العلم » إلى عين المكان عبد الكريم أزداد أن مجموعات من شباب هذه الأحياء قامت برشق رجال الحرس المدني والشرطة الإسبانية بالحجارة لليوم الثاني على التوالي مع إشعال النيران في حاويات النفايات و الإطارات المطاطية و تكسير واجهات زجاجية وإقامة حواجز لعرقلة حركة السير في خطوة تتوخى لفت انتباه المسؤولين إلى حجم المعاناة اليومية للأعداد الكبيرة من الشباب العاطل المنتمي لنفس الأحياء مما نتج عنه تنامي ملحوظ في بعض السلوكات كالسرقة و الجريمة والاتجار في المخدرات كما حمل المحتجون المسؤولية للحكومة المحلية التي أكدت مصادر أنها لم تأخذ بعين الاعتبار النمو الديمغرافي بالمدينة لاسيما بهذه الأحياء التي تتحول مع كل موعد انتخابي إلى نقطة ارتكاز و خزانا بشريا من الكتلة الناخبة طالب الغاضبون بسن برنامج يحتوي العاطلين من خلال تخصيص مناصب شغل في جو من الشفافية عكس ما شاب عمليات سابقة تم تفويتها لمجموعات من المعطلين القادمين من جنوبإسبانيا. وفي هذا الصدد سارع أكثر من مسؤول حزبي و حكومي إلى التقليل من حجم الاضطرابات التي عاشتها أحياء الدرجة الثانية بالمدينة بالرغم من تاكيدات أخرى أشارت إلى انتقال عدوى الفوضى إلى مناطق أخرى كانت تنتظر الفرصة المواتية للتعبير عن عدم رضاها اتجاه السياسات المتبعة من طرف الحكومة المحلية برئاسة أمبرودا عن الحزب الشعبي. وأمام حالة الهيجان الغير متوقعة في هذا الظرف بالذات أعلنت حالة استنفار قصوى و مراقبة مشددة على المعابر الحدودية مخافة انفلات أمني في مناطق أخرى تحتضن منشئات حيوية و استراتيجية و مرافق عامة لاسيما بعد سماع إطلاق رصاص بشكل متقطع أثار حفيظة إدارة الأمن بالمدينةالمحتلة التي حاولت احتواء الوضع باقل الخسائر و تفادي أي تطورات و مضاعفات أخرى في التعامل مع حركة احتجاجية قادها شباب و انضم إليها الأطفال كذلك. وتتضارب وجهات النظر فيما يخص دوافع اندلاع الاحتجاجات بين من يراها رد فعل تلقائي تعبيرا عن أزمة إجتماعية تعيشها مليلية في ظل الحديث عن تهميش متعمد و تلاعب في توظيفات استفاد منها غير أبناء المدينة و بين من اجتهد ليشير إلى وجود جهة ما داخل الثغر المحتل تسعى لإرباك الحكومة و التأثير في الرأي العام المحلي من خلال فئة الشباب كخطة يمكن أن تحرج المسؤولين لإثارة المعاملة التفضيلية التي يحظى بها إسبان المدينة في مجالات مختلفة. وقد تمكن رجال الأمن من إلقاء القبض عن 8 أشخاص وصفوا بالرؤوس المدبرة للفوضى التي عاشتها مليلية و انطلقت بعد ظهر الثلاثاء حيث بوشرت التحقيقيات لمعرفة باقي العناصر المتورطة في اندلاع أعمال شغب لم يسلم منها الأمن وتكبدت جراءها مليلية خسائر كبيرة. الأمر الذي اضطر معه مندوب الحكومة المركزية غريغوريو إسكوبار إلى التقليل من حدة الأحداث مذكرا أنها فعل عفوي صدر عن مجموعة من الشباب المتطلع لتحقيق أحلامه و الحصول على عناية و التفاتة لأوضاع اجتماعية صرفة بعيدة عن كل ما له علاقة بالسياسة وهي نفس الخلاصات التي تم التطرق إليها من طرف مسؤولين بجهاز الأمن الإسباني بما يؤكد أن تنسيقا حدث على مستوى التصريحات الواجب الإدلاء بها للصحافة التي خصصت متابعة حية لما عرفته أحياء تعرف بكثافة سكانها و أهمية موقعها في الساحة السياسية المحلية، و رغم التدخل المنظم لفرق مكافحة الشغب في محاولة لتطويق دائرة الأحداث العنيفة و تفادي عرقلة حركة السير استمرت الاحتجاجات لساعات متأخرة من الليل ما اضطر السلطات إلى محاولة فتح قنوات حوار و تهدئة الوضع و تقديم وعود بتبني مطالب المحتجين و النظر فيها بشكل مستعجل. وأكد مصدر طبي من مستشفى كوماركال الرئيسي أن أعدادا من الشباب و رجال الأمن تم نقلهم إلى مصلحة المستعجلات لتلقي العلاجات الضرورية إذ اكتظت مداخل المستشفى بعائلات وأقارب المحتجين لللاطمئنان على حالتهم الصحية. فيما تتواصل التحقيقات لجرد شامل لكل الظروف و الملابسات التي دفعت في اتجاه تبني العنف و الدخول في مواجهات لم تتعود عليها مليلية في السابق.