اعتبرت العديد من الصحف الوطنية الصادرة اليوم الجمعة أن الأحداث التي تشهدها مدينة مليلية المحتلة تشكل انتفاضة ضد سياسة الإقصاء والتهميش والعنصرية التي يتعرض لها المغاربة في الثغر المحتل. وهكذا نقلت صحيفة " التجديد "، عن محمد السوسي، منسق "اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والثغور"، انتقاده "سياسة الإقصاء والتهميش والعنصرية ضد المغاربة التي تمارسها الحكومة المحلية بقيادة الحزب الشعبي المعروف بعدائه للمغرب". وأوضح منسق اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والثغور أن المواجهات " بدأت بعد مباراة تشغيل أعلنت عنها الحكومة المحلية تهم أزيد من ألف منصب شغل، إلا أن المغاربة المتقدمين للمباراة فوجئوا بإقصائهم ومنح هذه لمناصب للمستوطنين الإسبان بالمدينة، ولآخرين من مدن إسبانية مثل ألميرية ومالقة". وأبرزت صحيفة " الاتحاد الاشتراكي "، من جهتها، في مقال تحت عنوان "شباب الأحياء الهامشية بمليلية المحلية ينتفضون"، أن انتقال موجة الاحتجاجات التي عرفتها مليلية المحتلة من حي "لا كاناد دي هيدون" إلى أحياء كل من مونتي ماريا كريستينا وكاربياساس وراستو وتريو ناسيونال، كان بسبب إقصاء مندوبية الشغل والحكومة المستقلة بشكل ممنهج لسكان هذه الأحياء الذين ينحدر غالبيتهم من أسر مغربية مسلمة. وعبرت الجريدة عن استغرابها "لإحجام الإعلام الإسباني عن نقل وتغطية الأحداث التي تعرفها المدينةالمحتلة"، وأشارت إلى أن بعض المنابر والمحطات الإسبانية التي تناولت هذه الأحداث لم تعطها ما تستحقه من اهتمام ، بل لم يقم أي منبر إعلامي إسباني بإيفاد صحفيين إلى المنطقة المحتلة في الوقت الذي نجد هذا الإعلام يتسارع لنقل وتضخيم أي حدث يقع بأقاليمنا الصحراوية". ولاحظت ، في هذا الصدد، " تسابق الإعلاميين الإسبان للتنقل إلى مدينة العيون لتغطية أحداث مخيم أكديم أزيك، هذا في الوقت الذي يغضون فيه الطرف عن أحداث مليلية". وفي مقال تحت عنوان "مليلية على صفيح ساخن من المواجهات والاعتقالات"، كتبت صحيفة " رسالة الأمة " أن إقدام قوات الاحتلال على اعتقال ثمانية شبان مغاربة وإصابة آخر جراء طلقة مطاطية، عقب المظاهرات التي شهدتها المدينة احتجاجا من الساكنة على قوائم خطة العمل ومكاتب الشغل، أدى إلى تصاعد الاحتجاجات والاشتباكات، استعملت خلالها قوات الاحتلال أسلحة نارية وقنابل مسيلة للدموع. وأوضحت أنه تم، أمس الخميس، استقدام تعزيزات أمنية إسبانية إلى مدينة مليلية المحتلة لمواجهة التوتر غير المسبوق التي تشهده المدينة، وتطويق حي "لاكندا" وأحياء أخرى، من قبل قوات الأمن ،وعزلها عن باقي المدينة. وذكرت صحيفة " العلم " أن حركة الاحتجاجات توسعت لتشمل العديد من أحياء المدينة السليبة، حيث "خرج العشرات من شباب المدينة معبرين عن سخطهم واستيائهم جراء الأوضاع المزرية التي تتخبط فيها الساكنة القاطنة بالأحياء المهمشة مثل كربريريسا وقاميو التي لا تحظى بالعناية الكافية مقارنة مع المناطق التي تقطنها فئات من أصول إسبانية ونخبة المجتمع". وأضافت أنه "أمام حالة الهيجان غير المتوقعة في هذا الظرف بالذات أعلنت حالة استنفار قصوى ومراقبة مشددة مع المعابر الحدودية مخافة انفلات أمني في مناطق أخرى تحتضن منشآت حيوية واستراتيجية ومرافق عامة"، مشيرة إلى أن إدارة الأمن بالمدينةالمحتلة حاولت احتواء الوضع بأقل الخسائر وتفادي أي تطورات ومضاعفات أخرى في التعامل مع هذه الحركة الاحتجاجية. وأبرزت صحيفة "الأحداث المغربية"، من جانبها أن "المغاربة القاطنين بمدينة مليلية المحتلة يشكلون نسبة 50 في المائة من مجموع سكان المدينة"، مشيرة إلى أن "الأحياء التي يسكنونها تفتقد إلى مجموعة من المرافق الاجتماعية والترفيهية، وهي عبارة عن منازل متآكلة الجدران وآيلة للسقوط على عكس الأحياء التي يسكنها الإسبان، والتي تتوفر على كافة الضروريات والكماليات".