أفادت مصادر إعلامية من شمال المغرب ل"العربية.نت" أن 8 من مسلمي مدينة مليلية، الخاضعة للسلطات الإسبانية، تم اعتقالهم من قبل الشرطة المحلية للمدينة، على خلفية الاحتجاجات التي يقودها مجموعة من شباب من أصول مغربية، وهي العملية التي نعتتها الصحافة الإسبانية بالانتفاضة، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية داخل الأحياء المهمشة من قبل الحكومة المحلية لمليلية، والتي يسكنها المسلمون من أصول مغربية. وبحسب المصادر، فإن الاحتجاجات التي قام بها الشباب من أصول مغربية داخل مدينة مليلية، شملت حيي "كابريريسا" و"قامايو"، منذ منتصف نهار الثلاثاء الماضي، لتتحول إلى مواجهات مع الشرطة المحلية للمدينة، خاصة بعد وصول التعزيزات الأمنية من مدينة مالغا الإسبانية بناء على طلب من الحكومة المحلية المستقلة لمليلية. وخلال المواجهات، رشق الشبان عناصر الشرطة بالحجارة، وبحسب بعض الشباب المحتج، تم إحراق سيارة محمد أبرشان، قيادي في حزب التجمع من أجل مليلية، وهو أحد الألوان السياسية التي تمثل مسلمي مليلية، وعملية الإحراق هي احتجاج على "تواطؤ" محمد أبرشان مع الحكومة المحلية لمليلية ضد المطالب الاجتماعية لسكان ما تسمى بأحياء مسلمي مليلية من أصل مغربي، والذين تنعتهم الصحافة المحلية للمدينة بالموروس. ويواصل الشباب عملياتهم الاحتجاجية، بحسب تسريبات صحافية، وهي العملية السلمية التي يؤكدون أنها أتت بعد أن طال صبرهم على التمييز العنصري الممارس ضدهم في المناصب التوظيفية داخل الإدارات المحلية للمدينة، والحصار التهميشي، وفق تعبيرهم، المفروض على الأحياء التي يقطنون داخلها، ومن المتوقع أن تستمر المواجهات مع الشرطة الإسبانية خلال يوم غد الخميس. وتتحدث المصادر الصحافية عن إقدام الحكومة المحلية للمدينة على الكشف عن ما يفوق 2000 منصب شغل استفاد منها إسبان المدينة، إضافة إلى من تم استقدامهم من مدن منطقة الأندلس في الجنوب الإسباني، بينما الشباب المسلم من أصل مغربي لم يستفد إلا من عدد محدود من مناصب الشغل بالرغم من ارتفاع البطالة في صفوفهم وانتظار منذ شهور لحلول مناسبة لفتح هذه المناصب. وبحسب مواقع إخبارية من مدينة الناظور قرب مدينة مليلية في شمال المغرب، فإن هنالك حالة من المتابعة القلقة لما تتم به مواجهة احتجاجات الشباب من أصل مغربي، الغاضب على تفويت فرصة كان ينتظرها منذ مدة للحصول على عمل وعلى راتب من قبل الحكومة المحلية لمليلية، التي لا يتردد الشباب في نعتها بالعنصرية التي ترفض أي مواطن ولو يحمل الجنسية الإسبانية من أصل مغربي. وهذه الأحداث تأتي بعد أن أقدم نشطاء من المجتمع المدني غير الحكومي المغربي خلال شهر رمضان الماضي، على محاصرة مدينة مليلية لمرتين متتاليتين، بمنع دخول الشاحنات التي تنقل الأسماك والخضار ومواد البناء من مدينة الناظور إلى داخل مدينة مليلية. ويرى المراقبون أن حالة التوتر التي تسود مدينة مليلية منذ الثلاثاء المنصرم هي انفجار لاحتقان اجتماعي من الأحياء المهمشة التي تصادمت في السنوات الأخيرة مع الحكومة المحلية التي يقودها الحزب الشعبي اليميني المعروف بمواقفه المعادية تاريخياً للسكان من أصل مغربي، والذي عمد إلى تهميش كل النخب السياسية التي تدافع عن حق المسلمين من أصل مغربي، وإلى إقصاء الشباب من أي مناصب توظيفية. العربية الصورة من الأرشيف