" ما كَدهُمْش خدَّامين فْأَحقَر خدمة، زايْدينا حتى بْعفيس الصُّباط" يقول أحد عمال شركة " أوزون للبيئة والخدمات" خلال اعتِصام يخوضُه عشرات العمال أمام عمالة إقليمسلا، طيلة 48 ساعة القادمة، احتجاجا على " توقيف عدد من عمال شركة النظافة إضافة إلى أعضاء المكتب النقابي في ذات الشركة بسبب اتهامات بالتخريب والتحريض" وفق المعتصمين. حادث مأساوي واعتَبر ابراهيم باخا، الكاتب المحلي لاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، أن وفاة زميلهم الميكانيكي عبد الله السعدوني بسبب حادثة شغل، أجَّجت مشاعر الغضب لدى العمال، جاءت بسبب ظروف افتَقرت لشروط السلامة داخل حظيرة الشركة الكائنة بالولجة، مؤكدا أن عددا من الجمعيات الحقوقية التي وفدت على مكان الحادث رصدت " عدم ارتداء الفقيد لقفازات ولا حذاءا خاصا ولا خوذة حماية، فضلا عن غياب أي أعمدة بين الأرض وحاوية الشاحنة تفاديا لتهشيمه تحتها وهو الأمر الذي وقع بالفعل". وتابع المتحدث في تصريح لجريدة هسبريس، خلال ذات الاعتِصام الذي جمع زملاء الراحل وأصدقاءه، أن حظيرة الشركة تفتقر للماء الصالح للشرب وللحمامات، نافيا أن يكون الميكانيكي الهالك قد بدأ عمله مع " أوزون" في 2013، مُؤكدا إلى أن أقدميَّته تعود إلى عام 2008. مطالبا بمراقبة جادة للقطاع ولشركة " أوزون" تُحترم خلالها المسطرة القانونية، داعيا رفقة باقي العمال إلى فتح تحقيق من طرف كبار المسؤولين بالمغرب حول احترام السلامة داخل شرطة النظافة وبفتح تحقيق في أسباب وفاة زميلهم الميكانيكي. ملابس مهترئة وأصابع مكسورة من جهته، أوضح ممثل الأُجراء لدى إدارة " أوزون" الحمري يوسف، أن الإدارة تتماطل في تلبية مطالبهم متمثلة في البدلة والأحذية والقفازات، مؤكدا أن الشركة ومنذ استِلامها العمل قبل سنتين من الآن لم تسلم القفازات للعاملين في أي مناسبة، لافتا إلى أن عمال النظافة معرضون لشتى أنواع الأذى، " كتْهز ميكا ما تعرف فيها زَّاج ولا مْسامر ولا حديد مصدِّي، وبلا ليكات دائما صْباعنا مضروبين" يقول المتحدث لهسبريس في وقت مدَّ عدد من العمال أيديهم مستعرضين " نُدوبا ودَمامِل وأصابع مكسورة" وفق ما عايَنت هسبريس. " سنَتان من العمل مع الشركة دون عُقود عمل ولا أجور تضمن الكرامة الإنسانية" يقول السدراتي ادريس أحد عمال " أوزون"، مؤكدا أن مسؤولي الشركة هددوه بالطرد في حال رفضه تعويضا لا يتجاوز 2700 درهم بعد حادثة شغل على مستوى ساقه تطلبت إجراءه 16 غُرزة قبل شهرين من الآن، " لا أستطيع التَّخلي من عملي بسبب وأجري الزهيد 2300 درهما بسبب أولادي الثلاثة ومتطلبات العيش" يقول ادريس قبل أن يكشف الكاتب المحلي ابراهيم باخا بأن أحد العمال أُصيب بكسر على مستوى كتفه ويرقد حاليا بمستشفى مولاي عبد الله بسلا. وفق مكالمة هاتفية مع العامل المصاب. جودة وأعلى الأجور من جهة أخرى، قال المدير العام لشركة " أوزون للبيئة والخدمات" عزيز بدراوي، إن فصل 10 عمال من بينهم عدد من أعضاء المكتب النقابي كان بسبب إقدامهم، أول أمس الاثنين، على احتجاز آليات النظافة التي كانت بصدد الخروج للاشتغال، مع محاولة إعاقة العمل ومنع مرور الشاحنات، مُبرزا أن من أسماهم " 10 مشاغبين ومُحرِّضين " قاموا بإلحاق أضرار بالشاحنات. وبخصوص شروط السلامة، أوضح بدراوي في تصريح لجريدة هسبريس، أن الميكانيكي لم يستعمل 3 من الأعمدة المتواجدة في عين المكان لتحميه وتحمل عنه حاوية الأزبال الكبيرة وهو بصدد إصلاح الشاحنة، مؤكدا أن الشركة حصلت على عدد من علامات الجودة العالمية الخاصة بجودة الخدمات، مُستغربا " ركوب العمال على وفاة زميلهم من أجل أمور أخرى". ونفى المسؤول عن "أوزون"، امتناع الشركة عن تسليمهم ملابس العمل، مؤكدا أن " أوزون" تجمعها عقدة مع خلية للتتبع والمراقبة تسهر على احترام الشركة لتعهداتها، وأن وثائق إدارية تؤكد تسلم العاملين لبدلتي الصيف والشتاء كل سنة إلى جانب حذاء واحد في السنة وقفازا كل شهرين، " نجد ملابس الشركة تباع في سوق "الكلب"، ونعطي العمال حذاء ويذهبون لبيعه" وفق تعبير المدير العام. وتابع بدراوي حديثه بالتأكيد على أن عمال سلا يتَقاضون أعلى الرواتب على مستوى 30 عقدة – مدينة بالمملكة المغربية تابعة للشركة، وأن متوسط الأجير يبلغ 4200 درهم، " ملتزم بتشغيل 355 عامل بسلا وللرفع من المردودية وتجويد الخدمات أضيف 35 عامل عبر توظيفهم بعقود محدودة يخولها القانون وتفسخ العقدة بعدها".