يشتكي سكان بمدينة سلا من ضعف خدمات النظافة، التي تعتبر ذات أهمية في حياتهم، وهو ما يتطلب علاج هذه المشاكل البيئية عبر ترسيخ ثقافة تعتمد على مقاربة تشاركية تساهم فيها كل من الجماعة الحضرية والسلطة والشركات والجمعيات والساكنة، والعمل على تنظيم حملات تحسيسية بالمؤسسات التعليمية وبالأحياء السكنية، لتعريف المواطن بأهمية المحافظة على نظافة الحياة البيئية، على حد تصريح عدد من المواطنين ل"المساء". وتعرف خدمات جمع النفايات المنزلية وعملية كنس الشوارع والأزقة بتراب الجماعة عدة إكراهات ومشاكل يمكن إجمالها في تردي "الحالة الميكانيكية للشاحنات والتي تشكل خطورة على السائقين وعمال النظافة"، ثم "نقص كبير في اليد العاملة في كافة المقاطعات بتراب الجماعة"، و"عدم تزويد عمال النظافة بالأدوات والمعدات اللازمة"، إلى جانب الضعف الكبير في تغطية تراب الجماعة بالحاويات"، فضلا عن "عدم تحديد أماكن لوضع الحاويات؛ وعدم تنظيف وصيانة الحاويات". ومن بين المشاكل التي يعرفها القطاع "إحداث الشركات لمطارح عشوائية قرب الأحياء السكنية والمآثر التاريخية"، و"عدم التخصص في جمع النفايات الطبية"، وعدم قيام الشركات التي تدبر القطاع بتنظيم حملات تحسيسية بتراب المقاطعة من أجل التواصل المباشر مع السكان، زد على ذلك "عدم احترام توقيت مرور الشاحنات". ووفق ما أكده مستشار جماعي ل"المساء"، فإن تراجع خدمات هذه الشركات المفوض لها جمع النفايات المنزلية يرجع بالأساس إلى طبيعة الأحياء التي تتكون منها الجماعة الحضرية لسلا، وهي المدينة العتيقة، والأحياء غير المهيكلة، والأحياء المهيكلة، وكذا عدم التزام الجماعة بإنجاز مركز تحويل النفايات بسلا كما هو وارد في العقدة، وعدم وضع رهن إشارة الشركات مستودعا لصيانة وإصلاح وتنظيف العتاد والآليات، ويحفظ للعمال كرامتهم، وشروط سلامتهم الصحية والنفسية، والعمل على تحديد مطارح لرمي بقايا البناء والأتربة. ومن بين الأسباب الرئيسية أيضا لعدم جودة خدمات النظافة التحول الديمغرافي والعمراني الكبير الذي عرفته عمالة سلا، حيث لم يأخذ المسؤولون بعين الاعتبار هذه التوقعات عند وضع دفاتر التحملات، كما أن الشركات تشتكي من عدم احترام المواطنين لتوقيت مرور الشاحنات، وإفراغهم لبقايا البناء والأتربة في الحاويات أو بجوارها، وكذا خطورة أصحاب العربات المجرورة، وإتلاف وتخريب وسرقة الحاويات، والعمل على مزاولة أنشطة فلاحية بالوسط الحضري، الذي يؤدي إلى إحداث مطارح عشوائية من طرف أصحاب "السواني". يذكر أن مجموعة من الجماعات الحضرية قامت بتفويت خدمات جمع النفايات في إطار التدبير المفوض لشركات مختصة، حيث عملت الجماعة الحضرية لسلا على تفويت هذه الخدمات إلى ثلاث شركات، شركة "تكميد" TECMED بمقاطعة سلا باب لمريسة، شركة "أوزون" OZONE بمقاطعة بطانة وبمقاطعة احصاين، وشركة "سوس" SOS بمقاطعة تابريكت وبمقاطعة لعيايدة. وتجدر الإشارة إلى أن ساكنة عمالة سلا تفوق مليون نسمة وهي تتكون حاليا من الجماعة الحضرية لسلا، والجماعة الحضرية أبي القناديل، والجماعة القروية عامر والجماعة القروية السهول.