مازال عمال شركة "أوزون" للنظافة بمدينة سلا يحتجون ضد تردي الأوضاع الاجتماعية بالشركة، وغياب أدنى شروط العمل، وقد خاض المستخدمون بحر الأسبوع الماضي وقفات احتجاجية أمام مقر الجماعة الحضرية بسلا وأمام مقر العمالة، للمطالبة بفتح باب النقاش بخصوص ملفهم المطلبي. ومن أبرز المطالب التي سطرها المكتب النقابي لمستخدمي الشركة هو الاستفادة من مبلغ 1000 درهم المخصص للمنحة السنوية لعيد الأضحى، وإدراجها ضمن دفتر التحملات الخاص بتفويت قطاع النظافة لشركة "أوزون"، وهو مكتسب سابق للمستخدمين قبل تولي الشركة الحالية تدبير القطاع. كما طالب المحتجون بتوفير وسائل العمل وتمكين العمال من القفازات، مع مراعاة الجودة والنوعية، علاوة على تمكينهم من معدات الصحة والسلامة التي تنعدم كليا بالشركة، ناهيك عن غياب الماء الشروب، حيث يضطر المستخدم بعد الانتهاء من عمله إلى ارتداء ملابسه الخاصة دون أن يستحم، وهذا ما اعتبره العمال حيفا كبيرا في حقهم. وحسب ما أكده إبراهيم باخا الكاتب المحلي لنقابة مستخدمي الشركة ل"المساء"، فإن العمال يستنكرون حرمانهم من الكثير من الامتيازات التي كانوا يتمتعون بها قبل تولي شركة "أوزون" لقطاع النظافة، وهو ما اعتبره تراجع الشركة عن التزاماتها تجاه المستخدمين، في ظل غياب حوار جاد وتملص الإدارة من مسؤولياتها. وأضاف باخا، أنهم راسلوا العديد من الجهات دون أن يتم الرد على رسائلهم، ودون فتح باب الحوار والجلوس على الطاولة لمناقشة المشاكل التي يعاني منها عمال النظافة، من أجل التوصل إلى حلول ترضي الطرفين، موضحا أن عامل النظافة في سلا يعاني من التهميش والإقصاء، علما أن عمال النظافة هي الفئة التي من المفروض الاهتمام بها واحترامها، لأن بتوقف عامل النظافة عن العمل ستتحول الشوارع إلى مطرح للنفايات، وهذا ما يقع فعلا خلال خوضهم للإضرابات. وأوضح المتحدث ذاته، أن عامل النظافة بسلا لا يتوفر على أدنى وسائل العمل التي يتطلبها هذا العمل، هذا دون الحديث عن الأجور الهزيلة التي تتقاضاها هذه الفئة، وهذا شكل من أشكال الاستغلال من قبل الشركة المدبرة للقطاع، والتي تراكم أرباحا كبيرة دون استفادة العمال من أدنى الحقوق. واعتبر المتحدث ذاته، أن تدبير قطاع النظافة من قبل القطاع الخاص سيعرف دائما تراجع المكتسبات وتردي الخدمات المقدمة وعدم احترام بنود دفاتر التحملات، لأن هذا القطاع يجب أن يسير من طرف مؤسسات الدولة. وأكد عدد من المستخدمين أنهم لن يستسلموا وسيواصلون نضالاتهم وخوض مزيد من الاحتجاجات والإضرابات إلى حين الاستجابة لمطالبهم المشروعة، ورد الاعتبار لعامل النظافة الذي هضمت حقوقه دون وجه حق. موضحين أن مطالبهم ليست مستحيلة بقدر ما هي حق يجب على الشركة احترامه.