أجمعت كفاءات مغربية مستقرة بألمانيا على ضرورة إيلاء أهمية تجاهها من طرف مؤسسات الدولة، والعمل على تفعيل القوانين الخاصة بالتعامل معها وتشجيع تبادل المعلومات، وتقوية التواصل عبر القنوات الدبلوماسية لمساعدتها على خدمة البلد الأم ونقل التجارب والعلوم المكتسبة بدول الإستقبال. مداخلات عدة عرفها اللقاء الذي جمع كفاءات مغربية مستقرة بألمانيا، اليوم بدوسلدورف، مع الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج أنيس بيرو، وسفير المملكة المغربية بألمانيا عمر زنيبر، والكاتب العام لوزارة التعليم العالي وتكوين الأطر محمد أبو صلاح، وادريس أبوتاج الدين مدير المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، وموحا الزبدي المستشار في الموارد البشرية بالغرفة الألمانية للتجارة والصناعة بالدار البيضاء، وذلك بقاعة الندوات التابعة لمجلس مدينة دوسلدورف التي احتضنت أنشطة الأسبوع المغربي بألمانيا لمدة يومين. وخلال مداخلته أكد الوزير أنيس بيرو على أن تعبئة الكفاءات المغربية بالخارج عمل بدأته المملكة قبل سنوات عدة، موردا أنه كانت ولا زالت هناك رغبة قوية وأكيدة لإنجاح ذلك، مشددا على ضرورة العمل عبر المصالح الدبلوماسية على جمع جميع الكفاءات المتواجدة بالعالم وربط جسور التواصل معها للاستفادة من خبرتها وكفائتها. وأكد بيرو على ضرورة الفصل بين الطالب والكفاءة، وقال "الطالب لازال يشق طريقه ليصبح كفاءة، وعليه العمل بجد للوصول لذلك، فالمغرب يتوفر على أزيد من 700 ألف مشروع كفاءة داخل الوطن و50 ألف خارجه"، مؤكدا على أنه يجب التساؤل عما تحتاجه الكفاءات المغربية ببلدها، وزاد" لذلك نظمنا هذا اللقاء لننصت لمؤخذاتكم ولاقترحاتكم، من أجل أن نعمل على توفير ما تحتاجونه، وأن نعمل سويا من أجل مصلحة الوطن". وشدد الوزير التجمعي على ضرورة تقاسم المعرفة بين المغاربة سواء المقيمين في الخارج أو المقيمين في المغرب، مؤكدا على ضرورة قيام كل واحد بواجبه، "عليكم أن تنبهونا إن أخطأنا وأن تزيلوا جميع المعيقات، ونحن كسياسيين وحكومة نعمل جاهدا لأجل أن نكون رهن إشارتكم، فخدمة بلدنا واجب علينا جميعا". وأقر الوزير بيرو على وجود تقصير في التواصل مع الجالية، مؤكدا أن هناك صندوق مغربي يقدم دعما ماليا يبلغ 10 في المائة للراغبين في إنشاء مشاريع في المغرب على أن لا تتجاوز مساهمة الصندوق 500 ألف درهم، مؤكدا أن المملكة المغربية دولة في مصاف الدول التي تعمل بقوة على جلب الإستثمار الأجنبي، "ونجحت في ذلك، فحجم الإستثمارات الأجنبية بلغ السنة الماضية 40 مليار درهم"، مطالبا من مغاربة الهجرة أن يعملوا بدورهم على الاستثمار في بلدهم الأم. وقد طالب متدخلون من الكفاءات المغربية على ضرورة منحهم الفرصة للاستئمار ببلدهم عبر تسهيل المساطر، وتخصيص نسبة مئوية من الصفقات العمومية للشركات المملوكة لمغاربة بالخارج، ومنحهم تسهيلات، مشددين على أن رغبتهم أكيدة في المساهمة في تقدم المغرب باعتباره بلدهم الأصلي. مسير الجلسة يوسف زيدان أكد في كلمته على أن الجميع مطالب بالمساهمة في تنمية المغرب، معلنا عن تنظيم مؤتمر مغربي بألمانيا سيتم خلاله جمع الكفاءات المغربية للنقاش ووضعه توصيات ترفع للجهات المسؤولة بالمغرب، وذلك خلال سنة 2015، حيث أعلن أنيس بيرو الوزير المكلف بالجالية على دعم وزارته للنشاط، مطالبا بالعمل على الإعداد له بشكل جيد.