أكد أنيس بيرو، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، أن ملف الهجرة والجالية يجب أن يدبر بتشارك بين دول الاستقبال وبلدان الأصل، مشددا على أن التدبير الأحادي لن يمكن من الوصول إلى نتائج تخدم مصالح الجميع. كلمة بيرو، خلال افتتاح الملتقى المغربي الإسباني حول الهجرة والاندماج، المنعقد بمقر كتابة الدولة في الهجرة بالعاصمة الإسبانية مدريد اليوم الخميس وغدا الجمعة، شهدت تأكيد المسؤول الحكومي على أهمية المبادرة، معتبرا أن الرغبة أكيدة في جعلها تجربة معممة في باقي البلدان التي تعرف تواجد هجرة مغربية. وفي تصريح لهسبريس، قال: "نروم خلق ملتقيات شبيهة بدول أوروبية أخرى وبدول الخليج ودول إفريقيا جنوب الصحراء، ونعلم أن الوقت غير كاف، لكن نطمح إلى أن نضع اللبنة الأولى ونرسخ الفكرة خلال سنة 2016". واعتبر الوزير أن الملتقى فضاء للنقاش بين عدد من الفاعلين في القطاع، مؤكدا على ضرورة تجديد المقاربة وتجديد الفهم لمواكبة التحديات التي تطرح، وإشراك الجميع من فعاليات للمجتمع المدني وأساتذة جامعيين وباحثين ومهتمين وبرلمانيين، موردا أن "سؤال الهجرة يحتاج لتعاون وتنسيق مشترك بين الجميع لمواجهة التحديات". كما لم يفوّت الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة فرصة مشاركة كاتبة الدولة في الهجرة الإسبانية وسفير المملكة الإيبيرية بالمغرب للتنويه بمستوى العلاقات التي تجمع البلدين، داعيا إلى العمل على تقويتها أكثر في جميع المجالات، موردا أن التعاون المغربي الإسباني في مجال محاربة الهجرة غير الشرعية والاتجار في البشر والشبكات الإجرامية يعتبر نموذجا للتشجيع والتعميم. وعن تواجد الجالية المغربية بإسبانيا، قال بيرو: "المغاربة يشكلون النسبة الأكبر من الجاليات الأجنبية المستقرة بإسبانيا، حيث يبلغ عددهم قرابة المليون، أي بنسبة 5.9% من المواطنين الأجانب"، وزاد: "الجيل الأول ساهم في بناء إسبانيا بالسواعد، أما الآن فبينكم كفاءات مغربية في جميع المجالات، وتساهم بدورها في بناء إسبانيا والمغرب". بدروه، نوّه سفير المملكة المغربية بإسبانيا، فاضل بنيعيش، بمستوى العلاقات المغربية الإسبانية، معتبرا أنها ترقى للروابط التاريخية المشتركة بين البلدين الجارين، معتبرا أن الملتقى فرصة سانحة لتبادل الأفكار والبحث عن جوانب تعزيز التعاون، وخاطب الجانب الإسباني قائلا: "ستتعرفون خلال الملتقى على كفاءات مغربية تساهم في تنمية إسبانيا وتساهم في نماء بلدها الأصلي". كاتبة الدولة المكلفة بالهجرة، مارينا ديل كورال طليز، شددت في كلمتها على أهمية الملتقى الأول للهجرة والاندماج، معتبرة أنه فرصة لتبادل الأفكار والتجارب والبحث عن سبل التعاون في مجال الهجرة، مؤكدة أن العلاقات جيدة بين البلدين وفي جميع القطاعات، وأضافت: "هناك تواصل وتعاون وثيق مع المؤسسات المغربية في الجانب الاقتصادي والسياسي والأمني وفي محاربة الهجرة السرية والاتجار في البشر وغير ذلك، ونعرف جيدا قوة المغرب في هذا الجانب". سفير المملكة الإسبانية بالرباط بدوره لم يخرج عن سياق تبادل الترحاب والتنويه بقوة العلاقات بين البلدين، مؤكدا أمام الحاضرين أن المغاربة ساهموا في بناء إسبانيا وكانوا في مستوى المسؤولية، موجها الشكر لهم بقوله: "أنا بدوري أنوه بالجالية المغربية وما يقدمونه لإسبانيا، فعلاقتنا متميزة، ما جعل المغرب الشريك الاقتصادي الأول، ولدينا تعاون في جميع القطاعات من عدل وصحة وتعليم وبحث علمي وغير ذلك، كما أن لدينا الكثير من المشترك التاريخي، وأؤكد أن لدينا الكثير لنقوم به". الملتقى يتواصل على مدى يومين بعقد لقاءات بين مسؤولين بالوزارة المكلفة بالجالية ونظرائهم الإسبان لتبادل التجارب والأفكار، كما سيتم تقديم نماذج لكفاءات مغربية بالخارج، ويختتم بإصدار توصيات، على أن يكون اللقاء الثاني للملتقى المغربي الإسباني بالعاصمة الرباط.