شارك وفد عسكري مغربي سامي، يوم الأربعاء بمقر الجامعة العربية، في اجتماع رؤساء أركان القوات المسلحة العربية، حيث أناط بفريق رفيع المستوى مهمة دراسة إجراءات وآليات إنشاء قوة عربية مشتركة، التي اعتمدت القمة العربية الأخيرة بشرم الشيخ في مصر قرارا بإنشائها. وترأس الوفد المغربي الجنرال دوكور دارمي بوشعيب عروب، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، وحضره الجنرال محمد الرودابي، رئيس المكتب الثاني، والكاتب العام لوزارة الخارجية، ناصر بوريطة، وسفير المغرب بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، محمد سعد العلمي، ومدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بالوزارة، أحمد التازي. وأفاد بيان صادر في ختام الاجتماع أن أركان القوات المسلحة بالدول العربية، أكدوا على ضرورة العمل الجماعي المشترك لإيجاد حلول عربية لقضايا المنطقة، وعلى أهمية تشكيل القوة العربية المشتركة لتمكين الدول العربية من التعامل بفاعلية مع التحديات الراهنة. وشددوا على ضرورة الاستجابة الفورية لمعالجة الأزمات التي تنشب في المنطقة العربية، بما في ذلك عمليات التدخل السريع، وتوظيف هذه القوة لمنع نشوب النزاعات وإدارتها، وإيجاد التسويات اللازمة لها، وكيفية استخدام هذه القوة بما يحفظ استقرار الدول العربية، وسلامة أراضيها واستقلالها وسيادتها. واستعرض رؤساء أركان القوات المسلحة، خلال مداخلاتهم، الأوضاع الراهنة وما تفرضه من تحديات خطيرة على الأمن القومي العربي، خاصة المخاطر المترتبة عن العمليات التي تنفذها المنظمات الإرهابية، والرامية إلى ترويع المجتمعات العربية، وتهديد الوحدة الوطنية، وبث الفرقة والانقسام بين أبناء الأمة الواحدة. وأورد المصدر ذاته أن المشاركين في هذا الاجتماع شددوا، في هذا الصدد، على ضرورة العمل الجماعي للقضاء على الإرهاب واجتثاث جذوره، بما يضمن الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة، وبما يتوافق مع ميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأممالمتحدة. وناقش الاجتماع الإجراءات التنفيذية لإنشاء هذه القوة العربية، وآليات العمل والميزانية المطلوبة لإنشائها وتشكيلها، على أن يتم عرض نتائج أعماله على القادة العرب من خلال لجنة تضم الرئاسة الحالية للقمة العربية، مصر، والسابقة، الكويت، والقادمة، المغرب، ثم على اجتماع لمجلس الدفاع العربي المشترك لإقرارها. وكانت القمة العربية بشرم الشيخ، التي انعقدت يومي 28 و29 مارس الماضي، قد اعتمدت قرارا بإنشاء "قوة عربية مشتركة"، ينص على أن تضطلع هذه القوة بمهام للتدخل العسكري السريع، ومواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الأعضاء في الجامعة العربية وسيادتها الوطنية وتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي.