أوْصت منظمة الصحة العالمية، لأول مرة في تاريخها، بعدم اللُّجوء إلى الولادات القيصرية "إلا عندما تكون ضرورة طبيا"، معربة عن أسفها "لانتشار العمليات القيصرية بشكل وبائي" في مناطق مختلفة من العالم. واعتبرت مديرة قسم الصحة والأبحاث التناسلية في منظمة الصحة العالمية، أن " كثيرا من الدول النامية والمتطورة تعرف انتشارا وبائيا للعمليات القيصرية حتى عندما لا تكون هناك ضرورة طبية"، عازية الأمر إلى " سعي الأطباء إلى تسهيل حياتهم عبر التخطيط للعمليات القيصرية". وأكدت منظمة الصحة العالمية في توصياتها الجديدة أنه "لا ينبغي إجراء العمليات القيصرية إلا إذا كانت ضرورية من الناحية الطبية"، حيث تظهر آخر الإحصائيات المتوافرة لدى الهيئة التابعة للأمم المتحدة، أن نسبة الولادات القيصرية وصلت إلى 23 بالمئة في أوروبا و35.6 بالمئة في القارة الأميركية و24.1 بالمئة غرب المحيط الهادئ سنة 2008، ةافريقيا 3.8 بالمئة. من جهتها، أفادت الدكتورة منى خرماش، أن القيصرية تبقى عملية جراحية تنطبق عليها مخاطر الجراحة بدءا من التخدير ومضاعفاته الخفيفة منها كتأخر الاستيقاظ إلى احتمال الوفاة، موضحة أن أحسن ظروف التخدير تتمثل في الموضعي. ولفتت الاختصاصية في أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي الدولي الشيخ زايد بالرباط، في تصريح لجريدة هسبريس أن النساء اللواتي تخضعن للقيصرية تفقدن كمية مرتين أكبر من دمائهن بالمقارنة مع صاحبات الولادة الطبيعية، بسبب الشق المحدث على مستوى الجلد وعضلة الرحم السميكة الغنية بالشرايين، إلى جانب المشاكل التي يمكن أن تحدث بالأمعاء أو المثانة البولية. وتابعت الطبيبة الجراحة، أن للقيصرية مضاعفات عديدة ولو بنسبة ضئيلة، ويمكنها أن تسبب على المدى القريب تجمع الدم في فتحة البطن وعنق الرحم، إلى جانب عدد من التعفنات، وتذهب المضاعفات إلى حد الإصابة بالانسداد الرئوي، بسبب قلة حركة المرأة الخاضعة للعملية الجراحية، وبالتالي يمكن حدوث تجلط على مستوى الفخذين وانتقال كمية من الدم المتجلط إلى شريان الرئة متسببا في انسداده ما يمكن أن يؤدي إلى الوفاة. وترى المتحدثة، أن الأم الخاضعة للقيصرية تجد صعوبة أكبر في إرضاع وليدها أو الاهتمام به كما يجب، ما يؤدي في أغلب الحالات إلى حرمان الرضيع من الرضاعة الطبيعية التي تكون مفيدة لصحة الأم كذلك، خالصة إلى أن للقيصرية " ندبة" صحية واجتماعية ومادية لا يمكن إزالتها مع الزمن، وموصية باللجوء إلى العملية الجراحية في حالات طبية مستعصية باعتبارها حلا لمشكلات صحية قد تصيب الجنين وأمه، وإلا تحولت إلى مشكل بحد ذاتها، تقول الطبيبة لهسبريس.