كشف الصندوق الوطني لمنظمة الاحتياط الاجتماعي عن معطيات وصفها ب"المفزعة والمقلقة" حول اللجوء إلى العمليات القيصرية في الولادة، إذ تخطت مدن مثل الرباط والدار البيضاء وفاس وأكادير حاجز 80 بالمائة، في الوقت الذي يبلغ فيه المعدل الوطني 59 بالمائة. تجاوز المعدل العالمي وسجل تقرير الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي «كنوبس» تجاوز المغرب للمعدل الطبيعي الذي حددته منظمة الصحة العالمية في 20 بالمائة، موضحا أن المملكة تخطت في اللجوء للعمليات القيصرية دولا كثيرة مثل الصين وتركيا وفرنسا وإسبانيا وفلندا والصين، منبها إلى خطوة ذلك على صحة الأم والمولود. ولاحظ التقرير أن اللجوء إلى العمليات القيصرية في القطاع العام تصل إلى 23 بالمائة فيما تصل النسبة في القطاع الخاص إلى 65 بالمائة، مسجلا انتقالا تصاعديا للولادات القيصرية من 38 بالمائة سنة 2008 إلى 53 بالمائة سنة 2012 إلى 59 بالمائة سنة 2016، موضحا أنه في فرنسا صدرت توصيات للممارسات الجيدة وتحسين جودة الرعاية وتقليل عدد العمليات القيصرية. إهدار 62 مليون درهم وأوضح عزيز الخرصي، المسؤول عن الاتصال بإدارة الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي أن اللجوء للعمليات القيصرية بشكل مفرط يثير الكثير من التساؤلات، مشيرا إلى أنه لو تم الالتزام بنسبة 20 في المائة التي حددتها منظمة الصحة العالمية كتوصية لجميع الدول لتم اقتصاد مبلغ 62 مليون درهم كل عام. وأوضح الخرصي في تصريح لجريدة "العمق" أن اللجوء المفرط للعمليات قد يفسر بالاستفادة من التعريفات التي يوفرها الصندوق، منبها إلى أن سن الأغلبية العظمى التي يخضعن للعمليات تتراوح بين 20 سنة و35 سنة، منبها للمخاطر والأعراض التي قد تصاحب المرأة والطفل على طول 40 سنة بعد القيام بالعملية. الصحة العالمية تحذر يشار إلى أن تقريرا لمنظمة الصحة العالمية كشف عن عدم حصول المرأة على وقت كاف خلال مرحلة المخاض وأن الطاقم الطبي يستعجل ولادتها، عبر الطلق الصناعي والتدخل الجراحي، ودعت منظمة الصحة العالمية إلى منح النساء وقتا أطول للمخاض والحد من التدخل الجراحي فضلا عن تشريكهن بدرجة أكبر في عملية اتخاذ القرار. وقالت منظمة الصحة العالمية إنه "لا ينبغي إجراء العمليات القيصرية إلا إذا كانت ضرورية من الناحية الطبية"، منبهة إلى انتشار العمليات القيصرية في مناطق مختلفة من العالم بشكل وصفته ب"الوبائي"، موضحة أنها وصلت في إفريقيا إلى 3.8 بالمائة. وحذر فريق كبير من الخبراء من اللجوء المفرط إلى الولادات القيصرية، موضحا أن مخاطرها عدم اكتمال نمو الجنين، علاوة على جلطات نتيجة للمكوث فترة أطول في الفراش مما يؤدي لركود الدم في أوردة الساق، بالإضافة إلى طول فترة النقاهة بحيث تحتاج الأم من 3 إلى 5 أيام علاوة على 3 أسابيع اكتمال التئام الجرح للعودة لممارسة حياتها الطبيعية. النساء يرغبن ب"القيصرية"! وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الزيادة في اللجوء للعمليات القيصرية راجع إلى طلب النساء الحوامل أنفسهن إجراء العملية القيصرية وعدم رغبتهن بوضع أطفالهن بصورة طبيعية، رغم أن الأم والجنين بحالة صحية جيدة، مضيفة أن هذا التوجه يلاحظ بصورة خاصة في البلدان المتطورة ذات المستوى المعاشي المرتفع. وحسب معطيات الصحة العالمية، يقدر عدد الولادات على الصعيد العالمي بحوالي 140 مليونا سنويا. تحدث معظمها دون مضاعفات للنساء وأطفالهن. ومع ذلك زاد مقدمو الرعاية الصحية على مدى السنوات العشرين الماضية من اللجوء إلى التدخلات التي كانت تستخدم في السابق فقط لتجنب المخاطر أو علاج المضاعفات، مثل ضخ الأوكسيتوسين لتسريع عملية الوضع أو العمليات القيصرية.