أفضى تعرض مبنى السفارة المغربية في العاصمة الليبية، طرابلس، لاعتداء بواسطة قنبلة ألحقت أضرارا بالمدخل الرئيسي لها، دون أن يتسبب في سقوط ضحايا، إلى قراءات ذهبت حد ربط إرادة الجزائر وتنظيم "داعش"، الذي أعلن موالون له من خلال حسابات منسوبة لهم على "تويتر" مسؤولية التنظيم في ذلك الهجوم. العلاقة بين داعش والجزائر عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات، ربط في تصريحات لهسبريس، حدث تفجير سفارة المغرب بليبيا مع بداية احتضان الجزائر لحوار ما يزيد عن 11 شخصية ليبية، وهي شخصيات حسبه "لها علاقة بالتيارات المتشددة، والمليشيات المسلحة بطرابلس غرب الجزائر". واعتبر اسليمي أن "هذا الاحتضان الجزائري لمفاوضات الأطراف الليبية، يأتي في سياق تنافس مع المغرب الذي يحتضن، منذ أسابيع، جولات حوار مؤسساتي بين القطبين المتصارعين على الشرعية الحكومية والبرلمانية في ليبيا". ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن "حادث تفجير بوابة السفارة هو محاولة جزائرية لعرقلة الحوار الجاري بالمغرب"، موضحا أن الأمر "يتعلق برسالة واضحة من المخابرات الجزائرية، التي لها علاقة بالجماعات المتطرفة والمليشيات المسلحة". "التفجير هو رسالة جزائرية للمغرب، مفادها أن أية مفاوضات ليبية يجب أن تكون فوق أراضي الجزائر، ووفق منظورها للأزمة التي تريد العودة بالجماعات المتطرفة، وجماعة الإخوان إلى الحكم"، ما يفسر التوتر بين مصر والجزائر في الشهور الأخيرة، والذي تشرحه الجزائر بتقارب مصري مغربي". اسليمي أضاف أن "التفجير الذي تقول بعض المعلومات بالتقاء مصلحتين لضرب المغرب، والاستقرار في شمال إفريقيا، وهي مصلحة داعش ليبيا، ومصلحة المخابرات الجزائرية"، مسجلا أن "التقارير الأمنية تشير إلى أن الجزائر هربت مجموعة تنظيمات متطرفة ودفعتها نحو ليبيا، وهو ما سهل عملية استقطابها من طرف داعش ليبيا". وأشارت المعطيات التي تحدث عنها الخبير المغربي، إلى أن "مقاتلي التنظيم في انتقل في ظرف 5 شهور من 800 إلى 5 آلاف مقاتل"، مبرزا أن "عبد الحكيم بلحاج لا يزال زعيم الجماعة الليبية المقاتلة المنحلة، وله القدرة على تحريك كل هذه الجماعات، وهو الموجود حاليا ضمن الشخصيات الحاضرة في حوار الجزائر". ليس هناك تداخل بين داعش والجزائر ومقابل تحليل اسليمي، أكد محمد بنحمو، رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية، والخبير في القضايا الأمنية، "أنه إن كان الهدف إبعاد المغرب عن الملف الليبي، فإن التداخل بين الجزائر وداعش في هذا التفجير مستبعد". وأوضح بنحمو، في تصريحات لهسبريس، أن الطريقة التي تبنت بها "داعش" التفجير تثير أكثر من علامة استفهام"، مشددا على "ضرورة التقصي للوصول للفاعل الحقيقي الواقف وراء هذه الاستهداف. بنحمو برر رؤيته بعدم التداخل بين الجزائر وداعش، بالقول "إن العملية غامضة في طبيعتها"، مسجلا "أن الجزائر لم تنظر يوما بعين الرضا للدور المغربي في المنطقة، ولم تكن سعيدة باستضافة المغرب للحوار الليبي- الليبي". وزاد رئيس المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية أن الجزائر تعتمد موقفا إقصائيا اتجاه المغرب في جميع القضايا التي تهم المنطقة، وخصوصا الملف الليبي وإفريقيا جنوب الصحراء" على حد تعبير نفس المتحدث. ويرى الخبير في القضايا الأمنية، أن العمل الإرهابي الذي استهدف السفارة المغربية في ليبيا، يحمل العديد من الرسائل، جزء منها للمغرب، والآخر للأطراف الليبية المشاركة في الحوار المقام بالمغرب تحت إشراف الأممالمتحدة. وأوضح بنحمو أن الرسائل التي تهم المغرب تريد أن تؤكد الامتعاض من الدور المغربي في الحوار الليبي، مشيرا إلى أن "هناك محاولات للمس بنموذجه كفاعل في المنطقة أمنيا، وهو ما يقلق بعض الجهات"، على حد قوله.