مَعَ دُنوّ موعد الاستحقاقات الانتخابية المحلية القادمة، وفي الوقت الذي يشتدّ التجاذبُ بيْن أحزاب المعارضة الأكثرَ تمثيلية في البرلمان، وبيْن الحكومة، خرجتْ ستّة أحزابٍ مَمَثلة في البرلمان، لتشكوَ في ندوة صحافية عقدتها صباح اليوم بالرباط، "تهميشها" في التشاور مع الأحزاب السياسية. وتطالبُ الأحزاب الستّة الممثلة بأحد عشر مقعدا نيابيا، وهي الحركة الديمقراطية الاجتماعية، حزب الحرية والعدالة الاجتماعية، حزب اليسار الأخضر، حزب الوحدة والديمقراطية، حزب التجديد والإنصاف وحزب العهد الديمقراطي، (تطالبُ) الحكومة بالتعامل مع جميع الأحزاب على قدم المُساواة. وقالَ الأمين العامّ لحزب العهد الديمقراطي نجيب الوزاني في تصريحاتٍ صحافية إنّ الحكومة لا تتعامَل مع الأحزاب السياسية أثناء التشاور معها بمنطق المساواة، معتبرا أنّ المنهجية المعتمدة من طرف الحكومة في التشاور مع الأحزاب "ليستْ سليمة"، وأضاف "هناك انتقائية في التعامل معنا". وخلّفت المنهجية المُتّبعة من طرف الحكومة في التشاور مع الأحزاب السياسية في مختلف القضايا، والقائمة على الاجتماع بأحزاب الأغلبية الأربعة منفردة، والاجتماع بأحزاب المعارضة الأربعة منفردة، ثمّ الأحزاب الباقية مجتمعة، (خلّفت) غضبَ الأحزاب الستّة، التي راسلتْ رئيسَ الحكومة بهذا الشأن، طالبةً إيّاهُ بإعادة النظر في المنهجيّة المُتّبعة. وتقول الأحزاب الستّة "المشتكية" من منهجية الحكومة في التشاور مع الأحزاب، إنّه من غير المنصف أنْ يتمّ الاجتماع بأحزاب المعارضة الأربعة وأحزاب الأغلبية الأربعة في اجتماعيْن منفرديْن، بيْنما يتمّ جمْع 24 حزبا المتبقيّة والاجتماع معها في جلْسة واحدة، وترى أنّ ذلك يحدّ من فعّالية المشاورات التي تعقدها الحكومة مع الأحزاب السياسية. واعتبرَ شاكر أشهبار، رئيس حزب التجديد والإنصاف، أنّ على الحكومة أنْ تغيّر منهجية التشاور مع الأحزاب السياسية، لتصير فعّالة وناجعة لبلورة تصوّرات مُلائمة فيما يتعلّق بالاستحقاقات الانتخابيّة القادمة، بيْنما قال نجيب الوزّاني "ليْس هناك تشاورٌ حقيقي، وهذه المنهجيّة في التعامل مع الأحزاب السياسية من طرف الحكومة نحن نرفضها". على صعيد آخر، قالَ أشهبار تعليقا على المُذكرة التي رفعتْها أحزابُ المعارضة الأكثر تمثيلية إلى الملك قبْل أيّام، بشأن صراعها مع رئيس الحكومة، "نحنَ ضدّ إقحام الملك في أيّ صراع سياسي، سواء كانَ من طرف المعارضة أو الأغلبيّة"، وأضاف "الملك يجبُ أن يظلّ في مكانه، ونتعارك نحن أمام الرأي العامّ". وفي السياق نفسه قال نجيب الوزاني إنّ هناك "انحرافا" في النقاش السياسي السائد في الساحة السياسية، "وهناك شعور أنّ الأمور تنحو منحى السبّ والقذف عوض أنْ يصبّ النقاش في صُلب القضايا التي تهمّ المجتمع"، وأضاف "أرَى أن الحكومة ماضية في الإصلاح، وعلى المعارضة أن تفهم أنّ الشعب يرفض هذا السبّ والقذف، وأنّ المؤسسات يجب أن تُحترم".