في الوقت الذي يستعد فيه الملك محمد السادس للقيام بجولة إفريقية، يرتقب أن تكون ضمنها دولة الكوت ديفوار، في إطار سياسته الجديدة لتقويَة حضور المملكة بالقارة السمراء، احتضنت مدينة أبيدحان الايفوارية اليوم السبت، "يوم المغرب" وذلك ضمن فعاليات النسخة الثالثة من معرض الفلاحة والموارد الحيوانية. عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، قال لهسبريس حول ما إذا كان الانفتاح المغربي على إفريقيا خيارا استراتيجيا أم ظرفيا، أن الأمر يتعلق ب"خيار استراتيجي نهجه المغرب بتعليمات من الملك للتوجه نحو إفريقيا". "عندنا تعلميات من الملك للذهاب في هذا المجال" يقول وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، موضحا: "مستقبل الفلاحة في العالم يوجد في القارة الإفريقية بسبب وجود إمكانيات هائلة من مياه وأراضي خصبة، في العديد من الدول، والتي تحتاج إلى تثمينها بطريقة جيدة". وبعدما أوضح أخنوش أن ما تتمتع به إفريقيا يحتاج استثمارا وإرادة من الدول المعنية لجعل الفلاحة ضمن خياراتها الأولى، أوضح الوزير، ضمن ذات التصريح لهسبريس، أن المغرب، وبمبادرة من الملك محمد السادس، وضع الفلاحة في صلب المعادلة لتنمية البلاد، واصفا ذلك ب"الخيار الصائب". أخنوش قال في هذا السياق: "الاستثمارات المهمة التي ترصد لمجال الفلاحة في المغرب دليل على الأولوية التي يحظى بها هذا القطاع.. ومخطط المغرب الأخضر نموذج أعطى نتائج وينتظره عمل في المستقبل، وهو ما يجعل هذه الدول تبحث عن التعاون بيننا بصيغة، جنوب-جنوب". "لربح الوقت من طرف هذه الدول، التي تسعى للاستفادة من تجربة مخطط المغرب الأخضر، نقول إن الكفاءات المغربية ستقدم دفعة للفلاحة الإفريقية " يجيب أخنوش على سؤال لهسبريس حول مدى قدرة المغرب على تصدير نموذجه الفلاحي قاريا، ويضيف: "هناك العديد من الدول الإفريقية التي اشتغلت على مخطط المغرب الأخضر، وأقامت دراسات وأنتجت برامج بناء عليه". وأبدى وزير الفلاحة المغربي إستعداد المملكة، بأطرها ومؤسساتها، للإجابة على كل ما يطلب منها في هذا المجال.. وزاد: "ما توفقنا فيه في المجال الفلاحي سنتقاسمه مع هذه الدول الافريقية، لأننا نشتغل ونرى أن الإنتاج في ارتفاع رغم الإكراهات التي تواجه وفي مقدمتها تثمين المنتوجات، والتي نشتغل عليه بشكل جدي". وشهد اليوم الذي خصص للمملكة المغربية بأبيدجان التوقيع على العديد من الاتفاقيات بين مستثمرين مغاربة ونظرائهم الأفارقة، وذلك في سياق بحث المغرب عن فرص جديدة للشراكة الاقتصادية، والتواصل حول العروض المغربية الجديدة القابلة للتصدير بالاضافة للبحث عن أسواق جديدة. وضمن الاتفاقيات التي وقعت اليوم واحدة تهم استفادة دولة الكوت ديفوار، من مجال التأمينات في القطاع الفلاحي، حيث يسعى المسؤولون في دولة ساحل العاجل حسب وزير فلاحتهم للاستفادة من التجربة المغربية في هذا المجال. وفي تعليقه على المعطى، اعتبر عزيز أخنوش أن المملكة المغربية اشتغلت بطرق جيدة في مجال التأمين الفلاحي، حيث أن الدولة قدمت دعما كبيرا للفلاحين، مشيرا إلى أن "نجاح هذه التجربة المغربية جعلها مطلوبة من طرف المسؤولين في دولة ساحل العاج لتقاسمها معنا بعد لقاءات التعاون بين الدولتين على مستوى مؤسساتها الوطنية". وكشف أخنوش، في هذا السياق، أن الأراضي المؤمنة في المغرب مع انطلاق مخطط المغرب الأخضر لم تكن تتجاوز 30 ألف هكتار، واليوم تم تجاوز 800 ألف هكتار مؤمنة سنويا، مضيفا أنه تم إدخال منتوجات جديدة.. مثل زراعة الأشجار، والتأمين على المرض بالنسبة للفلاحين. جدير بالذكر أن المغرب يشارك، من خلال وزارة الفلاحة والصيد البحري، كضيف شرف على النسخة الثالثة من معرض الفلاحة والموارد الحيوانية المقام بالعاصمة الإيفوارية.. حيث يغطي الرواق المغربي مساحة قدرها 150 مترا مربعا تستضيف 16 شركة مغربية عارضة ضمن ثلاثة أجنحة منفصلة.