قرر عمال الوساطة الفوسفاطيين بخريبكة نقل أشكالهم الاحتجاجية إلى الدارالبيضاء، من خلال خوض إضراب عن العمل لمدة 48 ساعة منتصف الأسبوع المقبل، مصحوب باعتصام رفقة العائلات أمام الإدارة المركزية للمجمع الشريف للفوسفاط بالدارالبيضاء ابتداء من الساعة 10 صباحا من يوم الأربعاء القادم. وجاء قرار نقابة عمال الوساطة الفوسفاطيين بالاحتجاج أمام الإدارة المركزية للمجمع الذي يشرف عليه مصطفى التراب، حسب بيان حصلت هسبريس على نسخة منه، بعد أن عقد عدد من العمال جمعا عاما استثنائيا بمقر الاتحاد المغربي للشغل بخريبكة، تدارسوا خلاله وضعيتهم التي وصفوها بالمزرية، كما ناقشوا بشكل مستفيض "مختلف الاختلالات التي يعرفها قطاع الوساطة على كافة المستويات"، وفق بيان النقابة. وأشارت النقابة العمالية إلى أن هذه "الاختلالات استفحلت إلى حد كبير في ظل علاقات مهنية تطبعها السيبة وإطلاق العنان من طرف إدارة الفوسفاط للاستغلال المكثف والبشع للعمال، وللجشع اللامتناهي للشركات الوهمية، وانحيازها التام لأرباب تلك الشركات المستفدين من اقتصاد الريع". وأكد العمال أن تلك الشركات "تشن حربا مسعورة على عمال الوساطة الفوسفاطيين ونقابتهم بهدف كسر نضالاتهم، حيث تجلى ذلك بالأساس في التضييق على الحريات والحقوق النقابية بإقدامها على توقيف الكاتب العام للنقابة تعسفا عن العمل، بحجة وجود تعليمات من جهات عليا، وازدياد أشكال التعسف والاستفزاز في حق العمال بمختلف الأوراش من طرف أطر ومدراء سخرتهم الإدارة لتشديد الخناق عليهم". وزاد بيان النقابة أن إدارة المجمع الشريف للفوسفاط "تعمل على المزيد من توتير الأجواء بمنح الصفقات لشركات صورية تعمل على فرض شروط مجحفة أقرب للعبودية، في إطار إرضائها لأصحاب تلك الشركات الذين يمارسون ضغوطات عليها بسبب زعمهم تدميرها لأراضيهم الفلاحية، كما هو الحال مع برلمانيّ بمجلس المستشارين يملك إحدى الشركات المقصودة". وأشار ذات التنظيم النقابي العمالي إلى أن إدارة المجمع مستمرة في "تجاهلها لمطلب إعادة العمال 11 ضحايا الاعتقال التعسفي لأماكن عملهم، والذين لفقت لهم تهم مفبركة واهية سجنوا على إثرها 6 أشهر، مع مطالبتهم إلى حدود اليوم بأداء غرامات مالية خيالية، إلى جانب التنكيل والحرمان والضياع الذي تعرضوا له رفقة عائلاتهم لمجرد مطالبتهم بحقهم في الإدماج والترسيم مع باقي إخوانهم عمال الوساطة في المجمع"، وفق البيان. وتحت شعار "نضال مستمر من أجل إرجاع الموقوفين وتوسيع عملية الإدماج على باقي عمال الوساطة"، قرر المحتجون نقل نضالهم إلى الإدارة المركزية للمجمع بالدارالبيضاء، مؤكدين في نفس الوقت على "استمرار نضالهم المشروع، وتشبتهم بمطالبهم العادلة، وحقهم في الترسيم واستقرار العمل، مع رفض سياسة الإقصاء والتهميش التي تنهجها إدارة الفوسفاط في حقهم، أمام الصمت غير المبرر للسلطات، وعلى رأسهم عامل الإقليم"، يورد البيان. وطالب المحتجون بإرجاع كافة الموقوفين لأماكن عملهم وفي مقدمتهم الكاتب العام و 11 عاملا ضحايا الاعتقال التعسفي دون قيد أو شرط، وإعادة عمال البستنة إلى أماكنهم بالمصالح الاجتماعية بخريبكة، ومطالبة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ولجنته الجهوية بالالتزام بالوعود المقدمة من طرفهم للعمال ضحايا الاعتقال التعسفي، مع مطالبة إدارة الفوسفاط بتوسيع عملية الإدماج على باقي عمال الوساطة إسوة بمن تم إدماجهم من عمال سميسي ريجي وعمال الوساطة لدى شركة النقل الجهوي SOTREG.