بثت قناة "العراقية" تسجيلا مُصوّرا صادما لمغربي، منحدر من مدينة طنجة، وقدّمته باسمه الثلاثي عبد السلام أحمد عبد السلام، حيث برز ذات المواطن المغربي وهو يقدّم نفسه بلكنته الشمالية على أنّه من مواليد عام 73 من القرن الماضي و "يُقرّ بانتمائه لتنظيم إرهابي يستهدف أمن العراق".. إلاّ أنّ ما أثار الانتباه هو بروز عبد السلام على قناة "العراقية" حاملا لآثار التعذيب البارزة من خلال كدمات بمحيط عينيه وجروح بشفتيه. ذات القناة العراقية قالت بأنّ المغربي الطنجاوي عبد السلام أحمد عبد السلام قد أمضى لحدّ الآن ستّ سنوات وتسعة أشهر بالسجن، وأنّ استلامه قد كان غداة تمرير المعتقلات من قبل القوات الأمريكية للحكومة العراقية بمن فيها من موقوفين، قبل أن تردف: "عبد السلام أحمد عبد السلام، مغربي، دخل العراق عن طريق ربيعة بالموصل، وانتقل إلى الطّارمة، قبل أن يلقى عليه القبض من قبل القوات الأمريكية". التسجيل الذي بثّته "العراقية" أثار الجدل في الأوساط الحقوقية العراقية المشتغلة خارج العراق، إذ اتهمت القناة ب "العمالة" للحكومة العراقية وهي تعرض "اعترافات مشبوهة" لأجانب ونسوة عراقيات بتورطهم في الإرهاب، في حين قالت "الرابطة العراقية" على موقعها الإلكتروني: " في الاعترافات المبثوثة رأينا مواطنا مغربيا كان معتقلا لدى القوات الأمريكية منذ 6 أعوام بتهمة استهداف قوات الاحتلال، وطبعا عندما سلمت القوات الأمريكية السجون الى الجانب العراقي تم تسليم كافة معتقليهم، ولم يفرج عنه لأنه كان سوف يسفّر خارج العراق حسب القوانين المعمول بها، قبل أن يتحول فجأة، من جراء التعذيب الظاهر بوضوح على عينيه وشفته، إلى إرهابي وهو داخل السجن..". كما أردفت ذات الرابطة العراقية: " نأمل أن يفلح أهله بالمغرب في التعرف عليه، لأنّ الرابطة العراقية مستعدّة لمساعدتهم في إقامة دعوى قضائية ضد الحكومة العراقية بغية الإفراج عنه وإعادته إلى وطنه.. ذلك لأننا متيقنون من أنه قد جيء به من داخل المعتقل وأجبر على اعتراف صوري بعد إخضاعه لتعذيب وحشي".