منح عالم المستقبليات المغربي الدكتور المهدي المنجرة جائزة الدفاع عن الكرامة في دورتها الثالثة لكل من المقاوم والسياسي المغربي محمد بن سعيد أيت إيدر، الصحفي المغربي حسن الراشدي مدير مكتب قناة الجزيرة بالمغرب، وأخيرا للصحفي العراقي منتظر الزيدي من قناة البغدادية المشهور باستعمال حذائه لضرب الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جورج في أثناء مؤتمر صحفي عقده هذا الأخير رفقة رئيس الوزراء العراقي أنور المالكي في دجنبر الماضي. "" وجاء في بلاغ صحافي أصدره الدكتور المنجرة بهذا الخصوص، أن جائزة الدفاع عن الكرامة تعتبر امتدادا واستمرارا لجائزة " الحوار الثقافي شمال_ جنوب" التي أحدثها بنفسه في يناير 1991 والذي يصادف كما هو معلوم ذكرى العدوان الأمريكي على العراق بداية التسعينيات من القرن الماضي. قبل أن يقرر الدكتور المنجرة تغيير اسم الجائزة، والتي يتم تمويلها بالمناسبة من عائدات إصداراته المتنوعة والمختلفة، إلى جائزة الدفاع عن الكرامة في سنة 2007. معللا هذا التغيير بكونه لا ينقص من أهمية وأولوية الحوار الثقافي ودوره الأساسي في تحقيق السلام عبر العالم، ولكنه يسعى إلى إبراز مسألة الدفاع عن الكرامة في دول الجنوب. ولم يشر الدكتور المهدي المنجرة- وكعادته- في طيات بلاغه الصحافي إلى الأسباب والدواعي التي جعلته يقرر منح جائزته السنوية للأشخاص الثلاثة المشار إليهم. إلا أنه يمكن استنتاج ذلك، بشكل نسبي، بمجرد العودة إلى البروفايل الشخصي لكل فائز على حدة. فبالنسبة للسياسي المغرب محمد بنسعيد أيت إيدر، يمكن القول أن فوزه يأتي بسبب إصراره على إعطاء معنى حقيقي للعمل السياسي بالمغرب في إطار رفضه استمرار زعامته لحزب اليسار الاشتراكي واكتفائه بالعضوية فقط، وأيضا بسبب رفضه " الإقامة الدائمة" بالبرلمان كنائب برلماني عن منطقة اشتوكة أيت باها وإفساحه الفرصة لزميل سياسي آخر له في نفس الحزب. كما أنه متواجد، بالرغم من تقدمه في السن، على التواجد في جميع المحطات النضالية التي تعرفها الساحة المغربية بن الحين والآخر. إضافة إلى ذلك، فإنه أول من أدخل موضوع المعتقل السري تازمامارت إلى قبة البرلمان بطرحه لسؤال شفوي في هذا الصدد. أما عن الصحفي حسن الراشدي فإن فوزه بجائزة الكرامة في دورتها الأخيرة يعود ربما إلى إدارته لمكتب قناة الجزيرة بالمغرب بعيدا بشكل حيادي ومتميز يجسده محتوى النشرة المغاربية التي كانت تبث من الرباط قبل منعها من طرف السلطات المغاربية، ومتابعة الصحفي حسن الراشدي قضائيا بتهمة نشر أخبار زائفة بخصوص أحداث مدينة سيدي إفني في يونيو من السنة الفارطة. وعن فوز الصحفي العراقي منتظر الزايدي، فإن قيامه برمي الرئيس الأمريكي جورج بوش في مؤتمر صحفي وفي مشهد بثته ونشرته كل وسائل الإعلام: فضائيات تلفزية، وكالات الأنباء، مواقع إليكترونية، صحف ومجلات...الخ، يحمل أكثر من دلالة. هكذا إذن تمنح جائزة المهدي المنجرة للدفاع عن الكرامة لسنة 2009 للسادة: للمقاوم السيد محمد بن سعيد آيت يدر والسيد حسن الراشدي مدير المكتب المغاربي لقناة الجزيرة في الرباط و السيد منتظر الزيدي الصحفي العراقي " صاحب رمية الحذاء الشهير على الرئيس الأمريكي جورج بوش". فيما يلي نبذة تعريفية عن الفائزين الثلاثة بجائزة الكرامة لسنة 2009: محمد بن سعيد أيت إيدر من مواليد سنة 1925، ولد بقرية تينمنصور بشتوكة آيت باها، تلقى تعليمه بعدد من مدارس سوس العتيقة. بعد نهاية الحرب العالمية الثانية التقى لأول مرة بالفقيه محمد المختار السوسي. انتقل إلى مراكش لمتابعة دراسته مدرسة ابن يوسف وانفتح على العمل الوطني برفقة عبد الله إبراهيم وعبد القادر حسن، والمهدي بن بركة. كما شارك في قيادة فرق جيش التحرير وتكوين خلايا المقاومة. وقد تعرض للاعتقال في بداية الاستقلال مع عدد من أطر المقاومة وجيش التحرير. لجأ مبكرا إلى الجزائر، ثم انتقل إلى فرنسا، و ساهم في تأسيس منظمة 23 مارس. كما أسس بعد عودته إلى المغرب منظمة العمل الديمقراطي الشعبي 1983 وتولى مهمة الأمين العام لها. وباسمها انتخب نائباً في البرلمان عن منطقة شتوكة آيت باها.وساهم سنة 1992 في تأسيس الكتلة الديمقراطية وفي توحيد شتات اليسار سنة 2002 بتأسيس حزب اليسار الاشتراكي الموحد وفيه تخلى عن منصب الأمين العام واكتفى بموقع الرئيس. حسن الراشدي من مواليد 6 يوليو 1957 بمكناس بعد دراسة جامعية بكلية الحقوق بالرباط اشتغل في الصحافة المكتوبة وتنقل عبر عدة منابر منها : "المسيرة الخضراء" و "الميثاق الوطني". وفي يونيو حزيران 1980 كان أول صحفي مغربي يلتحق بإذاعة ميدي 1 بطنجة قيل أن يغادر إلى إداعة هولندا العالمية عام 1990 حيث اشتغل رئيسا للتحرير ثم انتقل في مايو 1994 إلى تلفزيون "اوربيت" بروما حيث اشتغل مديرا للبرامج قبل أن يلتحق بتلفزيون أبو ظبي ثم إلى قناة الجزيرة التي انضم إلى فريقها الصحفي قبل أحد عشر عاما. وعرف حسن الراشدي في قناة الجزيرة كمنتج إخبار ثم كمراسل حربي قام بتغطية عدة حروب في الصومال واريتريا وإثيوبيا وسيراليون والكونغو الديمقراطي وأفغانستان والعراق وقد عين مديرا للمكتب الإقليمي في المغرب 25 دجنبر2003 أشرف على بث النشرة المغاربية انطلاقا من الرباط وتمت متابعته قضائيا على خلفية تغطية قناة الجزيرة لأحداث مدينة سيدي إفني. منتظر الزايدي يعمل الصحفي منتظر الزيدي، "قاذف الحذاء"، في قناة البغدادية الفضائية العراقية منذ انطلاقها في العام 2005.وبرز اسمه للمرة الأولى عندما تعرض للاختطاف على أيدي مجهولين أثناء توجهه إلى مقر عمله في السادس عشر من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2007. غير أنه وبعد ثلاثة أيام من الاختطاف، أطلق الخاطفون سراح الزيدي، البالغ من العمر 29 عاماً، دون مقابل مادي أو فدية. وخلال عملية اختطافه، خصصت محطة "البغدادية" التي يعمل برنامجاً من ساعتين له في 18نونبر من العام نفسه، وفق موقع مراسلون بلا حدود. اشتهر برميه لحذائه على الرئيس الأمريكي جورج بوش.