حلَّ المغربُ في المرتبة الثالثة بين الوجهات الأثيرة للمتقاعدِين الفرنسيِّين، ممنْ يختارُون مغادرة بلادهم صوب الخارج، للبحث عنْ تقاعدٍ مريح، وفقًا لتصنيفٍ جردت فيه شركة الاستشارات الفرنسيَّة "سيلفرْ وايْ" الوجهات المفضلة لدى الفرنسيِّين لإتمام رحلة العمر بهدُوء. بيدَ أنَّ مجيء المغرب ثالثًا بين أفضل الوجهات للمتقاعدِين الفرنسيين، يظهرُ تراجعًا، بعدما كانت المملكة أول وجهة مفضلة، العام الماضي، فيما آلتْ الصدارة، برسم السنة الجارية، إلى البرتغال التِي تجذبُ 18 بالمائة من المتقاعدِين الفرنسيين متبوعة بإسبانيَا. وأظهر التصنيفُ أنَّ 13 بالمائة من المتقاعدِين الفرنسيين يقبلُون على المغرب، لعدَّة حوافز تتراوحُ بين القرب الجغرافِي من فرنسا قياسًا بباقِي الدُّول الآسيويَّة، إضافة عوامل تاريخيَّة وثقافية، وتدنِي تكلفة العقار المعيشة في المملكة قياسًا بما هي عليه من غلاء في فرنسا أوْ باقِي البلدان الأوروبيَّة. وكان تقريرٌ فرنسيٌّ كشفَ أنَّ أزيدَ من 40 ألف متقاعد فرنسي حلُّوا بالمغرب مع بداية فصل الشتاء الفارط، قدم كثيرٌ منهم لتفادِي برودة الطقس التي تعرفها فرنسا، باحثِين عن دفء المغرب، لعدم قدرتهم على تحمل التبعات الصحية لهبوط درجة الحرارة. في غضون ذلك، حسم نحو عشرين ألف متقاعد فرنسي مسألة الاستقرار بصورة نهائية في المملكة، وإنْ كان كثير منهم يترددُون بين الفينة والأخرى على فرنسا، في الوقت الذِي يختارُ آخرون قصد وجهات بعيدة مثل التايلاند وجزر الموريسْ. حيث يرى 43 في المائة ممن يسافرون للعيش في الخارج أنَّ سفرهم مؤقت وأن لهم عودة إلى وطنهم في المستقبل. بيدَ أنَّ البنية الصحيَّة في البلدان التي يجرِي قصدها تشكلُ هاجسًا بحسب ما يوضحهُ التقرير، سيما أنَّ المرحلة العمريَّة التي يأتِي فيها المتقاعدُون الفرنسيُّون، يكُونون معرضِين فيها لعددٍ من المتاعب الصحيَّة بالنظر إلى عامل السن، زيادةً على الحنين إلى بلادهم وأقربائهم الذِين يظلُّون في فرنسا. النظام الضريبي يشكلُ بدوره عاملًا حاسمًا في اتخاذ المتقاعدِين الفرنسيين قرار المغادرة إلى الخارج، ففي الوقت الذِي تبدُو الأمور ميَسَّرة بالنسبة إلَى متقاعدِي القطاع الخَاص والأعمَال الحُرَّة، يظلُّ متقاعدُو القطاع العام في فرنسا مرتهنِين بنظام الضرائب الفرنسي، حتَّى وإنْ قامُوا بتغيير بلد الإقامة، باستثناء بعض الدُّول التي سبق لها أنْ وقعت اتفاقًا مع فرنسا في المجال.