المغربُ ثانِي وجهة سيَاحيَّة على مستوَى إفريقيَا.. هذَا ما أبانت عنه آخر أرقام المنظَّمَة العالميَّة للسياحَة التِي أوردتْ أنَّ المملكة تستقبل 9.4 مليُون سائحٍ بشكل سنوي، متقدمة بذلك، اعتباراً من الآن، على جنوب إفريقيا المستقبلَة ل9.2 من الملايين. بيدَ أنَّ المغرب لا يزالُ، رغم تقدمه في التصنيف القاري، دون بلوغ مصر التِي تستقبلُ سنويًّا 11.2 من ملايين السياحٍ، وإنْ كانت السياحة بأرض الكنانة تجتازُ فترةً حرجةً خلال السنوات الأخيرة بسبب التوتراتِ السياسيَّة وتزايد أعمال العنفِ بصورةٍ دفعت كثِيرِين عبر العالم إلَى إيثَار وجهاتٍ سياحيَّة أخرَى من بقاع العالم التي تنعمُ بالاستقرار السياسي والاجتماعِي. وبمَا أنَّ مصائبَ قومٍ عندَ قومٍ فوائدٍ فإنَّ اضطراب الوضعِ في المنطقة، بفعلِ تداعيات "الربيع العَرَبِي"، أنعشَ السياحَة فِي المغرب ومكنها من اقتناصِ الفرص الضائعَة على دول كتونس ومصر، فأضحَى المغرب الوجهة المفضلة على مستوى المنطقَة المغاربيَّة، بعد نجاح القارة السمراء، لأول مرة في تاريخها، فِي تخطِّى العتبة الرمزيَّة ل50 مليون سائح.. وهو تطور له انعكاسه على اقتصاديات البلدان الإفريقية بالنظر إلى كونِ السياحة أول مصدرٍ للعملَة الصعبَة فِي المغرب، والثانِية فيما يتعلقُ بالمساهمَة في الناتج الداخلِي الخام، وإحداث فرص الشغل. واستنادًا إلى نتائج أُعلن عنها مجلس إدارة المكتب الوطنِي المغربِي للسياحة، الذِي انعقد مؤخرًا بالرباط، فإنَّ المغرب استطاع أن يحافظ على إيقاعِ أنشطته السياحيَّة، بأدَاء وصلَ إلى 3 في المائة، نهاية مايْ الماضي. التقدم الذِي شهدهُ المغرب فِي الأنشطة السياحيَّة، كان بارتفاع عددِ السياح الوافدين على المغرب، إذْ زاد السياح البريطانيُّون الوافدين على المغرب بعشرة فِي المائة، والإيطاليُّون ب8 في المائة، و7 في المائة بالنسبَة إلى الألمان، علاوةً على السوقين الروسيَّة والتشيكيَّة التينِ واصلتا إمداد المغرب بالسياح، وشهدتا نموًا ب1.6% وَ63% على التوالِي. فيما بقي عددُ السياح الفرنسيين والإسبان ثابتًا. وكان المغربُ قد حقق ارتفاعا فِي النشاط السياحي بلغَ 2.5 بالمائة من حيثُ قيمته المضافة فِي 2012، بعد انخفاضٍ ب2 في المائة سنةَ 2011 بسبب الأزمة الاقتصاديَّة التِي يئنُّ تحتَ وطأتِها الأوروبيُّون وتحولُ دونَ تفكيرهم في الإنفاق على أسفار خارج القارة العجوز، سيمَا وأنَّ وجهاتٍ كإسبانيَا واليُونان لا زالتَا تغريان سياح أوروبَا وإن كانتَا تمران بأزمة اقتصاديَّة خانقَة.