يتجه المغرب نحو صدارة الوجهات السياحية الإفريقية، فبتجاوزه لجنوب إفريقيا يصبح ثاني مركز استقطاب للسياح إفريقيا بعد مصر، مستفيدا من الظرفية السياسية والإقتصادية الجد صعبة بالمنطقة ليتعقب أثر هذه الأخيرة صاحبة الرتبة الأولى ويستأثر بحصة ثمينة من السياح الوافدين إلى القارة السوداء. فحسب تقرير للمنظمة العالمية للسياحة فإن 9,4 مليون سائح وافد للمملكة دفعوا بالمغرب لاحتلال المرتبة الثانية إفريقيا متجاوزا بذلك جنوب إفريقيا (9,2 مليون وافد) وملاحقا مصر »11,2 مليون « وافد من السياح. المغرب يحافظ على معدل استقطاب ثابت وقد حقق المغرب خلال الثلاث سنوات الأخيرة أرقاما مستقرة أو ذات ارتفاع طفيف، فحسب معطيات البنك الدولي فإن الأرقام المسجلة سنة 2012 جاءت شبه مماثلة لنظيرتها سنة 2010 ، حين استقبل المغرب آنذاك 9.288.000 وافد ، وكذا بالنسبة لسنة 2011 ب9.344.200 سائح وافد. فرغم الظرفية الإقتصادية الحالية للبلدان المصدرة للسياح، فإن القيمة المضافة للأنشطة السياحية بالمملكة عرفت طفرة نمو تقدر ب2,5 بالمئة سنة 2012، كما يعتبر المغرب البلد الوحيد الذي سجل خلال السنوات الخمس الأخيرة أرقاما بزيادة مطردة بين البلدان الإفريقية الثلاث الأكثر استقطابا. وفي ذات السياق تعتبر مؤشرات نمو القطاع السياحي للسنة الجارية مشجعة، فبحسب المكتب الوطني للسياحة فإن الأشهر الخمسة الأولى من هذه السنة شهدت ازديادا في عدد السياح الوافدين على البلاد بحوالي 3 بالمئة بشكل إجمالي، شكل منها السياح البريطانيون 10 بالمئة،أما الإيطاليون فقد ارتفعت نسبة قدومهم ب8 بالمئة،فيما كانت نسبة 7 بالمئة من نصيب السياح الألمان. أما بالنسبة للوافدين الروس والتشيك فقد عرف عددهم ارتفاعا صاروخيا ناهز على التوالي 106 بالمئة لبلاد القياصرة و63 بالمئة للسياح التشيك، في الوقت الذي بقيت فيه معدلات البلدان المصدرة عادة للسياح وهي فرنسا واسبانيا مستقرة أو شهدت انخفاضا كانت الأزمة الإقتصادية الحالية أحد أسبابه. غيوم تلف السياحة المصرية رغم الأحداث السياسية الجارية وتأثيرات الربيع العربي، لم يهجر السياح أرض الكنانة بشكل كلي، فقد تداركت البلاد الأمر نهاية السنة الماضية، بعض انخفاض عدد السياح بشكل قوي مقارنة مع سنة 2010 حين استقبلت مصر 14.051.000 سائح ، وهبوط هذا الرقم ليصل إلى 9.497.000سائح سنة 2011. لقد سمح تجدد الإهتمام بهذا البلد رغم وضعيته السياسية ببقائه على رأس الوجهات السياحية الإفريقية، غير أن الأحداث الحالية يمكن أن يكون لها بالغ التأثير على الأرقام التي سيسجلها هذه السنة. أما بخصوص جنوب إفريقيا، فقد فتح حدث تنظيم كأس العالم سنة 2010 موارد سياحية جديدة بما فيها أمريكا اللاتينية، ليعاود القطاع السياحي نموه خلال السنوات الثلاث الماضية بعد التعثر القوي سنة 2009 حين حط 7.012.000 سائح فقط فوق تراب بلاد مانديلا، لكن دون الوصول إلى الرقم الذي حققه البلد سنة 2008 ب9.592.000 وافد من السياح. تجدر الإشارة إلى أن سنة 2012 شهدت أول تحطيم للقارة الإفريقية لعتبة 50 مليون سائح برقم بلغ 52 مليون وافد، وفي السنة ذاتها بلغت عائدات القطاع السياحي ،أكبر مصدر للعملة الصعبة بالمغرب- 58,2 مليار درهم،أما على المستوى المغاربي فالمغرب يتجاوزبشكل كبير جيرانه التونسيين (6 ملايين سائح وافد سنة 2012) والجزائر التي سجلت برسم نفس السنة 2,3 مليون سائح.