انصب اهتمام الصحف المغاربية الصادرة، اليوم الخميس على تداعيات الهجوم الإرهابي الذي استهدف محتف باردو في تونس ومحاكمة الضالعين في قضية الفساد المتعلقة بإنجاز الطريق السيار شرق- غرب بالجزائر واستمرار إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) في موريتانيا. فقد واصلت الصحف التونسية متابعتها لفعاليات المنتدى الاجتماعي الدولي، التي انطلقت، أمس الأربعاء، ورصد تداعيات الهجوم الإرهابي على متحف باردو، وكذا مستجدات الوضع الأمني والسياسي والاجتماعي في البلاد. وفي هذا السياق وتحت عنوان "اليوم الأول للمنتدى الاجتماعي العالمي.. تشدد أمني يؤخر انطلاق الأشغال.. ويثير حفيظة المشاركين" كتبت صحيفة (الصباح) أن أشغال اليوم الأول للدورة 13 للمنتدى "شهدت انطلاقة ضعيفة إذ لم تبدأ إلا 30 في المائة من الأنشطة المبرمجة في مواعيدها خلال الحصة الصباحية. تأخير يعزى في جزء منه الى التنظيم الأمني" الذي اعتمده رجال الأمن في مدخل المركب الجامعي فرحات حشاد الذي يحتضن فعاليات المنتدى. من جهتها، وتحت عنوان "المنتدى الاجتماعي العالمي: تونس...خيمة كبرى للسلام" أشارت صحيفة (الشروق) إلى توافد عدد من النشطاء في المجال الحقوقي والنقابي وممثلين عن جمعيات ومنظمات غير حكومية من مختلف دول العالم للمشاركة في فعاليات المنتدى الذي يحتضنه المركب الذي خضع ل"تعزيزات أمنية وعمليات مراقبة تفاديا لحدوث أي طارئ ". من جهة ثانية، توقفت الصحف التونسية عند تداعيات الهجوم الأخير على متحف باردو بتونس العاصمة. وفي هذا السياق وتحت عنوان "بعد أسبوع من العملية الإرهابية بباردو إلغاءات ناهزت 100 في المائة للرحلات البحرية" أشارت صحيفة (الصباح) إلى أنه رغم افتتاح المتحف مازالت "تبعات العملية الإرهابية تلقي بظلالها على الاقتصاد الوطني خصوصا على القطاع السياحي". من جهة أخرى، أشارت صحيفة (الضمير) إلى أن مجلس الوزراء التونسي قد صادق، أمس الأربعاء، على مشروع قانون مكافحة الإرهاب، علاوة على انطلاق أشغال اللجنة المكلفة بإعداد المسيرة الوطنية ضد الإرهاب المنتظر أن يحضرها عدد من رؤساء الدول والحكومات وشخصيات عالمية، وذلك يوم الأحد المقبل بالعاصمة التونسية. على المستوى السياسي، أبرزت الصحف التونسية تطورات الوضع داخل حزب "نداء تونس" الحاكم وتأثيراتها على المشهد السياسي والحكومي التونسي. فتحت عنوان "بعد خسارته انتخابات المكتب السياسي لنداء تونس حافظ قائد السبسي والتيار التصحيحي يختاران "بيت الطاعة" بدل "الخلع"، أشارت صحيفة (المغرب) إلى أن المسار التصحيحي داخل الحزب، الذي يتزعمه نجل رئيس الجمهورية ويضم قرابة 15 نائبا من الكتلة البرلمانية للحركة وبعض أعضاء المكتب التنفيذي، يتجه إلى "تعزيز وجوده ومواصلة مهامه لتجاوز الفشل والخسارة في انتخابات المكتب السياسي للحركة، حيث لم يفز منه أي مرشح لاسيما بعد انسحاب عدد من مرشحيه ". وتحت عناوين من قبيل "جلسة التفاوض بين نقابة الثانوي والوزارة تفشل من جديد: أزمة التعليم تتواصل"، و"ما بين وزارة التربية والنقابة العامة للتعليم الثانوي: فشل جلسة الحوار... والأزمة تحتد" ، واصلت الصحف التونسية تناول مستجدات هذا الصراع وتواصل حالة الشد والجذب بين الطرفين، وذلك بعد القرار النقابي بمقاطعة كافة الامتحانات. وفي الجزائر، أعربت الصحف المحلية عن استغرابها لقرار تأجيل المحاكمة المتعلقة بفضيحة رشاوى شابت عملية إنجاز الطريق السيار شرق -غرب على طول 1216 كلم بعد ستة أعوام من الانتظار. وأعادت الصحف إلى الأذهان أن كلفة مشروع الطريق حددت في البداية بستة ملايير دولار ليرتفع الغلاف المالي إلى 11 مليار في 2012 ثم إلى أزيد من 13 مليار في أواخر 2014 أي بمعدل ثمانية ملايين أورو للكليومتر الواحد ، ومن دون إنجاز هذا الطريق بالكامل. فتحت عنوان "بعد ست سنوات من الانتظار، المحاكمة تفضي إلى تأجيل" كتبت صحيفة (الوطن) أن تأجيل المحاكمة المتعلقة بقضية رشاوى الطريق السيار شرق-غرب إلى الدورة الجنائية المقبلة لم يفاجىء أولئك الذين حضروا بكثرة إلى المحكمة الجنائية بالجزائر العاصمة. وقالت الصحيفة إن غياب محامي المتهم الرئيسي في القضية، مجدوب الشاني، كان وحده كافيا ليعلن القاضي عن تأجيل هذه القضية التي ما انفكت تشغل الرأي العام الجزائري، فيما اعتبرت (لبيرتي) أن التأجيل كان مخططا له من قبل. وأضافت (لبيرتي) أن الحجج التي تم تقديمها يمكن أن تكون مقبولة لو لم يكن هناك أشخاص قيد الاعتقال الاحتياطي منذ أكتوبر 2009، ومسؤولون سياسيون وردت أسماؤهم في القضية وهم أحرار طلقاء كل هذه المدة، مقدرة مجموع العمولات والرشاوى التي دفعها في هذه القضية بمليار دولار. ونددت الصحيفة بسياسة الكيل بمكيالين في هذه القضية واعتبرت أن المبدأ القائل بأنه لا أحد فوق القانون هو مجرد شعار أجوف. وكتبت جريدة (لكسبريسيون) ساخرة تحت عنوان "على الملفات الكبرى الانتظار مرة أخرى" أن "تأجيل المحاكمة تطلب أربع ساعات من المناقشات. فهذه هي العدالة الجزائرية المحترمة لحق الدفاع المقدس". أما صحيفة (لوسوار دالجيري) فترى أن تأجيل المحاكمة "لم يشكل مفاجأة كبرى" بل اعتبرته استمرارا منطقيا للاستراتيجية التي أعدها حوالي ثلاثين محاميا تم تنصيبهم في هذه القضية. وما يزال إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) والجولة التفقدية التي يقوم بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز لشرق البلاد يستأثران باهتمام الصحف الموريتانية. وفي هذا الصدد، أوردت صحيفة (لوتانتيك) أنه في الوقت الذي دخل فيه إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) يومه السادس والخمسين، وتسعى الشركة لاحتواء الأزمة بتعويض المضربين، تستعد المعارضة لتنظيم مسيرة ضخمة لمساندة المضربين، بينما تهدد المركزيات النقابية بشن إضراب عام في جميع القطاعات. ومن جهتها ذكرت جريدة (الفجر) أن مناديب العمال المضربين عن العمل في مدينة الزويرات وصفوا الإجرءات التي اتخذتها إدارة الشركة في الأيام الماضية ب " الاستفزازية" مؤكدين أنهم " لن يسكتوا عليها لكنها تدفعهم للخروج عن السلمية والمدنية في احتجاجهم". وأفادت ذات الصحيفة أن القطب السياسي في المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة) قرر تنظيم مسيرة ، الثلاثاء المقبل، لدعم عمال شركة (سنيم)، التي تعتبر أكبر الشركات المعدنية في موريتانيا والمزود الرئيسي للخزينة العامة للدولة، والضغط على الحكومة لتسوية النزاع الذي مضى عليه أكثر من 50 يوما. وعلى صعيد آخر، واصلت الصحف الموريتانية اهتمامها بالزيارة التفقدية التي يقوم بها الرئيس محمد ولد عبد العزيز للحوضين الشرقي والغربي للبلاد والتي ستنتهي اليوم الخميس . وتوقفت الصحف عند الندوة الصحفية التي سيعقدها الرئيس محمد ولد عبد العزيز، مساء اليوم الخميس في نواكشوط، والتي سيتناول فيها مختلف القضايا الوطنية. وفي هذا السياق أفادت صحيفة (الأمل الجديد) بأن الندوة الصحفية، وهي الأولى للرئيس ولد عبد العزيز منذ إعادة انتخابه، في يونيو الماضي، رئيسا للبلاد لولاية ثانية، ستتركز بشكل خاص حول عدة ملفات تشغل الرأي العام من أبرزها إضراب عمال شركة (سنيم) والحوار المرتقب بين الأغلبية والمعارضة.