يُعتبر كارلوس فوينطيس من أعظم الكتاب المكسيكييّن المعاصرين الذي حلّق عالياً فى سماء الآداب الناطقة باللغة الإسبانية لمدّة عقود كثيرة خلت، سواء في أمريكا اللاّتينية، أو فى إسبانيا، بل إنّ شهرته تخطّت هذه الرقعة الجغرافية الشّاسعة إلى العالم،وما فتئت أعماله الأدبية ،ورواياته الإبداعية،ودراساته الرّصينة تملأ الدّنيا وتُشغل الناس،وما إنفكّ نجمُه اللاّمع يسطع، ويضيئ إمبراطورية المايا والأزتيك . رحلة إلى أساطير المكسيك القديمة لكارلوس فوينطيس كتاب تحت عنوان 'شموس المكسيك الخمس' وهو نوع من الأنطولوجيا او دراسة مستفيضة حذا فيها حذو كتّاب آخرين مثل ألفونسو ريجيس، وأوكتافيو باث، وكان الهدف وراء هدا العمل الأدبي هو إكتشاف روح المكسيك ، وإستكناه أغوارها وأعماقها ،وتسليط الأضواء على تاريخها،وأساطيرها، ومعاناتها، بدءا بعالم الأزتيك والمايا،حيث يأخذنا فوينطيس فى جولة تاريخية نقدية تحليلية لمختلف الأساطير القديمة فى بحر تاريخه، وتأمّل اهراماته التي اقامها المايا الذين أصبحوا بعد الإكتشاف(الغزو) يؤلفون مجتمعا مركّبا تركيبا معقّدا ومجزّءا فى وقت واحد وهم يدخلون عالم الثورة المعاصرة. مشاهد تترى نصب أعيننا من الدم والموت منذ وصول الإسبان إلى العالم الجديد،ويطلق المؤلف على ذلك مصطلح' ضد الإكتشاف' او 'الإكتشاف المناقض والمناهض للإكتشاف'، ويشير فوينتس:'إنّ غارات كتائب 'سانشو فييّا' في شمال البلاد ، ومحاربي 'إميليانو زاباتا' فى الجنوب جاءت كردّ فعل عنيف على موت 'شمس المكسيك الخامسة' حيث مات معها العالم المكسيكي للسكّان الاصليين الهنود. وهذه الشموس الخمس مستمدّة من الأساطير المكسيكية القديمة. ويحاول فوينطيس أن يقدّم للقارئ تفسيرات ورموز بعض أعماله ، فيبدأ بفصل من كتابه 'الأيّام المصنّعة' (1954) ثمّ ينتقل إلى رواية 'الجهة الشفّافة' (1958) ثم تواجهنا نصوص ترجع بنا إلى كتابه 'موت أرتيميو كروث' 1962)، و'غنائية العميان' (1964)، و'رضنا' ،(1975)، و'الغرنيغو العجوز' (1985)، التي تحوّلت إلى فيلم. و'أيّام مع كورا رياث' (1999) وفى حالة واحدة وهي كتابه ' المرأة الدفينة' يخبرنا فوينطيس أنّ نصوص هذا الكتاب قد تمّ توسيعها حيث تطفو على سطح هذه النصوص جميعها مواضيع ومشاهد وأحداث لها صلة بهذا البلد الأمريكي اللاتيني الكبير وهو فى طور التكوين خلال 'الإكتشاف' فضلا عن معالجته لإشكالية اللغة والهويّة. فى البحث عن الهويّة الضّائعة وبخصوص المزج بين الرواية والتاريخ فى كتابه أشار كارلوس فوينطيس إلى طرفة وقعت للكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا مركيز، وفيردريك فورسايت بخصوص رواية هذا الأخير 'إبن آوى'، فقد هنّأ مركيز فورسايت على روايته ولكنه حذّره من :' أنّ الكتاب يتضمّن خطأ فادحا . فسأله فورسايت: ما هو ؟ فأجابه: أنّ ديغول لم يقتل . فأردف فورسايت قائلاً:حقّا إنّ الجنرال قد خرج بسلام من عملية الإغتيال ، فقال مركيز عندئذ : آه ،ولكن إذا كنت قد قلت فى روايتك انّهم قتلوه بعد مرور مائة سنة فتلك ستكون الحقيقة. وقال فوينطيس إذا كان الكاتب الفرنسي ميشيليت قد قال :إن الشعب له الحق فى أن يحلم بمستقبله، فإنّنى أقول إن الشعب له الحق كذلك أن يحلم بماضيه. أن تحلم بالماضي، أن تجعله حيّا أمامك.إنّ فوينتس مقتنع أنه ليس هناك حاضر حيّ، ولا ماض ميّت. ويشير فى كتابه أنه عندما كان يحاضر فى جامعة هارفارد الأمريكية كان يحدّث تلامذته الأمريكيين عن تاريخ المكسيك وسكّانها الأقدمين، فكان يعود بهم إلى تاريخ الإغريق والرومان فكانوا يقولون له: لماذا تذهب بعيدا ؟ فكان يسألهم إذن متى يبدأ التاريخ بالنّسبة لهم ؟ فكانوا يجيبون جميعا 1776 أي أنّ تاريخهم يبتدئ بعد الإستقلال ، إستقلال أمريكا،وقبل ذلك فليس هناك تاريخ !. إنّ التاريخ حسب فوينطيس يقوم على المنطق،فى حين أنّ الأدب ينطلق من المشاعر والأحاسيس، والادب يسمح للشعوب بل يحثّها على أن تحلم بماضيها ، والحفاظ عليه حيّاً نابضاً. كان القرن العشرون ،كما يبيّن فوينطيس هو تاريخ البحث المُضني عن الماضي، ومحاولة تكييفه مع الواقع الجديد، أي إسترداد الهويّة الضائعة بعد القطيعة التي أحدثتها التدخّلات الأجنبية إسبانية كانت أم فرنسية أم إنكليزية أو أمريكية ، التي كانت تقدّم وجبات جاهزة لجمهوريات نيسكافية ، أي 'ديموقراطية' حسب النموذج الغربي لا تتوافق ولا تستجيب لمطالب بلدان أمريكا اللاتينية المعذّبة.وكان لزاماً على هذه البلدان أن تبحث عن هويّتها الضائعة التى تجسّدت فى كتابات كبار كتّابها ومبدعيها ، ولكن بعد بحث مضن إستمرّ زهاء خمسة قرون، أي بعد أفول خمس شموس. ذَنْبُ الأمْس وأَخْطَاءُ المَاضِي لكارلوس فوينطيس مجموعة قصصية بعنوان 'كونستانسيا وقصص أخرى للعذارى' هذه المجموعة تجمع العديد من أعمال فوينتس، إننا واجدون فيها فوينتس السوريالي منذ قصصه الأولى التى تناول فيها قصص الهويّة المكسيكية مثلما عمل كل من أوكتافيو باث، وصمويل راموس، كما نجد في هذه المجموعة نفس فوينطيس المثقل بالهواجس والقلق والإنشغالات التي صاحبته فى مختلف أعماله، فنلتقي بالتالي بالموت ومدينة مكسيكو والشرائح الإجتماعية المختلفة ونوازع الخير والشر. نظرة فوينطيس فى هذه المجموعة إتّسمت بالجديّة والجديد،وقد راعى فيها التحوّلات السياسسة والإجتماعية للمجتمع المكسيكي والأمريكي والإسباني. وهو يتناول هذه التحوّلات بالتحليل الدقيق ليس للأوساط والثقافات المذكورة وحسب، بل بقدرة فائقة على تعرية أوجه ثقافات أخرى ورصد ملاحظات ذكيّة سواء فيما يتعلق بأفراد أو جماعات أو بلد أو قارة ،العنوان فى حدّ ذاته 'كونستانسيا وقصص أخرى للعذارى' تبيّن أنّ المراة تشكل عنصرا مهمّا فيها ، وهكذا نجد كونستانسيا تتأرجح بين الحياة والموت ،كما نجد المرأة تموت فى قصة 'أمير لوماس' أما 'عاشت سمعتي' فتقدّم لنا نصّا أكثر قلقا وعمقا ضمن المجموعة. المرأة إذن في هذه القصص مسكونة بالموت ليس كمصير فردي بل كعنصر متّصل. فالموت هو التفصيل المباشر للحياة أو الجانب الآخر لها. كما تولي المجموعة قيمة كبرى وأهميّة قصوى للمعارف الغيبية. إلى جانب العلم، تلك المعارف لا تأتينا من إعمال العقل المباشر بل من الجوانب العميقة أو الدفينة فينا أو من ماضينا البعيد أو من تاريخنا الغابر السحيق. ويعتبر عنصر الزمن جانبا آخر ذا أهمية في هذه القصص، وليس المقصود هنا بالزمن المتوالي بل زمن لا يخضع للقوانين الفيزيائية ، ولا ينصاع للنواميس الطبيعية . فالأمس يلج فى اليوم محطّما كل الحواجز ،وهذا المزج يخلق جوّا من الغموض والسحر ، ويظهر لنا هذا في قصة 'عاشت سمعتي' إذ نجد شخصيتين تاريخيتين متباعدتين فى زمن وجودهما(روبين أوليفيا فى القرن العشرين) و(بيدرو روبيو فى القرن الثامن عشر) يلتقيان فى وقت مّا من الزمن. كما نجد كونستانسيا فى القصة تحمل الإسم نفسه ، مع أنّها تنتمي إلى زمنين متباعدين، زمن الحرب الأهلية الإسبانية، والزمن الحاضر. يطرح فوينتس علينا فى هذه النصوص التساؤل التالي:هل يوجد في الأمس ذنب ينبغي التكفير عنه ؟ رولفو، فوينطييس، وبيدرو بارامو على إثر صدور كتاب كارلوس فوينطيس 'العالم الجديد الشجاع' (الحماسة، الخيال، والأسطورة في الرواية الأمريكية اللاتينية) بعث الكاتب المكسيكي 'غيابا تيستافيكو' برسالة الى فوينتس يعاتبه على بعض الآراء الواردة فى نصوصه حول الكاتبين المكسيكين الكبيرين 'خوان رولفو' و 'ماريانو أسويلا' حيث لم يكن رولفو يخفي غيضه بشأن بعض هذه الآراء التي كان يراها متطرفة فى الغلوّ حول بعض أعماله وأعمال أسويلا، فعندما أفرد فوينطيس فى هذا الكتاب ما يزيد على عشرين صفحة من النثر الوضّاء حول رواية 'بيدرو بارامو' الشهيرة انزعج رولفو قائلا : لقد حوّل فوينتس ' بارامو' إلى شخص رومانتيكي يموت نتيجة الجرح الذي فتحه فى حبّه المستحيل ل:' سوزانا سان خوان'، لقد راقني هذا الإجتهاد إلا أنّ ذلك غير صحيح فبيدرو بارامو إنما قتله عداؤه لنفسه ذاتها،إنه رجل يكره الجميع وهذه الكراهية التى تغلفه قد إنقلبت ضدّه فيقتل فوق نفس الأرض التي طالما زرع فيها بذورالأحقاد والضغينةعلى امتداد عقود من القساوة والإستبداد. ويعتب رولفو على الخيالات والتوهمات المتشابهة فى نصوص فوينتس إذ هو لا يمكن أن يكون بالضرورة عالما بشؤون التربية والأمراض التي تفتك بالإنسان إلى جانب علوّ كعبه فى الفنّ الروائي. كما ذهب فوينتس فى هذا الكتاب أن رواية 'القاطنون فى الأسفل لأسويلا' هي 'ذات حماسة منحطّة' فهي تكرّر الحماسة على نفس طريقة 'السيد'، وكان رولفو يستشيط غضباً إذ لم يكن يؤمن بأن 'أسويلا' يمكنه قول ذلك فهو أبعد ما يكون عن هذا الهراء أو الوقوع فى هذا الإسفاف، يذهب فوينطيس فى كتابه :أن 'سانشو فييّا' يظهر في 'القاطنون فى الأسفل'مثل 'السّيد' من نوع جديد أو مثل نابليون مكسيكي، فى الوقت الذي يقول فيه أن 'فييّا'إنّما هو صقر أزتيكي ينقضّ ويغرس منقاره الفولاذي فى رأس الأفعى ' فيكتوريا نوويرتا'والمغزى هنا ذو سخرية عميقة فأسويلا فى الواقع إنما كان يضع قدميه في حقل ملغوم لمواجهة أنصار 'فييّا'الذين كانوا يسيطرون على مدينة ' خواريث' ولا يتعلق الأمر بإزاحة أصنام أو إستبدالها بأخرى وإنما كان أسويلا يساهم فى تأجيج أوار الثورة، وكان فوينطيس خاطئا: هذا ما قاله رولفو نفسه عندما كان على قيد الحياة (توفي 1986). فوينطيس، شيلي، ونيرودا كان فوينطيس يشعر بمحبة وميل كبيرين لشيلي ليس فقط باعتبارها موطن الشاعر الكبير بابلو نيرودا بل بحكم أنه عاش فيها ردحا من الزمن خاصة سنوات عمره الأولى كما يقول. وهو يعتبر شيلي ليس موطن الشعراء المجيدين فى أمريكا اللاتينية وحسب مثل ويدوبرو، ميسترال، نيرودا، بارّا، روخاس، بل والروائيين كذلك أمثال دونوسو، إدواردز، دورفمان، فوجيت، وفرانز. يخبرنا فوينطيس انه عاش فى هذا البلدعندما كان عمره يتراوح بين 11 و15 سنة ، وبها نشر أولى نصوصه الادبية المبكرة حول شخصيات ادبية وتاريخية فى تشيلي منها فرانسيسكو بيلباو الذي كان أوّل من استعمل مصطلح أمريكا اللاتينية عام 1857. ويشير فوينطيس أنه خلال هذه الفترة من حياته إلتهم العديد من الكتب والدواوين لكبار الشعراء التشيليين فى مقدّمتهم بسينتي ويدوبرو، وغابرييلا ميسترال (المرأة الوحيدة التي حصلت على نوبل فى الآداب فى امريكا اللاتينية 1945) وبول فاليري هو الذي كتب مقدمة الطبعة الفرنسية لديوانها. و يصف فوينطيس بابلو نيرودا بأنه أعظم شاعر فى القرن العشرين فى العالم الناطق باللغة الإسبانية. ويحكي لنا طرفة عن مدى تغلغل نيرودا فى الأوساط الشعبية التشيلية ، فيقول كنت ذات مرّة اتجوّل على ضفاف نهر 'بيوبيو' وعندما بدأ الليل يرخى سدوله، رمقتُ مجموعة من العمّال مجتمعين حول نار مشتعلة فتناول أحدهم قيثارة وبدأ يعزف، ثم انطلق صوتُ عامل آخر وطفق ينشد مجموعة من أشعار نيرودا على شرف أحد المناضلين من أجل إستقلال تشيلي ، فدنا منهم فوينطيس وقال لهم : الشاعر نيرودا لابدّ انّه كان سيسرّ كثيرا إذا علم أنكم تغنّون اشعاره، وأمام ذهوله وذهولهم قالوا: أيّ شاعر..؟ فهم لم يكونوا يعرفون أن هذه الأشعار من نظم نيرودا، وهنا تأكّد لفوينطيس مدى تغلغل هذا الشاعر فى شرائح الشعب التشيلي على إختلاف طبقاته، وتحوّلت اشعاره إلى صوت جماعي متواتر يحفظه ويردّده الشعب عن ظهر قلب مثل الحِكم الماثورة ،أوالأمثال السّائرة . فوينطيس والإشعاع الإسلاميّ فى الأندلس يشير كارلوس فوينطيس فى مجال التأثير الإسلامي فى إسبانيا فى كتابه 'سيرفانطيس أو نقد القراءة' الصادر عن دفاتر خواكين مورتيت (ميكسيكو1976): ' أنه من العجب أن نتذكر أنّ الثقافة الهيلينية وكبار المفكرين الرومان الضائعين عمليا فى المناطق الأوربية قد إستعادوا مواقعهم وحفظت أعمالهم بفضل ترجمتها إلى اللغة العربية، فضلا عن العديد من الإبتكارات العلمية والطبية، في الوقت الذي كانت فيه أوربا مريضة ويتمّ علاجها بواسطة التعزيم والرقيّة والتعويذ، ويضيف : 'فعن طريق إسبانيا المسلمة أدخلت إلى أوربا العديد من أوجه التأثيرات الهندسية المعمارية الموريسكية، حيث أصبحت فيما بعد من العناصر المميّزة لخصائص الهندسة القوطية' وعندما يتحدّث فوينطيس عن هذا الموضوع فإنه يضع أمامه العديد من نماذج المعمار فى بلاده المكسيك التي ظهرت فيها الخصائص ذاتها التي تستمدّ أصولها من المعمار العربي إسلامي. كان فوينطيس من أهمّ الروائيين فى المكسيك وفي أمريكا اللاتينية فى القرن العشرين على الإطلاق، وتعتبر أعماله الروائية والنقدية أساسية فى تاريخ بلاده المكسيك وإسبانيا، خلف لنا ما يربو على عشرين رواية. تقلد كارلوس فوينتس عام 1975 منصب سفير لبلاده المكسيك في فرنسا، ثم سرعان ما طلب إعفاءه من هذا المنصب عام1977 ، إحتجاجاً على سياسة بلاده. كان صديقه الراحل الكاتب الكولومبي الكبيرألفارو موتيس عن رحيله :'إنّ وفاته كارثة عظيمة بكل المقاييس، وقال عن وفاته كذلك العالم رينيه دروكر: إن فقدانه ضياع رجل عظيم ، لقد كان له تأثير كبير فى مختلف الأوساط فى بلده وخارجها ليس في مجال الأدب وحسب، بل في السياسة أيضا إذ كان لمواقفه كمفكر تقدّمي أبعد الآثار، كان من أبرز رجالات المكسيك في العقود الستة الماضية'. ويرى دروكر أن كتاب فوينطيس 'الجهة الأكثر شفافية' يعتبر من أعظم أعماله الأدبية، بل هناك من يعتبره قمّة من القمم الأدبية فى المكسيك، بل حجر الأساس ليس فى الادب المكسيكي فقط ،بل فى تاريخ الأدب قاطبة. حصل فوينطيس على العديد من الجوائز التكريمية، والأدبية من مختلف بلدان العالم منها جائزة "سيرفانطيس" التي تعتبر بمثابة نوبل في الآداب الإسبانية (1987)، وجائزة " أمير أستورياس" فى الآداب (1994) فى إسبانيا كذلك، والجائزة الوطنية المكسيكية فى الآداب عام (1984) وسواها من الجوائز الاخرى. (وُلد فى 11 نوفمبر 1928، وتُوفي فى 15 مايو2012 ). *عضو الأكاديمية الإسبانية الأمريكية للآداب والعلوم – بوغوطا- كولومبيا