قال الخبير في المجال السياحي عماد الزرقاني إنّ الهجوم الإرهابي الذي أسقط 21 قتيلا بينهم 17 سائحا اليوم الأربعاء في متحف باردو بالعاصمة تونس يشكل ضربة قاصمة للقطاع السياحي وللاقتصاد التونسي بصفة عامّة. وتوقع الخبير في المجال السياحي أنّ "يشهد اليومين أو الثلاث القادمة إلغاء كل الحجوزات والعقود مع وكالات الأسفار الأجنبية التي تم إبرامها خلال شهر ديسمبر 2014 ويناير 2015 تحضيرا للموم السياحي القادم. وأضاف بالقول أنّ "ما حصل اليوم هو ضربة قاصمة للموسم السياحي الذي يوفّر 3.5 مليار دينار تونسي (1.7 مليار دولار) سنويا وبالتالي فهو ضربة موجعة وقاصمة للاقتصاد التونسي"، مشيرا إلى أنّ معظم الحجوزات والعقود يتمّ إبرامها خلال شهري ديسمبر ويناير، ونسبة ضئيلة فقط يتم إبرامها في شهر ماي أي تقريبا حوالي 10 في المائة فقط، مؤكدا أنّ هذه الأحداث ستكون تداعياتها كبيرة حيث من المتوقع أن يتم الغاء حوالي 80 في المائة من الحجوزات المبرمة كردة فعل أولية على الأحداث التي عرفتها مدينة باردو. واضاف الزرقاني:"أنّ هذه الأحداث وقعت في قلب العاصمة تونس ولم تعد حكرا على المناطق الحدودية والداخلية مضيفا أنّ اختيار مكان الحادثة (مركز سيادة) لم يكن اعتباطيا بل كان الهدف منه إعطاء ضربة موجهة للاقتصاد والسياسة التونسية". من جهته، أكدّ الاستشاري في الاستثمار محمد الصادق جبنون أنّ هذه الحادثة الإرهابية سيكون لها انعكاس سلبي على القطاع السياحي الذي هو أصلا يعاني من عديد الإشكاليات في الفترة الأخيرة ومنها ضعف الإقبال على تونس نظرا للمخاوف الأمنية نتيجة الأحداث الإرهابية التي عرفتها تونس في السنوات الثلاث الأخيرة. وأشار محمد الصادق جبنون إلى أنّ "هذه العملية الإرهابية سيتم تحليلها إعلاميا في القنوات الأجنبية وهو ما سيؤثر حتما على السياح في اختيار وجهتهم في العطلة الصيفية التي من المتوقع ان تكون المغرب الأقصى على حساب الوجهة التونسية". وتابع محدثنا بالقول أنّ "هذه العملية تستدعي بصفة عاجلة اللجوء إلى استراتيجية إعلامية في مختلف وسائل الإعلام الأجنبية لإعادة الثقة في الوجهة التونسية مع ما يتطلبه ذلك من تعزيز الإجراءات الأمنية في كل ما يتعلق بالسياحة وليس فقط الفنادق". وأكدّ جبنون في تصريحاته أنّ "الظرف الآن يحتم إجراء مؤتمر اقتصادي على غرار المؤتمر الذي قامت به مصر مؤخرا ليس فقط للاستثمار في تونس ولكن لدعم تونس أمام التحديات المطروحة عليها وأولها تحدّي الإرهاب". يشار إلى أن العاصمة التونسية قد شهدت اليوم الأربعاء أحداث ارهابية استهدفت عددا من السياح الأجانب وأسفرت عن مقتل 21 شخصا من بينهم 17 سائحا من جنسيات مختلفة منها البولونية والايطالية والاسبانية والألمانية وجرح 24 شخصا في حصيلة أولية لمصادر رسمية. وقد وقعت هذه الحادثة في المتحف الأثري بباردو المحاذي لمقر مجلس نواب الشعب في العاصمة التونسية. *وكالة أنباء الأناضول