أنعش الانقلاب السياسي الذي عرفته تونس القطاع السياحي بالمغرب، حيث ألغت مجموعة من وكالات الأسفار الدولية خصوصا من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا رحلاتها المبرمجة إلى تونس وغيرت وجهتها من تونس إلى دول عربية أخرى وعلى رأسها المغرب ومصر. وفي هذا الإطار تؤكد مصادر سياحية تزايد نسبة ملء الفنادق خلال هذا الأسبوع في مجموعة من المدن السياحية خصوصا مراكش وأكادير وطنجة وتوقعت المصادر ذاتها أن يتزايد هذا الإقبال السياحي في الأيام القليلة القادمة بحكم برمجت مجموعة من الرحلات الدولية الجديدة للسياح نحو المغرب. وقد غادر آلاف السياح من مختلف الدول تونس بعد عدم الاستقرار السياسي والأمني بالمنطقة وفي هذا الإطار تم إجلاء معظم السياح الألمان من تونس إضافة إلى إجلاء آلاف السياح الآخرين مشيرين إلى أن جميع السياح الألمان الذين رغبوا في العودة إلى بلادهم وصلوا بأمان. وقال متحدث باسم شركة (توماس كوك) السياحية ماتياس براندس أن "الشركة أجلت أربعة آلاف سائح وعددا قليلا فقط من السياح الألمان قرر البقاء طوعا في تونس". وأضاف أن "ثلاث شركات سياحية ألمانية هي (توماس كوك) و(توي) و(ريفي توريستيك) أرسلت إلى تونس ثلاثين طائرة خاصة" مؤكدا أن "إجلاء الرعايا الألمان تم بسلاسة ولم يتخلله حدوث مخالفات أو أعمال عنف". من جهته قال المتحدث باسم الشركة السياحية الألمانية (توي) اولريش هوير أن "خطة إجلاء السياح الذين يقضون عطلهم عبر الشركة في تونس تسير على قدم وساق" مضيفا أنه "تم إلغاء جميع الرحلات التي كان من المفترض أن تتوجه إلى تونس قبل 24 يناير الجاري". كما أعلنت شركة أبولو ريزور السويدية للسياحة أمس الاثنين أنها قررت إلغاء رحلاتها المقررة إلى تونس حتى مطلع ماي القادم بسبب الاضطرابات الراهنة في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا. وجاء هذا القرار في أعقاب إصدار وزارة الخارجية السويدية تحذيرا مشددا للمواطنين بعدم السفر إلى تونس. كما تعرض عدد من السياح الأجانب للضرب المبرح، عندما كانوا يهمون لصيد الخنازير في ''جنة السياح'' تونس، حيث تعرض 12 سائحا سويديا من الذين لم يغادروا أرض تونس عقب الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي، لاعتداءات مشينة من قبل بعض التونسيين، الذين اعتقدوا في بداية الأمر أن الأمر يتعلق بإرهابيين. كما وصلت طائرة لشركة "ترانس آيرو" الروسية من تونس و على متنها 240 مواطنا روسيا بينهم أطفال. وفي وقت سابق ذكر ألكسندر مامين مدير القسم القنصلي للبعثة الدبلوماسية الروسية في تونس أن ثلثي ركاب الطائرة هم سياح وصلوا إلى البلاد في إطار رحلات منتظمة والثلث الباقي مواطنون روس يعملون في تونس أو يقيمون فيها بصورة دائمة.