أثارت ندوات فكرية تنظمها جمعيات وحركات إسلامية بخصوص التشيع في المغرب، والتي اتخذت لها محورا للنقاش كيفية مواجهة ما سمته "خطر التشيع"، غضب شيعة مغاربة اعتبروا هذه الندوات استهدافا لوجود "أقلية دينية" بالمغرب، داعين إلى الحضور إليها، وترديد "الصلوات على محمد وآل محمد". ونظمت "جمعية التقدم للتربية والثقافة"، يوم السبت، في مدينة الشماعية، ندوة علمية بعنوان "خطر التشيع علي الفرد والمجتمع"، بحضور مشايخ سلفيين، يتقدمهم الشيخ محمد المغراوي، والشيخ مراد المرهومي، والشيخ مصطفي القصير، والشيخ أبو يونس محمد الفرعني. وتنظم حركة التوحيد والإصلاح، من جهتها، ندوة في ال21 من مارس الجاري بعنوان "التشيع: الظاهرة، المحاذير، الوقاية"، ينشطها الدكتور محمد طلابي، والدكتور محمد بولوز، والدكتور عادل رفوش، وهو ما اعتبره شيعةٌ "تكريسا لمشاعر الكراهية ضد هذه الفئة من المجتمع المغربي". عصام حميدان الحسني، عضو مؤسسة "الخط الرسالي للدراسات" رد على تنظيم مثل هذه الندوات التي تحذر من انتشار التشيع بالمغرب، بالقول إنها "ندوات تحريضية على الشيعة المغاربة، وتنشر ثقافة "أنا الحق وغيري الباطل"، حاثا الشيعة المغاربة على الحضور إليها". وأردف الحسني، في مداخلة له على الفيسبوك، بالقول "ندوة حركة التوحيد والإصلاح تحتاج أن نحج لها، ونعطر أجواءها بالصلوات على محمد وآل محمد، كي يستفيق أولئك الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على دين الناس، وضمائرهم، وأفكارهم " وفق تعبيره. وتابع الناشط ذاته "بما أن الندوة التي دعت إليها الحركة عامة، وحيث إنها تعنينا بالدرجة الأولى، فإني اأجو من الشيعة المغاربة أن يحضروا الندوة، ويعطروا أفواههم هناك بالصلاة على محمد وآل محمد، وأن يطالبوا بحقهم في الرد، كي نشخص المرض وآليات الوقاية منه". الناشط عبد الله أبو جعفر كتب هو الآخر بأن "مثل هكذا ندوات لا تبشر بخير، حيث يجب على السلطات التدخل والأخذ بزمام الأمور، قبل فوات الأوان، ويقع ما لا تحمد عقباه" وفق تعبيره، قبل أني يدعو لنصرة الشيعة المغاربة وحفظهم مما سماه "شر الوهابيين المتعصبين". وأما الناشط محمد شاهدي فأكد أنه "سوف يأتي زمان يلتمسون فيه الشفاعات والوساطات، من أجل أن يتوج الشيعة مجالسهم"، داعيا الشيعة إلى "نثبت على عقيدتنا الصحيحة، ولاية وبراءة، وأن لا تأخذنا في ذلك لومة لائم، سيما إن كان غرا جاهلا، أو حاسدا حاقدا". ووصف شاهدي الندوات التي تحذر من التشيع بكونها "أقرب إلى المعسكر التدريبي، وإلى المناورات الحربية، منها إلى اللقاء الفكري"، مضيفا "لو كان يهمهم النقاش، ولو من باب العطف والنصح لهذه الفئة من إخوانهم المغاربة الذين يتباكون عليهم ، لاتخذوا الأسباب، واللغة الملائمة لذلك".