سفيان الحمريطي في تطور لافت، هاجمت حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، توسع المد الشيعي بالمنطقة العربية واستهدافه للمغرب بعد كل من العراق وسوريا وليبيا واليمن، واصفة إياه ب»الوباء الحضاري الذي يتهدد أمن الوطن وسلامة المسلمين المغاربة في أجسادهم وأرواحهم». وأعربت الحركة، خلال ندوة نظمتها، أول أمس السبت بالرباط، عن توجسها من تساهل السلطات المغربية وسماحها بتأسيس مؤسسة الخط الرسالي للدراسات والنشر كأول اعتراف رسمي للدولة بهذا التيار الشيعي، وما قد ينتج عن هذا الاعتراف من تطرف فكري وعقائدي يتربص بالمواطن البسيط المنشغل بحاجيات الحياة اليومية. وفي هذا السياق، أكد محمد بولوز، عضو المكتب التنفيذي للحركة ورئيس فرع الرباط، أن الحركة «ليست ضد الاختلاف وحرية العقيدة وتحترم حقوق الأقليات، لكن مظاهر اختلافنا مع المذهب الشيعي تعود إلى الأصول ولا تفاهم معهم»، يقول بولوز، بعد أن سرد أهم نقاط الخلاف المذهبي في التوحيد الإلهي ونزول الرسالة على النبي محمد وتأويلها، إضافة إلى أركان الإسلام والإيمان. واستغرب القيادي الحركي لحجم الضغوط التي مورست على الحركة حتى يتم إقبار عقد هاته الندوة، التي اعتبرها ذات طابع علمي وتحسيسي وتهم أمن وسلامة أغلبية المواطنين، وكيف أن الخط الرسالي بالمغرب قام بإصدار أربعة بيانات تهديدية ستكلف «الحركة» الشيء الكثير وتمزيق شعارات الندوة. وحذر في هذا الصدد، من نجاح استثمار دولة إيران الشيعية للخطاب الديني الإسلامي بهدف خلق الفتنة الطائفية وسفك دماء المسلمين بالمنطقة العربية، ودعا المغاربة إلى حماية ذواتهم والتحصين في ظل انشغال الدولة السنية بأولويات أخرى. من جهته، أكد المفكر محمد طلابي، عضو ديوان رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن الهدف من عقد الندوة هو تحسيس المغاربة بمخاطر المد الشيعي وتحويل النقاش إلى المجتمع حتى يتم التصدي لهذا الخطر الذي يتربص بالمحيط المغاربي ويهدد الأمن السياسي والاجتماعي والعقائدي للمغاربة. فبعد العراق وسوريا واليمن، «حان الدور على المغرب ضمن المخطط الشيعي التوسعي، وهو ما يلزم تدخلا طارئا ووضع استراتيجية استباقية لأبنائنا ضد هذا الداء الذي يعرف سلوكا دمويا»، يقول القيادي الحركي. على صعيد آخر، انتقد الشيخ السلفي، عادل رفوش، تركيز الشيعة على الجنس والمال والفكر الثوري لاستمالة الشباب في الأحياء الفقيرة، داعيا إلى محاربة التشيع بالفكر المضاد وإحياء العقيدة السنية وإظهار تناقضاتهم، فهؤلاء الشيعة حسب رأيه «يخشون على أنفسهم العلماء من أهل السنة لضعف حجتهم ويبحثون بين الضعفاء لنشر فكرهم المتطرف». إلى ذلك، أجمع المتدخلون عقب هذا الندوة، على استحالة التعايش ضمن الاختلاف بين المذهبين السني والشيعي بالمغرب، لأنه اختلاف جوهري في الأصول الشرعية، وما خطاب المهادنة الحالي للشيعة المغاربة سوى نقطة انتقال في استراتجيتهم المعروفة ب»التقية»، حتى يتمكنوا من تقوية نفوذهم داخل الدولة والمجتمع والتحول إلى منطق العنف والكراهية الدموية كما يحصل حاليا في العديد من الدول العربية.