بعد أزيد من 26 سنة على اشتغاله بالديار الفنلندية، تمكن العابدين عبد الإله الواثيق من شراء شقة بأكادير. تنفسّ الصعداء، خاصة وأن امتلاك مسكن بأرض الوطن ظل لسنوات طويلة حلما يراوده، ليأوي إليه كلما زار المدينة وبلده المغرب، لكن الرياح تجري بما لا تشتهي سفن الواثيق، فأسفل العمارة حيث توجد شقته، يوجد فُرن تقليدي لطهي الخبز. لم يكن الفرن مُستَحدثا، بل قديما منذ سنوات، لكن الواثيق يؤكد في وثائق تتوفر عليها هسبريس، بعث بها للمجلس البلدي بأكادير وللمصالح الولائية بالمدينة أن "الفرن يشكل بالنسبة إليه مصدرا للروائح الكريهة، نظرا لاستعماله أخشاب لا تمت بصلة للأخشاب الموصى بها من طرف المختصّين في المجال، كما أصبح مصدرا للروائح الكريهة مما جعل السكن بمنزلي أمرا مستحيلا، كما يلحق بي ذلك أضرارا على جميع المستويات، وكذلك التشققات التي أصابت البناية". الواثيق القاطن بعمارة أرسلان زنقة الدراركة بحي تالبورجت، طرق جميع الأبواب من أجل استصدار قرار بوقف أو إصلاح ذلك الفرن موضوع شكاياته المتعددة لسلطات المدينة، وهو ما حدث بتاريخ 18 أبريل 2013، إذ صدر مقرّر رقم 001648 عن الجماعة الحضرية بأكادير، يقضي بإيقاف نشاط الفرن المخصص لطهي الخبز، بعد شكايات عديدة من قاطني العمارة ومنهم عبد الإله الواثيق. استبشر المشتكي خيرا بعد صدور هذا القرار، إلا أنه ظل حبيس الرفوف بحسب ما أدلى به نفس المصدر من وثائق لهسبريس، فبدأ يعيش في دوامة من الشكايات والتي أرسلها لنفس المصالح، زيادة على التنقل بين المغرب وفنلندا من أجل تذكير سلطات أكادير بتنفيذ القرار الذي مضى على استصداره زهاء العامين. وراسل المتضرر من جديد كل من رئيس المجلس الجماعي لأكادير، ورئيس المنطقة الحضرية لأكادير المحيط، وغيرهما من مسؤولي المدينة، لعله يجذ آذانا صاغية، ويعثر على من يُنصفه وينصف سكان عمارة أرسلان، لينعم بالراحة في مسكنه القاطن فوق الفرن، سيما وأن قرارا بوقف أنشطته، إلى غاية اعتماد الوسائل الصحية الضرورية، قد صدَرَ، لكنه لم يفعل.