تسبب فرن تقليدي في إفراغ الواثق عبد الاله العابدين، المواطن المغربي، المُتنقل بين الديار الفلندية والمغربية، لمحل سكناه بزنقة الدراركة، حي تالبورجت، وسط مدينة أكادير، بصفة مؤقّتة، بسبب ما تنفثه مداخن الفرن التقليدي، والمستغل لمحلات أسفل بيته، من غازات وأدخنة ملوثة، حوّلت حياة أسرته إلى جحيم، ومُهدّدة سلامة صحة كل القاطنين بالحي المذكور، ومُفسدا جمالية منطقة خضراء، أُعيدت هيكلتها من طرف المصالح البلدية لأكادير. ويحكي عبد الاله، عبر فيديو له بث على موقع اليوتيوب، بحرقة عن معاناته، التي تعاظمت حين جرى تجاهل كل الشكايات المرفوعة إلى السلطات المحلية والولائية، والمجلس الجماعي، الرامية إلى تنفيذ المقرر عدد 001648 بتاريخ 18 أبريل 2013، والصادر عن مصلحة الشرطة الإدارية والتنظيم، بالجماعة الحضرية لأكادير، "يأمر بايقاف نشاط فرن لطهي الخبز بزنقة الدراركة، عمارة أرسلان، حي تالبورجت، إلى حين التزامه بتانفيذ شروط الصحة والسلامة"، وفقا لمجموعة من الوثائق تحصل عليها الموقع. ويضيف المشتكي، أنه ومنذ سنة 2011، أقدم على مراسلة المجلس الجماعي، ووالي الجهة، والسلطة المحلية، سرد فيها الأضرار المتواصلة للفرن، الذي " ظلّ مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة، وانتشار الأدخنة، التي تحبس الأنفاس، بسبب استعمال الأخشاب في طهي الخبز، بالإضافة إلى إحداث تشققات بجدران منزلي"، مستمرا بذلك في ممارسة "التعذيب" عليه وعلى أسرته، "دون أن يتم حمل مالك الفرن، على إدخال الإصلاحات الضرورية على طريقة اشتغاله، بما لا يضرُّ بالإنسان والبيئة"، بتعبير المشتكي. المُهاجر المغربي، أوضح أنه يكون مُجبرا على التردّد على المغرب أربع إلى خمس مرات في السنة، مع ما يستوجبه ذلك من مصاريف إضافية، وترك العمل، من أجل مُتابعة مآل قضيته "المتعثرة داخل الإدارات المحلية"، وتتحوّل عطله السنوية إلى مناسبات للتردّد على المرافق الإدارية، جيئة وذهابا، دون التمكن من الوصول إلى فكّ لغز تنفيذ مقرر إداري، يروم رفع الضرر المادي والصحي عنه، وعن الساكنة المجاورة، التي سبق لها أن رفعت بدورها عريضة إلى الجهات المعنية، يتوفر عليها الموقع، مطالبة بإعادة النظر في طريقة عمل الفرن. سفير المملكة المغربية بهلسينكي، الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، كلها دخلت على خط شكاية المتضرر، حيث وجّهت مراسلات إلى السلطات المختصة بأكادير، داعية إياها إلى اتخاذ الاجراءات الضرورية، وايجاد حلّ مُجْد لقضية الفرن التقليدي، وتنفيذ المقرر الجماعي، كما أثبتت ذلك، مجموع الوثائق المدرجة بالملف الذي اطلع عليها الموقع ، حيث جاء في برقية مستعجلة للوالي السابق، موجهة إلى رئيس الدائرة الحضرية أكادير المحيط شهر دجنبر 2014 "أنكم مُطالبون باتخاذ الاجراءات اللازمة لتنفيذ ذلك المقرر، وفق ما تنص عليه المادة 53 من الميثاق الجماعي، وذلك على وجه الاستعجال". عبد الاله العابدين، قال ضمن حديثه للموقع، أن ارتباطه وتعلُّقه ببلده المغرب، دفعه إلى تجنيس ابنتيه، المزدادتين بفلندا من أم أجنبية، بالجنسية المغربية، ويُناشد عاهل البلاد ووالي جهة سوس ماسة، بالتدخل لفرض تنفيذ المقرر الجماعي، الذي التزم مسيّره في وثيقة مُصحّحة الإمضاء "بتحديثه بفرن غازي لطهي الخبز، ضمن حدود الإمكانيات المتاحة، وفي ظل ما قد يفيد في بلورة فرص استغلاله، تفاديا للتأثيرات التي تنجم عادة عن الأفران التقليدية"، مُشدّدا على أنه ليس ضدّ نشاط الفرن، لكن مع ضرورة احترام أدنى الشروط الصحية والبيئية، التي تكاد تغيب عنه، استنادا إلى محاضر لجان مختلطة، زارت مرارا المكان، وخلصت إلى ايقاف نشاط الفرن، يستطرد المتحدث.