واصلت الصحف المغاربية، اليوم الثلاثاء، الخوض في قضايا الساعة بالمنطقة، منها ملف الغاز الصخري بالجزائر، وإضراب "نقابة التعليم الثانوي" في تونس، فضلا عن الحوار المرتقب بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة بموريتانيا. ففي الجزائر، لا يزال مشروع استغلال الغاز الصخري بمناطق الجنوب يسيل مداد الصحف في ظل التفاعلات اليومية التي يثيرها، منها التصعيد الذي سجل نهاية الأسبوع الماضي في عين صالح، ورد فعل نواب المعارضة في البرلمان إزاءه. وتناقلت الصحف أن هؤلاء النواب تظاهروا "رمزيا"، أمس الأربعاء، في افتتاح الدورة الربيعية للمجلس الوطني الشعبي (الغرفة الأولى بالبرلمان) احتجاجا على ما وصفوه ب"قمع قوات الأمن المحتجين في مدينة عين صالح". وأوردت صحف، من جهة أخرى، أن هذه المدينة شهدت، أمس، "هدوءا حذرا مع انتشار أمني محدود"، ناقلة عن ناشطين أن الشرطة والدرك أفرجا عن كل الموقوفين في إطار اتفاق تهدئة تم في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي. وعن الأحداث التي عرفتها عين صالح السبت الماضي بعد محاولة محتجين اقتحام شركة أمريكية مكلفة بالتنقيب عن الغاز الصخري، وما أدى ذلك إلى تدخل أمني ووقوع مواجهات بين الطرفين خلفت عشرات الجرحى، كتبت صحيفة (الشروق) مقالا اختارت له عنوان "أقنعوا.. لا تقمعوا". وجاء في المقال "إذا عجزت السلطات عن إقناع المواطنين بسداد رأيها ينبغي ألا تقمعهم. ومادام مواطنو عين صالح أو غيرهم يدافعون عن وجهة نظرهم ومواقفهم بالطرق السلمية، فليس من حق أي جهة كانت أن تقمعهم أو تواجههم بالقوة، بل عليها أولا وقبل أي شيء أن تقنعهم، وإذا عجزت عن ذلك فليس أمامها سوى سبيلين: إما الاستجابة لمطالبهم مهما كانت مخالفة لوجهة نظرها، أو مصارحتهم بكل الحقائق المرة في هذا الشأن، في إطار من الشفافية التامة، لعلهم يساعدونها على إيجاد حلول جديدة أو يمنعونها من الاستمرار في الطريق غير الصحيح". وتابعت "في كل الحالات، على السلطات أن تعرف بأن هدوء وحكمة وصبر وكرم أهل الجنوب قد يتحوøل إلى عكسه تماما إذا ما تمادت في دفعهم باتجاه مساحة اليأس من خلال التخوين والإهانة بدل تشجيعهم على الدخول إلى مساحة الأمل من خلال الحوار والمصارحة الشفافة والإقناع". وكتبت صحيفة (صوت الأحرار)، المقربة من النظام، أن مواجهات السبت الماضي في عين صالح تؤشر على أن "القضية لن تطوى بالمماطلة، وأن السعي إلى تجاوز المطلب بالمراهنة على الوقت سيزيد في تعقيد الوضع ويضاعف احتمالات الانزلاق نحو المواجهة العنيفة". وحذرت من أن أعمال العنف في مناطق الجنوب "ستكون له عواقب وخيمة"، موضحة أن الأمر "لا يتعلق بالجوانب الأمنية فحسب، بل يمتد ليشمل الوضع الاقتصادي للبلاد، باعتبار أن الجنوب هو مصدر رزق الجزائريين، مما يفرض التفكير في اعتماد أساليب جديدة في تسيير هذه الملفات الحساسة". وفي تونس، اهتمت الصحف، على الخصوص، بالإضراب الذي خاضته أمس "نقابة التعليم الثانوي" والذي تم على إثره مقاطعة امتحانات الدورة الثانية، ومستجدات الوضع الأمني والسياسي. وفي هذا السياق وتحت عنوان "بعد مقاطعة الأساتذة الامتحانات: توتر.. فوضى.. اعتداءات على مربين وعنف بين تلاميذ"، كتبت صحيفة (الصباح) أن "حالة من الفوضى العارمة عاشتها أمس مختلف المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية، نتيجة الإضراب الذي دعت إليه نقابة التعليم الثانوي، والذي شمل تعليق امتحانات الدورة الثانية التي كانت من المفترض أن تنطلق أمس". وأضافت الصحيفة أن المؤسسات التربوية شهدت أمس "توترا كبيرا وصل إلى حد تبادل العنف الشديد في عدد من المعاهد بين التلاميذ، واعتداء على المربين من قبل تلامذة وأولياء، كما عرفت بعض الجهات مسيرات تلامذية احتجاجية على تعليق الامتحانات، في حين اختار شق آخر من التلاميذ الوقوف في صف الأساتذة ومساندتهم في إضرابهم". ومن جهتها، وتحت عنوان "بين وزارة التربية الوطنية والنقابة العامة للتعليم الثانوي عملية لي الذراع إلى أين"، لاحظت صحيفة (المغرب) أن "الغريب في هذه الأزمة هو غياب الحكومة من جهة وقيادة المركزية النقابية (الاتحاد العام التونسي للشغل) من جهة أخرى، فنحن أمام علاقة متوترة إلى أقصى حد بين طرف حكومي (وزارة التربية الوطنية) وطرف نقابي (نقابة التعليم الثانوي المنضوية تحت لواء الاتحاد)، تركا لوحدهما دون سند واضح وجلي، وكأننا بكل طرف أساسي (الحكومة والاتحاد) ينتظر من سيخسر هذه المبارزة". وعلى الصعيد الأمني، وتحت عنوان "داعش يتوعد بتفخيخ تونس من شمالها إلى جنوبها"، كتبت صحيفة (الشروق) أنه بعد إعلانه، منذ أشهر، عن وجوده داخل الأراضي الليبية، وتبنيه للعديد من عمليات التفجير والقتل في ليبيا هدد تنظيم (داعش) الإرهابي "بتنفيذ أعمال إرهابية إقليمية، خاصة في تونس ومصر، وعمليات تفخيخ وذبح في الأراضي التونسية من شمالها إلى جنوبها". وعلى المستوى السياسي، توقفت بعض الصحف عند تطورات الوضع التنظيمي داخل الحزبين الشريكين الأساسيين في الحكم (نداء تونس) و(حركة النهضة). وأشارت هذه الصحف إلى أن (نداء تونس) يستعد لانتخابات مكتب سياسي نهاية الأسبوع القادم يتولى الإشراف على إدارة شؤون الحركة، السياسية منها والتنظيمية واتخاذ القرارات الآنية وتحديد التصورات الاستراتيجية. وفي هذا الصدد، وتحت عنوان "نداء تونس... المنعرج الديمقراطي¿"، كتبت صحيفة (الضمير) أنه بعد أخذ ورد وتجاذبات حادة بين مكونات النداء، "انتهى الجدل بالتخلي عن فكرة انتخاب مكتب سياسي بلون واحد، والذهاب نحو خيار الوفاق أو الانتخاب وفق آلية تضمن تمثيلية عادلة" لمختلف هذه المكونات في قيادة الحزب. ومن جهة ثانية، أشارت صحف إلى أن ندوة (حركة النهضة) الأخيرة في منطقة الحمامات شهدت حضور القيادي المستقيل منها حمادي الجبالي إلى جانب زعيمها راشد الغنوشي، "ما يوحي بأن إذابة الجليد لن تطول، وأن المؤتمر العاشر خلال الصيف القادم سيشهد عودة الجبالي إلى مركز القيادة في الحركة". وفي موريتانيا، شكل الحوار المرتقب بين الأغلبية الحاكمة والمعارضة، وإضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) أبرز موضوعين تناولتهما الصحف. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة (الأمل الجديد) أن رؤساء الأقطاب الأربعة المكونة للمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة (معارضة)، وهي الأحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة، عقدت اجتماعا بمقر حزب تكتل القوى الديمقراطية برئاسة، أحمد ولد داداه. وقالت إنه تقرر، خلال الاجتماع، منح الأقطاب مهلة أسبوع لدراسة تقرير الممهدات الذي صادق عليه القطب السياسي، فيما ينتظر أن تكتمل مع نهاية الأسبوع مقترحات بقية أقطاب المنتدى لتتم صياغتها وتسليمها للوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية، الوزير الأول السابق، مولاي ولد محمد الأغظف، الذي تم تكليفه من قبل الرئيس محمد ولد عبد العزيز بتسيير ملف الحوار. ومن جهتها، توقعت صحيفة (الفجر) أن تشمل الجولة الجديدة من الحوار، بعد جولتي 2011 و2013 ، قضايا جوهرية تتعلق بالدستور وسن الترشح للرئاسة وصلاحيات الرئيس وحل البرلمان والمجالس المحلية. وبخصوص إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)، أشارت بعض الصحف إلى اتفاق إدارة الشركة ومناديب عمال نواذيبو الملوحين بالإضراب على سلسلة من النقاط منها فتح حوار مباشر مع عمال مدينة الزويرات، المضربين منذ 28 يناير الماضي والتفاوض معهم. أما صحيفة (لوتانتيك) فكتبت أن إضراب عمال (سنيم) أصبح بصيغة المؤنت، في إشارة إلى قيام مئات النساء بوقفة احتجاجية أمام مقر ولاية تيرس زمور على خلفية توقف الشركة عن تقديم خدماتها الاجتماعية لعائلات المنجميين المضربين عن العمل. وعلى صعيد آخر، تطرقت الصحف إلى زيارة بعثة من البنك الدولي، تقودها مديرة العمليات في البنك على مستوى موريتانيا وشبه المنطقة فيرا سنغوي، للتباحث حول قطاعي التعليم والطاقة خاصة في ظل إعلان السنة الجارية سنة للتعليم. وأشارت إلى أن البنك الدولي يمول عدة مشاريع في موريتانيا من أهمها مشروع إنتاج الكهرباء من الغاز المستخرج من حقل (باندا) وهو المشروع الذي تستفيد منه موريتانيا والسنغال ومالي. وسجلت أن زيارة بعثة البنك الدولي تتزامن مع زيارة وزيري الطاقة في مالى والسنغال لإطلاق اللجنة المكلفة بالإشراف على أشغال الخط الكهربائي الذي يربط بين نواكشوط وباماكو.