سلطت الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الأربعاء الضوء على العديد من المواضيع أبرزها إعلان المفوضية الأوروبية في بروكسل عن الموافقة المبدئية للمانحين الدوليين على تمديد برنامج المساعدات لليونان و مشاركة روسيا في اجتماع وزراء خارجية "النورماندي" في باريس حول تسوية الأزمة الأوكرانية . كما اهتمت بالحرب الدولية على الإرهاب والأعمال الوحشية التي يقترفها تنظيم (داعش) في حق المدنيين والإرث الحضاري في المنطقة،والجدل الساخن الذي دار بمجلس النواب الاسباني بين رئيس الحكومة وزعيم المعارضة الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني. ففي اليونان كتبت "تو فيما" أن الاتفاق الجديد بين اثينا وشركائها الاوربيين يمنح الحكومة بعض الوقت فقط، فمسؤولياتها كبيرة وعليها الآن إظهار قدرتها على مواجهة المشاكل والقيام بالاصلاحات بأفضل السبل الممكنة. وأضافت الصحيفة ان الاشهر الاربعة المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة لنجاح الحكومة وفعاليتها وعلى جميع الوزراء ان يدركوا ذلك خصوصا وأن لديهم دعم فئات كبيرة في المجتمع اكثر من الشريحة التي صوتت عليهم وليس لهم مجال للفشل لأن النتيجة ستكون حينئذ كارثية بالنسبة للبلاد بأسرها. صحيفة "كاثيمينيري" أكدت أن حكومة سيريزا يتعين عليها ان تنجح حيث فشلت الاخريات أي في محاربة الفساد المرتبط بالخصوص بقطاعات واسعة في الدولة، وبالمصالح المتشابكة. وأضافت أنه سيكون من الصعوبة الفوز في هذه المعركة، إذ من اجل محاربة الفساد يتعين التوفر على مؤسسات تشتغل بشكل فعال مثلما هو الحال في بلدان الاوربية سواء النظام القضائي او الوزارات والادارات، مشيرة الى ان الحكومة اذا تمكنت من خلخلة هذه البنية ستكون نجحت نجاحا كبيرا . وفي بلجيكا اهتمت الصحف بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين اليونان ودائنيها بعد ثلاثة أسابيع من المواجهة حول خطة المساعدات الدولية لأثينا. وتحث عنوان "اليونان تحصل على مهلة من دائنيها '' كتبت (لا ليبر بلجيك) أن الدائنين العمومين لليونان (البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي) أيدوا خطة الإصلاح اليونانية بالاضافة الى تمديد برنامج المساعدات لأثينا. وقالت الصحيفة إن التمديد لأربعة أشهر من المساعدة المالية لليونان مسألة واضحة، لكن يجب الموافقة عليه من طرف العديد البرلمانات الوطنية قبل يوم السبت تاريخ انتهاء البرنامج. من جانبها عنونت (لوسوار) ''أوروبا لا يمكن أن تضيع رأسمال الثقة في تسيبراس"، مشيرة الى ان القضايا الحقيقية في بدايتها وذلك بعد أن اتفق 18 من الشركاء الأوروبيين على أن اليونان تتوافق مع القواعد المشتركة، مبرزة أنه يجب عليهم الآن القيام بمساعدة الحكومة اليونانية، التي تعتبر جزءا من هذه القواعد لضمان انتصار المنطق الاقتصادي السليم، والاهتمام بالتماسك الاجتماعي وتحديث المجتمع اليوناني. صحيفة (لا فونير) اشارت من جهتها الى أنه بالاتفاق مع منطقة اليورو، فازت اليونان ببضعة أسابيع من الراحة والآن يجب عليها ان تمر الى مرحلة التنفيذ السريع للإصلاحات التي تم التعهد بها وبشكل خاص مكافحة التهرب الضريبي والفساد. وفي ألمانيا اهتمت جل الصحف بإعلان المفوضية الأوروبية في بروكسل عن الموافقة المبدئية للمانحين الدوليين على تمديد برنامج المساعدات لليونان إثر الاقتناع بخطة الإصلاحات التي قدمتها حكومة أثينا واعتبرتها مشجعة وتمهد الطريق لتمديد برنامج الإنقاذ المالي. فقد انتقدت صحيفة (نوي أوسنايبروكر) ما تم التوصل إليه لحد الآن معتبرة أن اليونانيين والجهات المانحة لم يتوصلوا بعد إلى حل للمشاكل الأساسية بل تم تأجيلها فقط معتبرة أن خطة الإصلاحات اليونانية التي قدمتها كانت إلى حد ما مخيبة للآمال وغامضة . وعبرت الصحيفة عن اعتقادها بأن المفاوضات مع وزراء مالية مجموعة الأورو ستواجه صعوبات رغم الآمال والثقة التي حظيت بها حكومة أثينا. من جهتها اعتبرت صحيفة (هاندلسبلات) أن الحكومة اليونانية في حاجة إلى مساعدة جديدة حقيقية للتخفيف من الآثار الاجتماعية للأزمة، وتوفير الرعاية الصحية المجانية والتخفيف من أسعار الكهرباء مشيرة إلى أن كل هذه التدابير سيتم تمويلها إذا تأكد الشركاء والدائنون من أن اليونان ماضية في الاتجاه الصحيح. أما صحيفة (كولنر شتادتانتستايغر) فترى أن قبول اليونان للحل الوسط مكنها من الحصول على ثقة أوروبا معتبرة أنه ليس لديها بديل أمام مجموعة الوحدة النقدية حتى لا تتسبب في المزيد من الأضرار. من جهتها اعتبرت صحيفة ( فوزايمر تسايتونغ) أن الاختبار الحقيقي سيأتي فيما بعد أي عندما تظهر أثينا أن خطتها واقعية ويمكن تنفيذها مشيرة إلى أن رئيس الحكومة أليكسيس تسيبراس لن ينسى بسهولة وعود حملته الانتخابية. الصحف الروسية كان لها نفس الاهتمام فيما يخص العلاقات بين اليونان والاتحاد الأوروبي حول "البرنامج الثالث" لمساعدة اليونان بالاضافة الى المشاركة الروسية في اجتماع وزراء خارجية "النورماندي" في باريس حول تسوية الأزمة الأوكرانية. وفي هذا الصدد ذكرت صحيفة (نوفيه ازفيستيا) أن التنازلات التي قدمت لليونان ليست كبيرة، حيث لم يسمح بإعادة النظر بشروط "الحزمة الثالثة" للمساعدات، واكتفوا بالسماح لتسيبراس بتقديم المقترحات بشأنها. وتتضمن شروط هذه "الحزمة" تنفيذ اليونان الاجراءات التي بدأتها الحكومة السابقة أي الاستمرار في تخفيض الرواتب التقاعدية والضمان الاجتماعي ورفع الضريبة على القيمة المضافة، وتخفيف القيود المفروضة على تسريح الأيدي العاملة في القطاع الخاص. أما حكومة تسيبراس فتقترح بدلا من هذه الاجراءات، العمل على استيفاء الضرائب ومكافحة الفساد. وأضافت الصحيفة أن المسألة الثانية، التي تشير الى هزيمة اليونان، هي قرار منطقة اليورو، ارسال الأموال المتبقية لإنقاذ البنوك اليونانية (10.9 مليار يورو) الى الصندوق الخاص في لوكسمبورغ، وليس الى اليونان كما تطالب بذلك الحكومة. وفي ما يخص مشاركة روسيا في اجتماع وزراء خارجية "النورماندي" أمس في باريس ، نقلت صحيفة ( فيديموسنتي ) عن وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف قوله أن وزراء خارجية "رباعية النورماندي" روسياوأوكرانياوألمانياوفرنسا جددوا دعوتهم الى الالتزام باتفاقيات مينسك ودعم بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لأوكرانيا. وقال لافروف إن "الاهتمام كان مركزا بالاساس على مسألة (تنفيذ اتفاقيات مينسك)، ولم نضع أمامنا مهمة التوقيع على أية وثيقة مشتركة لأن اتفاقيات مينسك الموقعة في 12 فبراير الجاري تعكس بشكل مستفيض كل ما يجب عمله". وفي نفس السياق، ذكرت صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، أكد في لقاء أجراه مع قناة التلفزيون الروسي، أن اللجوء إلى سيناريو الحرب بين روسياوأوكرانيا أمر غير وارد. وقال بوتين إنه "لا حاجة لعقد مينسك-3 لأن المطلوب حاليا هو تنفيذ الأطراف لاتفاقات مينسك السابقة". وأشار بوتين إلى أن "الاتفاقات الموقعة لم تعد مجرد وثائق تم الإجماع عليها بين المشاركين الأربعة في محادثات مينسك (أوكرانياوروسياوألمانياوفرنسا)، بل أصبحت موثقة في قرارات مجلس الأمن واتخذت شكل وثيقة مدعومة من طرف المجتمع الدولي كله". من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية الصادرة اليوم بالحرب الدولية على الإرهاب والأعمال الوحشية التي يقترفها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في حق المدنيين والإرث الحضاري في المنطقة. وفي هذا الصدد ، أوردت صحيفة (داغبلاديت) أن هذا التنظيم الإرهابي أقدم على إحراق المكتبة العامة في مدينة الموصل الواقعة شمال العراق، والتي تعد ثاني أكبر مكتبة في البلاد. واعتبرت الصحيفة أن هذه المكتبة، التي توجد في مدينة اتخذت منها (داعش) منطلقها لشن هجومات إرهابية، كانت تتوفر على كتب متنوعة خاصة في مجال الأدب ومخطوطات قديمة ونادرة. وذكرت الصحيفة أن سكان الموصل حاولوا إقناع المقاتلين لإنقاذ المكتبة لكن دون جدوى، مشيرة إلى أنه رغم أن المكتبة تعرضت للنهب أثناء غزو الولاياتالمتحدة للعراق سنة 2003، إلا أنها بقيت صامدة وتم إنقاذ جزء كبير من الكتب والمخطوطات. من جانبها، أوردت صحيفة (في غي) خبر توجه قوات عسكرية من النرويج إلى العراق خلال أبريل المقبل. وذكرت الصحيفة استنادا إلى مصادرها أن هذه العناصر العسكرية ستقوم بمهمة تدريب الجنود الأكراد في منطقة أربيل. وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم أن مصادرها لا تتحدث عن حجم القوات إلا أنه من المنتظر أن يتوجه نحو 60 عنصرا عسكريا إلى أربيل في شمال العراق للقيام بالمهام التي أرسلت من أجلها. من جهتها، تطرقت صحيفة (افتنبوستن) إلى توجه جنود نرويجيين إلى شمال العراق للمساعدة على تدريب القوات الكردية هناك. وأشارت إلى أن حوالي 60 من الجنود سيلتحقون بمعسكر متعددة الجنسيات في أربيل سيكون مركز التدريب الرئيسي للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لمساعدة قوات الأمن الكردية في المنطقة. وبإسبانيا، اهتمت الصحف بالجدل الذي دار، أمس الثلاثاء بمجلس النواب، بين رئيس الحكومة ماريانو راخوي، وزعيم المعارضة الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بيدرو سانشيز. وبحسب (أ بي سي) فإن رئيس الحكومة وزعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي بدأ حملته الانتخابية، وعرض ثلاثة ملايين منصب شغل خلال السنوات المقبلة، مشيرة إلى أنه وصف زعيم الحزب الاشتراكي بيدرو سانشيز ب"المثير للشفقة" لكونه لم يكن في المستوى، حسب راخوي، خلال النقاش حول الوضع في البلاد. وأضافت الصحيفة أن بيدرو سانشيز، الذي تعد هذه أول مشاركة له في هذا النقاش البرلماني السنوي، اتهم من جهته راخوي وحكومته بنشر "الأكاذيب" وعدم الوفاء بوعود حملتهما الانتخابية. وبدورها كتبت (لا راثون)، تحت عنوان "راخوي يعلن عن ثلاثة ملايين وظيفة ومخطط اجتماعي طموح"، أن "مواجهة راخوي وسانشيز كانت صعبة وتميزت بتبادل الاتهامات". وأضافت أن "هذه الصعوبة لم تكن متوقعة في النقاش الأول الذي دار بين ماريانو راخوي وبين بيدرو سانشيز على بعد أشهر فقط من الانتخابات البلدية والعامة". وفي سياق متصل اعتبرت صحيفة (إلباييس)، المقربة من الحزب الاشتراكي، أن بيدرو سانشيز نجح في "وضع صعوبات" أمام راخوي الذي "باع مكتسبات" الحكومة ونسي إخفاقاته. وكتبت اليومية أن خطابي الزعيمين تميزا بتوجيه الاتهامات، والمآخذات والحلول الوسطى في محاولة منهما لإقناع المواطنين. وفي فرنسا سلطت صحيفة (ليبراسيون) الضوء على حادث اختطاف مواطنة فرنسية الثلاثاء في العاصمة اليمنية صنعاء، مشيرة الى ان هذه العملية قد تكون من تنفيد مجموعة قبلية او من قبل تنظيم القاعدة بشبه الجزيرة العربية. وأضافت الصحيفة أن المواطنة الفرنسية تعمل لحساب البنك الدولي، وقد توجهت الى صنعاء في مهمة محدودة في الزمن بالصندوق الاجتماعي للتنمية اليمنية، مضيفة ان الجهود المبذولة من قبل رئاسة الحكومة من اجل الافراج عنها تصطدم بكون فرنسا اغلقت على غرار بلدان غربية أخرى سفارتها بصنعاء في بداية فبراير. وقالت الصحيفة ان عمليات خطف الاجانب مألوفة في اليمن، وتكون غالبا من تنفيذ مجموعات قبلية من اجل الحصول على فدية او المطالبة بالافراج عن أشخاص تعتقلهم السلطة المركزية، كما تعلن القاعدة مسؤوليتها عن عمليات الخطف في بعض الاحيان . من جهتها كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان حالات تحليق طائرات بدون طيار مجهولة فوق مواقع حساسة بفرنسا، تضاعفت وتشكل هاجسا حقيقيا لقوات الامن التي تجهل مصدر هذه الطائرات. وأوضحت الصحيفة ان خمس طائرات بدون طيار على الأقل، حلقت ليلة الاثنين الى الثلاثاء فوق مواقع حساسة ، ودون التمكن من رصد مشغليها ، مشيرة الى انها المرة الاولى التي تتم فيها عملية التحليق في نفس الوقت وفي امكنة مختلفة . من جانبها اهتمت صحيفة (لوموند) بالاتفاق الذي تم التوصل اليه بين اليونان والاتحاد الاوروبي حول ديون اثينا، معتبرة ان الحكومة التي يقودها زعيم اليسار الراديكالي الكسي تزيبراس ، خضعت في النهاية لشروط بروكسيل.