لم نعد نسمع النشيد الوطني عاليا,ولم نعد نشاهد الرّاية المغربية ترفرف في المسابقات الدولية والقارية, بدأنا ننسى أنّ لنا منتخبا وطنيا في كرة القدم بعدما صار غير مرغوب فيه في القارة العجوز بقرار من الكونفدرالية الافريقية..؟ سيكون على المنتخب أن يعلن انه عاطل عن العمل في الوقت الحالي و لفترة طويلة جدا, وأن تعلن الجامعة عن موت جيل كامل من اللاعبين ...؟ تعوّدنا على غياب المنتخب المغربي لكرة اليد في المسابقات العالمية في حين نرى منتخبات بالكاد شكّلت فريقا تصل الى أعلى المراتب وتتسلق سلّم التصنيف العالمي بسرعة ...فأين الخلل وللذّكرى فقط ,فبعد انجاز فريقي الفتح الرباطي والمغرب الفاسي في نسختي 2010/2011 من كأس الاتحاد الافريقي لكرة القدم ,جلسنا نشاهد تسجيلات الماضي ونقول "ياحصرة" لم نستمر في الطريق بل انحرفنا بكثير عن المسار الصحيح . أمّا في عصبة الأبطال الافريقية لكرة القدم, فمنذ سنة 1999 عندما فاز فريق الرجاء البيضاوي بهذه النسخة لم نرى أي فريق مغربي ينافس الأندية المصرية والتونسية والافريقية ؟ في سيطرة شبه تامة لهذه الأندية على هذه المسابقة . في رياضة الكرة الصفراء انقرض أي تمثيل للمغرب في الدورات الدولية, فبعد يونس العيناوي وهشام أرازي انصرف المغاربة عن الاهتمام بكرة المضرب ,لا لشيء سوى أنه لا يوجد أسماء تنافس أصحاب التصنيف العالمي في الدورات العالمية وحتى الوطنية منها ؟ وما يزيد الطينة بلّة هي ألعاب القوى التي كنّا فيها بالأمس أسيادا وملوكا وراية المغرب لابد أن ترفرف في أي ملتقى وفي أي محفل دولي وفي أي مكان وفي أي وقت, هناك من يدخل السرور الى قلوب الملايين من المغاربة,كيف لا وعندما كان هشام الكروج يستعد للعدو في أي مسابقة دولية تتوقف الأيدي والسيارات ويتوقف العمل وكل شيء, ليستعد كل المغاربة للعدو مع البطل المغربي ,الكل صغيرا وكبيرا أمام التلفاز يشاهد السباق وهو متأكد من فوز هشام الكروج بسباق 1500 متر بجدارة,كانت هذه المسافة مغربية بامتياز ممنوع على أي عداء الاقتراب منها. اعتزل هشام الكروج وقبله سعيد عويطة القطار السريع الذي قهر العالم في المسافات المتوسطة والطويلة ونزهة بدوان ونوال المتوكل ,كلّهم أبطال رفعوا الرّاية المغربية عاليا وأسمعوا العالم النشيد الوطني في بطولة العالم والالعاب الأولمبية وفي جميع الملتقيات .فأين ألعاب القوى الان ؟ لماذا هذا الجفاف ..؟ لماذا هذا الاعتزال مبكرا..؟ كل المغاربة يشعرون بالأسى على الأمس عندما يشاهدون دولا أخرى تتقدم بخطى ثابتة في جميع الرياضات ؟ فمتى تخرج الرياضة الوطنية من قسم الانعاش ..؟ لتنعش آمال الملايين من المغاربة في مشاهدة منتخب قوي في كل الرياضات ينافس قاريّا وعالميا على أعلى مستوى ؟