أعادت الإنجازات التي حققها اللاعبون واللاعبات المغاربة خلال سنة 2010 في مختلف التظاهرات وخاصة منها القارية، كرة المضرب الوطنية إلى دائرة الضوء من جديد بعدما عاشت لسنوات في الظل بعد اعتزال الفرسان الثلاثة يونس العيناوي وكريم العلمي وهشام أرازي الميادين. وباتت الملاعب الوطنية تزخر بجيل جديد من اللاعبين، الذين حملوا على عاتقهم مسؤولية الحفاظ على إشعاع الكرة الصفراء الوطنية ومن أبرزهم البطلة الواعدة فاطمة الزهراء العلامي التي فرضت نفسها على الصعيد القاري بنيلها لقب بطولة إفريقيا للمرة الثانية على التوالي والحائزة على ذهبية مسابقة الزوجي في المسابقة ذاتها صحبة لينا بناني (وصيفة بطلة إفريقيا فردي ) وحسب الفرق بطرابلس الليبية. ومن إنجازات العلامي(الصورة)، التي استحقت لقب عميدة كرة المضرب النسوية الوطنية ، أيضا إحرازها ذهبية الألعاب العربية الجامعية الأولى بالقاهرة. وكرس المضربيون المغاربة هذه السنة تألقهم في العديد من الدوريات الدولية التي يشارك فيها عادة لاعبون من بين أفضل المصنفين عالميا، كدوري الجزائر الدولي الذي توجت فاطمة الزهراء العلامي بطلة له والدوري الدولي لسان سالفادور للشبان 2010 (فردي) الذي توجت خلاله زينب الهواري بطلة في الفردي. وسارت عناصر منتخبات الناشئين على درب الكبار ونجحت في بسط سيطرتها على منافسات البطولة العربية للناشئين (أقل من 11 و12 سنة)، التي أقيمت في غشت الماضي بالمحمدية، بإحرازها سبعة ألقاب من أصل 12 المتبارى عليها سواء في الفردي أو الزوجي أو حسب الفرق. ويبقى من أبرز الإنجازات التي حققتها كرة المضرب المغربية هذه السنة صعود المنتخب المغربي للذكور إلى المجموعة الثانية لمسابقة كأس ديفيس عن المنطقة الأورور إفريقية والتحاق منتخب الإناث بالمجموعة الثانية لكأس الاتحاد. وكانت هذه النتائج المشجعة على المستويين القاري والعربي حافزا للجامعة الملكية المغربية لكرة المضرب للبحث عن الأفضل من خلال وضع مخطط عمل يشمل الفترة الممتدة من 2009 إلى 2013 ويهدف بالأساس إلى اكتشاف المواهب وإعداد لاعبي الصفوة المؤهلين لتمثيل المغرب خير تمثيل في مختلف المحافل القارية والدولية. ولبلوغ هذا المبتغى ، عمدت الجامعة إلى تنظيم أكبر عدد من الدوريات الدولية في العديد من المدن بالمملكة تهم فئة الشباب وشهدت مشاركة لاعبين واعدين سيشكلون لامحالة الخلف والذين لم تسعفهم الإمكانيات للمشاركة في الدوريات الدولية خارج أرض الوطن ومكنتهم من الإحتكاك مع لاعبين دوليين من مستوى عالي وبالتالي تحسين ترتيبهم على الصعيد العالمي. وتبقى من أبرز التظاهرات الدولية،التي تستقطب سنويا ألمع نجوم الكرة الصفراء العالمية، الجائزة الكبرى لجلالة المغفور له الحسن الثاني (537 ألف دولار)، والدوري الدولي محمد السادس والجائزة الكبرى لصاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم (الأولى من نوعها على مستوى القارة الإفريقية والمصنفة ضمن البطولات ال60 الأهم في العالم). ولم يقف طموح الجامعة في إطار سعيها إلى استعادة التنس المغربي بريقه الذي كان عليه في سنوات التسعينيات في تنظيم أو المشاركة في الدوريات الدولية، بل عملت مؤخرا على إحداث أول مركز وطني لكرة المضرب من المستوى العالي ، والذي يعد ثمرة استراتيجية عمل انخرط فيها فريق مشكل من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية المغربية والجامعة ترمي إلى إعداد لاعبين للألعاب الأولمبية 2016 و2020". والأكيد أن من شأن هذه المبادرة أن تعود بالنفع على الرياضة المغربية بشكل عام ورياضة كرة المضرب بشكل خاص، والذي سيساهم بكل تأكيد في بروز نخبة جديدة من أبطال كرة المضرب ستحمل على عاتقها مهمة الدفاع عن الألوان الوطنية في مختلف المحافل العربية والقارية والدولية.