في أوّلِ رَدّ فعل على الهجوم القويّ الذي شنّه الأمين العامُّ لحزب العدالة والتنمية ورئيسُ الحكومة عبد الإله بنكيران على حزب الأصالة والمعاصرة، خصوصا نائبُ أمينه العامّ إلياس العماري، الذي وصفه ب"المفيوزي"، أقْحمَ حزبُ الجرّار حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنميّة في الصراع، ناعتا إيّاها بأنها تابعة لجماعة "الإخوان المسلمون". وتبنّى حزبُ الأصالة والمعاصرة خطابَ الخصْم السياسي الثاني لرئيس الحكومة، الأمين العامُّ لحزب الاستقلال حميد شباط، مُتّهما بنكيران بأنّه "تربّى لعقودٍ من الزمن في الخلايا التي تزرع ثقافة العنف والإرهاب"، كما اتّهمه بإعداد "مؤامرا مكشوفة، هو وأسياده في الحزب السرّي بالدّاخل والخارج"، وامتدّت اتّهامات حزب الجرار لرئيس الحكومة إلى اتّهامه بالسعي إلى العبث بمستقبل المغرب. وعلى الرغم من إشارة البيان الصادر عن الاجتماع الأخير للمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى أنّ الحزب "لا يقيم وزنا عادة لما يهذي به رئيس الحكومة ومجموعة من مريديه في الحزب والحركة، إلّا أنّ هجوم الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الأخير حظيَ بحيّز كبير من الاجتماع الأسبوعي للمكتب السياسي لحزب الجرّار. واعتبر رفاق العماري، في البلاغ الصادر عقبَ مناقشتهم لخلفيّات وأبعاد هجوم رئيس الحكومة على حزبهم، والذي يظهرُ من خلال اللغة التي صيغَ بها البلاغ أنّ وقْعه كان كبيرا، (اعتبروا) أنّ "التصعيد الأخير لمجموعة من المنتمين لما يصطلح عليهم بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين بالمغرب، في التهجم على حزب الأصالة والمعاصرة وعلى رموزه، لم يعد مجرد سجال سياسي بين حزبين متنافسين". وذهبَ الحزب إلى التحذير من أنّ "تداعيات هذا الهجوم الذي أفقد رئيس الحكومة صوابه، ستضر بالتأكيد، بمصالح الوطن والمواطنين التي من المفروض أن يسهر ويؤتمن عليها شخص يتمتع بقدر كبير من التقدير والاحترام"، ووصفَ رفاق العماري ما صدرَ عن الأمين العامّ لحزب العدالة والتنمية و"مريديه" بالمواقف "التافهة والصبيانيّة المعبّرة عن بؤسهم الفكري". واتّهم حزب الأصالة والمعاصرة رئيسَ الحكومة بالسعي إلى "اختراق وزرع الفتنة في صفوف حزب الأصالة والمعاصرة"، كما اتّهمه ب"تعمّد تشويه المؤسسات الوطنيّة وتقويض المجهودات التي يبذلها الوطنيون الصادقون للرفع من شأن الوطن، من خلال النزول بالخطاب السياسي إلى الدّرك الأسفل".