واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم الجمعة، تسليط الضوء على موضوع مقتل الطيار الأردني على أيدي تنظيم (داعش) الإرهابي وما قوبل به من تنديد واسع داخليا وخارجيا. كما تطرقت الصحف للوضع السوري ولاستقالة رئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل خلال عدوانها الأخير على غزة، وأيضا لمستجدات الحراك السياسي في اليمن. ففي مصر، تطرقت صحيفة (الأهرام)، في مقال بعنوان "اهتمام عالمي بالقمة المصرية الروسية المرتقبة"، لأهمية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر يومى تاسع وعاشر فبراير الجاري، وإلى ما ستفتحه من آفاق للتعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين وما ستشكله من دعم لمصر، خاصة في مواجهة الإرهاب. ومن جهتها، أبرزت صحيفة (الجمهورية)، في افتتاحيتها بعنوان " برلمان.. يتحدي الإرهاب"، أن مصر ماضية في تنفيذ خارطة مستقبلها، بإجراء الانتخابات البرلمانية، الاستحقاق الثالث والأخير في الخارطة التي بدأت بإصدار الدستور الجديد ثم الانتخابات الرئاسية. وسجلت الصحيفة أن "الحكومة المصرية التزمت بتأمين الانتخابات من أي محاولات لتعكير الصفو (..) وبالحيادية والشفافية والنزاهة سواء في عمليات التصويت أو الفرز". وقالت إن "على الأحزاب والقوى السياسية أن تتحمل، بعد الالتزام الحكومي، مسؤولية تقديم مرشحين وطنيين مؤهلين لقيادة العمل التشريعي والرقابي". وتحت عنوان "عظمة الإسلام وواقع المسلمين"، أعربت صحيفة (الجمهورية) عن الأمل في أن يعالج مؤتمر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، في اجتماعه المقبل الذي سينعقد حول موضوع "عظمة الإسلام وأخطاء بعض المنتسبين إليه: طريق التصحيح"، الأخطاء التي ترتكب باسم الإسلام وأن يعمل على إبراز الوجه الحقيقي لسماحة الإسلام وأوجه عظمته. وفي الإمارات، كتب رئيس تحرير صحيفة (الاتحاد) أن بلاده ترفض "دائما المواقف الرمادية والضبابية في كل القضايا، خاصة الخطيرة منها، وعلى رأسها بالطبع الحرب على الإرهاب، والحسم والوضوح في موقف بلادنا يجعلانها دائما هدفا للحملات المسمومة والأكاذيب التي تروجها جهات إرهابية، (...) أو جهات داعمة للإرهاب تكيل بألف مكيال في مواجهة هذا الوباء". وأشارت الصحيفة إلى أن الإمارات كانت قد أعلنت سابقا، ومن على منبر الأممالمتحدة، عن تحفظات على طريقة سير الحرب على (داعش)، مضيفة أن توقف مشاركة الإمارات في الضربات الجوية، مرتبط بمطالبتها بضرورة توفير الحماية الكافية لجميع الطيارين الذين يشاركون في هذه الضربات، واستياؤها من عدم التزام التحالف بوعده في دعم السنة في الأنبار، وعدم تجهيزهم وتهيئتهم وتسليحهم للمشاركة في هذه الحرب. وأكد رئيس تحرير (الاتحاد) أنه "لا الحرب الجوية ولا الإعلامية تكفي للانتصار على داعش، وهذا ما طالبت به الإمارات في مؤتمر لندن الأخير (التحالف ضد داعش)، ولكن عدم التزام التحالف بذلك كان وراء تحفظ الإمارات، وقد يبقى الوضع على ما هو عليه إلى أن تتم إعادة ترتيب أوراق التحالف، وتوفير شروط السلامة للطيارين، ومتطلبات الانتصار على داعش". أما صحيفة (الخليج) فقد خصصت افتتاحيتها للحديث عن استقالة الكندي ويليام شاباس الذي أوكلت إليه مهمة التحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل خلال الخمسين يوما من عدوانها الأخير على قطاع غزة بسبب ما أسماه ب "الهجمات الشريرة" للكيان الإسرائيلي على شخصه. وأضافت الافتتاحية أن الهجمات التشهيرية الإسرائيلية ضد اللجنة ورئيسها والممارسات التي تعيق عملها تنطق بالخوف الإسرائيلي من أن تكشف جرائمه للعالم. واعتبرت الصحيفة أن هذه الحملة "الإسرائيلية الخبيثة لم تخرج عن العرف السائد الذي يتبعه الكيان الصهيوني لتدمير سمعة الأفراد أو المؤسسات التي يمكن أن تكشف اللثام عن جرائمه من قريب أو بعيد"، مضيفة أنه لم يسلم من هذه الحملات الخبيثة أي شخص حتى اليهود منهم كما حصل مع محقق الأممالمتحدة ريتشارد فولك الذي تعرض لهجمة عنيفة بسبب تحقيقه عن جرائم الكيان في قطاع غزة. ومن جانبها، كتبت صحيفة (البيان)، في افتتاحيتها بعنوان "لجان التحقيق بشأن غزة"، أن المسلسل يعيد نفسه ولكن بفصول جديدة "فما يحدث مع لجنة تقصي حقائق العدوان الأخير على غزة ليس بمختلف عما حدث مع لجنة غولدستون التي حققت في حرب إسرائيل على غزة عام 2008-2009 ". وأبرزت أن استقالة الكندي ويليام شاباس من رئاسة لجنة التحقيق الأممية لتقصي حقائق أحداث العدوان الإسرائيلي الجرف الصامد على قطاع غزة، تأتي بعد ضغوط كبيرة من إسرائيل ضد بقائه في منصبه مع "أنه بقي صامدا أمامها وصرح بأن عمله دفاعا عن حقوق الإنسان حوله لهدف كبير لهجمات إسرائيلية خبيثة ومن ثم بادر إلى تعزية نفسه بأن نتائج تقرير لجنته ستظهر قريبا وإن كانت متعثرة ومضطربة". وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل عملت منذ الإعلان عن ترشيح شاباس لترؤس اللجنة على تحريك دبلوماسيتها من أجل الدفع في اتجاه تنحيته بسبب ما رشح عن تقرير لجنته بأنه في صالح الجانب الفلسطيني خصوصا أنه أيضا قدم استشارات لمنظمة التحرير الفلسطينية في أوقات سابقة. وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن إقدام تنظيم "الدولة ..." على قتل الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، بهذه الصورة التراجيدية الفاجعة، "كشف لنا سوءاتنا كشعوب عربية مخدرة، تعاني من انفصام شديد في الشخصية، وفقر مدقع في الأخلاق، وموت مفجع للضمير". وكتبت الصحيفة، في مقال بعنوان "أمة خارج تغطية الضمير"، أن هذه الجريمة البشعة، "تثير جدلا طويلا حول الكثير من قضايانا، وإعادة النظر بالكثير من أفكارنا ومواقفنا، كشعوب عربية مصابة بالعديد من الأمراض"، مشيرة إلى أن حرق الطيار الأردني لم يكن الحرق الأول، حيث "بقينا نتفرج على المحرقة التي جرت في العراق الشقيق، منذ إسقاط الدكتاتور السابق (...) ووقفنا نتفرج حين دخلت الخطوط التكفيرية على الخط، وأعلن الزرقاوي خطته الجهنمية بإشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة (...)". وأبرزت الصحيفة، أيضا، الوضع المأساوي في سورية، مؤكدة أنه "ليس هناك شعب عربي واحد يقبل بأن تحكمه جماعات متناسلة من (تورا بورا)، لتتحكم في أفراده وتجلدهم في الميادين العامة بالسوط ... حتى من يؤيدون أفعال (داعش) في سورية والعراق". وفي السياق ذاته، شددت صحيفة (الوطن) على أنه يجب على العالم اليوم أن "يقف وقفة رجل واحد ضد هذا الكيان الدموي الغاشم، كما يجب توحيد الجهود لاستئصاله من الوجود، وإلا فإن الحرق والسحل وأكل الأكباد والذبح البشع سيطال ألف معاذ ومعاذ، ولن يوقفهم شيء سوى شلالات الدم ومقابر الجثث المتناثرة من أقصى الأرض إلى أدناها". وكتبت الصحيفة، في مقال بعنوان "حين يستشهد البطل واقفا.. تحترق (داعش)"، أنه من المهم كذلك أن "تحارب الدول العربية وغير العربية كل من يقوم بدعم هذه الجرثومة القذرة، سواء بالسلاح أو الرجال أو المال، كما يجب محاسبة كل من يقوم بإعطائها الشرعية أو يمدها بالغطاء الشرعي (...)"، مبرزة أنه "يجب أن يكون استشهاد الطيار معاذ الكساسبة بمثابة القشة التي لابد أن تقصم ظهر بعير (داعش) وإلى الأبد". وفي قطر، كتبت صحيفة (الشرق)، في افتتاحيتها بعنوان "مجزرة الغوطة"، أن الشعب السوري يحتاج إلى حماية المجتمع الدولي بÜ"شرعنة" تدخل لوقف حرب الإبادة، التي يشنها نظام الرئيس السوري، مشيرة إلى "مجزرة" الغوطة بريف دمشق، التي راح ضحيتها أمس 57 مدنيا وجرح العشرات. وأضافت أن ما يجري الآن في ريف دمشق و"القصف المروع للطيران الحكومي للمدنيين، يمثل هجمة إرهابية من نظام متسلط ومستبد ضد شعب أعزل، بل أصبح يشكل خطرا على أمن المنطقة وبات حاضنة للمنظمات المتطرفة"، داعية مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرار حازم وملزم بموجب الفصل السابع، الذي يخول استخدام التدابير العسكرية، لوقف الحرب والغارات الجوية لطيران النظام على كل المدن والبلدات السورية. وأكدت أن التحرك السريع والفعال للمجتمع الدولي، من خلال مجلس الأمن والتحالف الدولي، والتدخل لأسباب إنسانية، مقصد مهم ينبغي إنجازه في أوانه وكل يوم يمر يستمر القتل وجرائم الحرب. وحول الموضوع نفسه، كتبت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها بعنوان "جريمة جديدة للأسد"، عن الغارات التي شنها النظام السوري أمس على الغوطة الشرقية، وقالت إن المجتمع الدولي بعجزه الواضح و صمته الغريب تجاه مأساة الشعب السوري الذي يتعرض للإبادة اليومية والتشريد قد حول الوضع بسورية إلى مأساة إنسانية منسية لا يلتفت إليها أحد رغم المبادرات والاجتماعات المتكررة والمتعددة لمجلس الأمن وأصدقاء الشعب السوري. وشددت على أهمية أن يضع المجتمع الدولي "قضية إنقاذ الشعب السوري من الإبادة والتشريد في الأولويات بدلا من تركيز الجهود لمحاربة تنظيم (داعش) خاصة أن النظام استغل ذلك استغلالا سيئا وبدأ في تنفيذ جرائم القتل عبر البراميل المتفجرة والقصف العشوائي المتعمد". وفي الأردن، واصلت الصحف تخصيص الحيز الأكبر من اهتماماتها لموضوع مقتل الطيار معاذ الكساسبة، وهكذا قالت صحيفة (الغد) إن الخسارة المؤلمة للتنظيم الإرهابي كانت في فشل رهانه على أن وحشيته ستدفع بالأردنيين إلى الضغط على حكومتهم للخروج من التحالف الدولي ضد الإرهاب، لكن الرد كان واضحا "لن نتراجع خطوة واحدة إلى الوراء في الحرب على الإرهاب"، موضحة أن الأردن أمام "مرحلة جديدة من حربه على الإرهاب، فمصابه جلل باستشهاد معاذ، وله ثأر كبير مع تنظيم (داعش) الإرهابي". وأضافت الصحيفة، في مقال بعنوان "الأردن مقرونا بمحاربة الإرهاب"، أنه بينما أراد التنظيم تمزيق الغطاء الشعبي عن حرب الأردن على الإرهاب، فإن الذي حدث أن "هذا الغطاء الشعبي ازداد اليوم اتساعا وامتدادا، وصار اسم الأردن مقرونا بأنه رأس الحربة في مواجهة الإرهاب والتطرف والتشدد والتستر تحت غطاء الدين"، مبرزة أن الأردن لا يفعل ذلك في السر أو خفية واستحياء، "فقد قطعت الآن كل الشكوك والمواربات والتردد والغموض وأنصاف الإجابات". ومن جهتها، أكدت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، أن الإرهابيين ورعاة الإرهاب لن يفلتوا من العقاب "والحساب مفتوح معهم ولن يغلق وسيندمون حيث لا ينفع الندم، بعد أن ارتكبوا جريمتهم النكراء وظنوا أنهم سيكونون بمنأى عن المحاسبة والعقاب". وخاطبت الصحيفة الإرهابيين قائلة "شلت أيديكم وساء تقديركم وستكون نهايتكم - كما وجودكم وخطابكم - بائسة لا تليق بغير المجرمين والمفسدين من أمثالكم، الذين يريدون إعادتنا إلى الجاهلية بخطاب جاهلي عقيم وبعقول مريضة وسادية ومجرمة"، مشيرة إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حسم المسألة وأكد بشكل لا لبس فيه ولا غموض "أننا نخوض هذه الحرب لحماية عقيدتنا وقيمنا ومبادئنا الإنسانية وان حربنا لأجلها ستكون بلا هوادة". وفي مقال بعنوان "داعش ستحترق بنيران تطرفها"، اعتبرت صحيفة (الدستور) أن الحرب ضد الإرهاب "هي حرب مديدة ومريرة بلا شك، بيد أنها من نوع الحروب الذي لا تملك دول المنطقة وشعوبها والمجتمع الدولي من ورائها، من خيار سوى الانتصار فيها". وأعرب كاتب المقال عن اعتقاده بأن تنظيم (داعش) الدموي "دخل في مرحلة العد العكسي، حتى وإن كان لا يزال قادرا على مفاجأتنا بين الحين والآخر"، موضحا أن هذا التنظيم بدأ "يعيش وضعا داخليا صعبا، وانتقل من مرحلة إجبار السكان بقوة الحديد والنار على البقاء في "ولاياته" و"إماراته" إلى مرحلة إطلاق النار على ظهور "مجاهديه" الهاربين من جحيم المعارك والتطرف البالغ حد تعطيل العقل وشل الإرادة". وفي لبنان، قالت صحيفة (الجمهورية) إن لبنان والعالم "يترقب ما سيكون عليه موقف التحالف الدولي من تنظيم (داعش) في قادم الأيام ردا على جريمته الشنعاء بقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة". وأشارت إلى أنه وفيما أعلن الأردن "حربا بلا هوادة على هذا التنظيم، وكان أول الغيث غارة جوية للطيران الأردني على مواقع ومستودعات ذخيرة له في الرقة، في ظل حديث عن احتمال شن حرب برية عليه انطلاقا من الحدود الأردنية مع العراق وسوريا". واصل لبنان، تضيف الصحيفة، "معركته ضد الإرهاب بلا هوادة، مستهدفا بقواه العسكرية تحركات المسلحين في جبال السلسلة الشرقية". وتطرقت الصحيفة لموضوع "إزالة الشعارات" بعدد من المدن اللبنانية تنفيذا لقرار اتفق عليه (حزب الله) و (تيار المستقبل)، مؤكدة أن بيروت وطرابلس وصيدا دخلت، أمس، "مرحلة إزالة الشعارات الحزبية والدينية، فاستنفرت أجهزة الدولة المكلفة معالجة هذا الملف"، مشيرة إلى أن "طريق المطار والضاحية الجنوبية لم تشهد بعد هذا التحرك". واعتبرت صحيفة (النهار) أن حملة إزالة الشعارات والصور والأعلام الدينية والحزبية في المدن الثلاث الكبرى "أحيت آمالا متعجلة في توسيع إطار هذه الخطوة يوما ما لتغدو حملة نزع للسلاح". ومن جهتها، عبرت صحيفة (الأخبار) عن الأمل في أن "يفتح" الرد الأردني على حرق تنظيم (داعش) لطيارها "الباب أمام إعادة الحديث عن رد الدولة اللبنانية على قتل التنظيم و(جبهة النصرة) عددا من العسكريين اللبنانيين من المخطوفين في عرسال (بلدة متاخمة للحدود السورية)"، مبرزة "المفارقات" في تعامل الحكومتين الأردنيةواللبنانية مع هذه الجماعات. وفي سياق آخر، تحدثت صحيفة (السفير) عن "التحدي الأمني الذي لا يتقدمه أي تحد آخر"، موضحة أن "لبنان ليس جزيرة معزولة عن محيطه وخصوصا السوري، حيث تزداد جبهة عرسال سخونة وتتبدى ملامح مخاطر مستجدة". وكشفت، في هذا الإطار نقلا عن مصدر أمني، أن "أجهزة أمنية لبنانية، تلقت معلومات تفيد بأن تنظيم (داعش) يخطط لتنفيذ عملية انتحارية مزدوجة تستهدف سفارة إحدى الدول الخليجية الكبرى ببيروت، على أن يتولى تنفيذها ثلاثة انتحاريين من جنسيات عربية مختلفة (تم تحديد هوياتهم وأسمائهم من قبل أجهزة غربية)". وفي السياق ذاته، شددت الصحيفة على أن "التنسيق بين الأجهزة الأمنية بلغ مرحلة متقدمة، وثمة تبادل معلومات يجري بشكل شبه يومي، حول كل ما يتوافر من معلومات عن انتحاريين أو أية أعمال يمكن أن تستهدف الجيش اللبناني أو أية منطقة لبنانية". وفي اليمن، رصدت صحيفة (الخبر) مستجدات الحراك السياسي الذي تشهده البلاد، خاصة بعد انقضاء المهلة التي حددتها "جماعة الحوثي" المهيمنة، لكي تتفق الفصائل السياسية على طريقة للخروج من الأزمة الدستورية الناجمة عن الاستقالة المزدوجة للرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة برئاسة خالد بحاح، مشيرة إلى أن "معظم الفصائل اليمنية وافقت على تشكيل مجلس رئاسي مؤقت يدير البلاد لمدة عام في خطوة هامة لتخفيف حدة صراع على السلطة أجبر الرئيس على التنحي قبل أسبوعين". ونقلت الصحيفة عن أعضاء وفود شاركوا في المفاوضات التي يرعاها مساعد الأمين العام الأممي في اليمن، جمال بنعمر، تأكيدهم أن "تسعة أحزاب وجماعات، من بينها فصيل من جماعة الحراك الجنوبي، وافقت خلال المفاوضات في صنعاء على تشكيل مجلس رئاسي من خمسة أعضاء برئاسة علي ناصر محمد "وهو رئيس سابق لجنوب اليمن قبل الوحدة مع الشمال عام 1990. وفي سياق ذي صلة، أعربت صحيفة (الثورة) عن تخوفها من المصير المجهول الذي تتجه إليه البلاد في ضوء ما تعانيه من أزمة دستورية، مسجلة، في مقال لها، أن الأحزاب والتنظيمات السياسية "قد تخلت عن مسؤولياتها الوطنية والإنسانية تجاه الوطن وما يمر به في الوقت الراهن من فراغ سياسي وحكومي من خلال عدم المقدرة على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي تم التوقيع عليه من كل الأطراف السياسية والحزبية، والذي اعتبره الجميع المخرج الآمن من كل التداعيات والظروف والأوضاع الأمنية التي رافقت السنوات القليلة الماضية من عمر العملية الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة". وأضافت الصحيفة أنه بعد أن وصلت اليمن إلى "مرحلة فراغ سياسي وحكومي ومرحلة انتقالية خالية الوفاض، وغياب للدولة، وأوضاع يومية وظروف صعبة تنذر بالسير نحو الهاوية وكوارث وأحداث لا يحمد عقباها، يتوجب على كل القوى والأحزاب السياسية وكل العقلاء والشرفاء من أبناء هذا الشعب العمل إلى جانب كل الأطراف السياسية على تفعيل اتفاق السلم والشراكة الوطنية وتقديم التنازلات من أجل الوطن وترسيخ مبدأ الشراكة والقبول بالآخر وعدم التخاذل تجاه ما تشهده هذه الأيام من أوضاع صعبة". وعلى صعيد آخر، ذكرت صحيفة (نيوز يمن) أن نقابة الصحافيين اليمنيين حملت، في بلاغ لها الليلة الماضية،زعيم جماعة "أنصار الله" (الجناح السياسي لحركة الحوثي)، عبد الملك الحوثي، مسؤولية الاعتداءات التي يتعرض لها الصحفيون والمؤسسات الإعلامية في البلاد، والتي كان آخر فصولها ما تعرضت له صحيفة (أخبار اليوم)، من عملية اقتحام لمقرها. ودعت النقابة "القوى السياسية التي تحاول وضع مخرج مع جماعة الحوثي أن تعلن عن موقف واضح من حرية الرأي والتعبير"، مشيرة إلى أن "اقتحام صحيفة مهمة أثناء إقامة حوار مع القوى السياسية يضع علامة استفهام حول جدية الحوار وعبثيته". وطالبت جميع الصحافيين بالتصدي لجماعة الحوثي، التي قالت عنها إنها "فئة لا تعترف إلا بمنطق السلاح وغطرسة القوة".