يقبلُ ربٌّ أسرةٍ يهوديَّة في المغرب، على تيميم شطرِ إسرائيل، بمعيَّة زوجته، بعدمَا طفحَ به الكيلُ، منْ إنصافهِ في قضيَّة عقاريَّة، وَجرى إفراغهُ قسْرًا، في دجنبر الماضي، منْ بيتٍ اكتراهُ لما يربُو على خمسين عامًا في الدَّار البيضاء. الأسرَة التي كانتْ قدْ وجَّهتْ نداءً إلى الملك محمدٍ السَّادس، نونبر المنصرم، استسلمتْ للوضع، ونزلتْ عند رغبة أقارب قدمُوا منْ إسرائيل إلى المغرب، كي يقوموا بمرافقتهما في السفر، الذِي يرتقبُ أنْ يجري اليوم الأربعاء. وظلَّتْ الأسرة اليهوديَّة تقطنُ في مسكنٍ صغير تابع للطائفة اليهوديَّة في المغرب، منذُ إفراغها، بعدما تحولتْ إلى أسرة معدم لا تملكُ شيئًا، فحتَّى الأثاث لمْ يسلم من البيع في المزاد العلني، بحسب شالوم، بالرُّغم منْ كونه لمْ يحضر الإفراغ. وكانَ عبد الحق شالُوم، قدْ أبدَى استياءهُ من عدم تركهِ يلقِي نظرة أخيرة على أشيائه الخاصَّة في بيته، وقدْ عاش بها فترة غير قصيرة، وسط الحضُور المكثف للشرطة التِي حضرَ حواليْ عشرِين فردًا منْها. ويأتي رحيلُ الأسرة اليهوديَّة إلى إسرائيل، فيما تكابدُ زوجة شالُوم، فيسمان مسعودي، وضعًا صحيًّا مترديًّا، وبالرُّغم من أنَّ الأسرة ظلتْ تدفعُ سومَة الكراء بانتظام، دون أنْ تخلَّ بما عليها، وفقًا لما أكدهُ شالوم. الزوجَة أكَّدت أنَّه سبق لها أنْ قصدت المحكمة في الدارالبيضاء لأجل وقف الإفراغ بيد أنَّها فوجئتْ بحسب ما تحكي في نداء لها، بمسؤول يخبرها أنَّ الأوامر جاءتْ "منْ لفُوقْ"، دون أنْ يفلح طلبها في إيقاف ما كان يجري التخطيطُ له منْ إخلاء لهم من العمارة. شالُوم اتهمَ من جانبه، منْ وصفهم ب"الرباعة"، الذين لا يعرفهم، بمطالبته بمغادرة البيت، بعد خمسين عامًا. "بعد فترة قصيرة، وجدنا أنفسنا ممنُوعين من الدخُول إلى بيتنا، "باعُوا بعض أغراضي، ورموْا بأخرَى". وأردف شالُوم أنَّ عائلته قدمتْ من إسرائيل لتنقذهُ بعدما بات مهددًا، بقضاء ما تبقَّى منْ عمره في الشارع، مطالبًا القضاء بإنصافه، كيْ لا يضطرَّ إلى مغادرة بلادهِ في صحَّة متدهورة. في غضون ذلك، كان جيرانٌ للأسرة اليهوديَّة قدْ اتهمُوا جهاتٍ لمْ يسمُّوها بالسَّعيِ إلى هدم أجزاء من العمارة مع العمدِ إلى تفريغ ساكنتها، كيْ تبدُو متهالكةً للسلطات، وأنها لمْ تعدْ صالحةً لتأوِيَ سكانيها.