"سْمْحِي لِيَا حْتَى أَنَا غَادِي نْجَاوْبْك، دْيَالِي الِّلي كْبِيرْ عْلِيكْ.. الله يْهْنَِيكْ".. بهذه العبارة المثيرة "حمالة أوجه" التي وجهها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، إلى القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة ميلودة حازب، اختتمت اليوم الجلسة الشهرية لمجلس النواب حول السياسات العامة. وكان بنكيران يرد حينها على حازب التي قاطعت مداخلته بالقول إن حزبها "الأصالة والمعاصرة كبير عليك"، وذلك في خضم جواب رئيس الحكومة على سؤال البرلمانية عن حزب "الجرار"، خديجة الرويسي، حول وضعية المرأة ومطلب المناصفة في الاستحقاقات الانتخابية. ويبدو أن حازب فلحت في استفزاز بنكيران بتدخلها حول الأفضلية بني حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، حيث أشارت إلى أن حزبها أكبر من حزب رئيس الحكومة، قبل ان يختم بنكيران كلامه فجأة بعبارة مفاجئة أثارت دهشة البعض، قائلا "ديالي اللي كبير عليك". ويرى البعض أن العبارة الجديدة "ديالي اللي كبير عليك" التي خاطب بها بنكيران رئيسة فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، قد يكون لها ما بعدها من تداعيات سياسية وإعلامية، خاصة إذا ما تم تأويلها بالمفهوم السلبي للكلمة، فيما ذهب آخرون إلى أنه لا يتعين تحميل العبارة أكثر مما تحتمل. وكان بنكيران، قبل أن يطلق عبارته التي يبدو أنها ستشتهر على غرار "فهمتيني ولا لا"، و"عفا الله عما سلف"، يرد على الرويسي بخصوص موضوع المناصفة، وتهديدها بخروج النساء للاحتجاج والانتفاضة في الشارع، تحقيقا لمطالبهن بالمساواة والمناصفة داخل المجتمع المغربي. بنكيران رد على تدخل الرويسي بشيء من السخرية، مطالبا إياها بالاستعداد لتزعم ثورة نسائية، وأن تحضر نفسها لتكون رئيس للحكومة، لكن ليس قبل أن تتولى الأمانة العامة لحزبها، واصفا حزب الأصالة والمعاصرة ب"الأصل التجاري الفاسد". من جهة ثانية، اشتد النقاش بين رئيس الحكومة والفريق الاستقلالي بسبب رفض بنكيران الإجابة على سؤال الفريق بدعوى "تطرقه له ضمن الرد على السؤال الاول"، الأمر الذي دفع البرلماني عادل بنحمزة إلى مطالبة برئيس الحكومة ب"التأدب واحترام ما يقتضيه الحوار". تساءل ممثل الأمّة بنحمزة، الذي استغرب "كيف يتخلى رئيس الحكومة عن صلاحياته للملك الذي تخلى بمحض إرادته عن العديد من الاختصاصات التي كانت له في المجلس الوزاري"، استفزّ رئيس الحكومة الذي أورد: "الآداب في الحوار ليس بحْشْيَان الهْضْرَة، وعندما أحيل على الملك يكون ذلك هو تفسيري للدستور". وقال بنحمزة في ذات الاتجاه: "أستغرب أن تكون هذه الثورة أمام رئيس يحيل كل مرة على الملك، علما أن المجلس الحكومي، الذي كان في السابق عبارة عن جلسة شاي، له اختصاصات حقيقية الآن"، ما اعتبره رئيس الحكومة "محاولة من البرلماني لممارسة الأستاذية عليه". وقال بنكيران: "مَا تْجِيوْ تْقْرِّيوْنِي السياسية دْيَالْكُم لأن لكل منا سياسته، وأنا اشتغل بمنطقي وليس بمنطق حزب الاستقلال.. عليكم أن تتصرفوا ديمقراطيا والإطاحة بالحكومة كما حاولتم أكثر من مرة، وخروجكم من الحكومة لم يكن لهذا السبب، والشعب المغربي مازال ينتظر تفاصيل ما جرَى".