انتصار ساحق حققته الديبلوماسية المغربية خلال الاونة الأخيرة, فبعدما تمكنت من إخراس الاصوات الناشرة التي تغرد خارج السرب المصري, تمكنت من لي ذراع فرنسا بعد قطيعة دامت زهاء سنة كاملة بسبب تعليق التعاون الامني بين البلدين اثر تحرشها بالمغرب عن طريق تصرفات صبيانية خارجة عن الاعراف الديبلوماسية الاسباب الرئيسية للتصرف الفرنسي كانت بسبب التحرك المغربي في عمق القارة الافريقية و بحثه المشروع عن اتفاقيات شراكة جنوب جنوب رابح رابح و هو ما ازعج فرنسا التي ترى أن المغرب ينافسها في حديقتها الخلفية. المغرب بتوغله في العمق الإفريقي لم يكن يركز فقط على ما هو اقتصادي بل كان يراهن كذلك على تسويق نوذجه الديني المبني على المذهب المالكي المعتدل و المرتكز على مؤسسة إمارة المؤمنين. و هو ما يفسره تلقي المغرب لطلبات تكوين الائمة على النموذج المغربي من طرف كل من مالي وغينيا كوناكري وليبيا وتونس و نيجيريا. و بفضل ديبلوماسيتة المتوازنة لعب المغرب دورا محوريا في الوساطة في الازمة المالية و هو ما قطع الطريق على الجارة الشرقية المناوئة للوحدة الترابية, قبل ذلك كان المغرب قد سمح لفرنسا باستعمال اجوائه في حربها بمالي لكنها تنكرت لذلك الجميل المغربي بعدما رأت أن التقارب المغرب المالي روحيا و اقتصاديا يهدد مصالحها الاقتصادية بهذا البلد الشقيق. احداث شارلي ابدو ابانت عن أهمية المغرب في المعادلة الامنية لفرنسا و دوره ألاستباقي الفعال في كشف الخلايا الإرهابية. و المسيرة الحاشدة التي نظمت في باريس تضامنا مع المجلة كانت فرصة سانحة للمغرب لتوجيه صفعة لفرنسا لن تنساها أبدا عبر انسحاب رئيس الديبلوماسية المغربي من المظاهرة بمجرد رفع رسوم مسيئة للرسول عليه الصلاة و السلام في حين بقي في الساحة , وفي الصفوف الامامية, ممثل الجارة الشرقية و كل من رئيس السلطة الفلسطينية إلى جانب ممثلي عدد من الدول الاسلامية رغم إذلالهم الجماعي لانفسهم ألا و لشعوبهم التي يمثلوها و رغم حضور ممثل اسرائيل العدو الاول بالنسبة لهم