بابُ المغرب باتَ موصدًا بحزمٍ أمام وفود انفصاليَّة دأبتْ على الحلول بالأقاليم الجنوبيَّة للملكة بغرض التعبئة، إذْ لمْ تتوانَ السُّلطات في مدينة العيُون عنْ طرد وفدٍ إسبانِي، بحر الأسبوع الجارِي، كان قد حلَّ بالمدينة لأجل القيام ب"مهمَّة حقوقيَّة". الوفدُ الإسبانيُّ المؤلفُ من ثلاث سيدات، قدم إلى العيون في نطاقِ ما يسمَّى حركة التضامن مع "الشعب الصحراوِي"، بغرض إجراء استطلاع ميدانِي مع نشطاء انفصاليِّين، يقدمُون أنفسهم مشتغلِين في الحقل الحقوقِي بالمملكة، بيدَ أنَّ السُّلطات صدتهم من مدخلِ المدينة ولم تذرهم يتمُّون سفرهم.. وأوردَت البُوليساريُو عبر أذرعها الإعلاميَّة أنَّ الناشطات الإسبانيَّات المواليات للبوليساريُو، اضطررنَ إلى أنْ ينزلنَ من الحافلة، وإنَّ الشرطة لمْ تقدم لهُنَّ تفسيرًا للسبب الذِي يقفُ وراء عدم السَّماح لهُنَّ بالدُّخُول. البُوليساريُو سارعتْ فور طرد المغرب الوفد الانفصالِي إلى استثمار الورقة، وتصوير الحادثة بمثابة منع لأصوات مستقلة للاشتغال حُقوقيًّا في الميدان، عائدة إلى المطالبة بتوسيع مهام بعثة المينورسو لتشمل مراقبة حقُوق الإنسان في الصحراء، حيث تنظم بمدينة ليكساند السويديَّة يومًا دراسيًّا للحشد والترويج للأطروحة الانفصاليَّة تهييئا لاجتماع مجلس الأمن القادم حول الصحراء. في غضُون ذلك، كان زعيم جبهة البُوليساريُو، محمد عبد العزيز، قدْ أقرَّ أواخر العام الماضِي، بأنَّ 45 مراقبًا مواليًا لأطروحته في 21 وفدًا، ينحدرون ممَّا يربُو على جنسيَّة، تحركُوا نحو الأقاليم الجنوبيَّة وجرى صدُّهم من قبل السلطات، سواء عبر منعهم من النزول من الطائرة أوْ طردهم في وقتٍ لاحق. وبحسب مراسلةٍ بعث بها عبد العزيز للأمين العام للأمم المتحدة، بانْ كِي مُون، فإنَّ النُّشطاء الإسبان يأتُون في صدَارة الوفود المطرودة من جنوب المغرب، يليهم نشطاء منْ دول اسكندنافيَّة، كالسويد والنرويج حيثُ تكثفُ الجبهة منْ تحركاتها. ولم يفض التقارب بين مدريدوالرباط إلى تحول في تعاطي المجتمع المدني الإسباني، مع قضيَّة الصحراء، حتى أنَّ قرار النائب، دييغو بلديراس، المنتمي إلى حزب اليسار الموحد القيام بزيارة إلى تندوف في غضون أسابيع، أثارت جدلًا كبيرًا في الأندلس، بعد ملاقاته رفضًا من الحزب الاشتراكي العمالي الحاكم في الإسباني. الزيارة المزمعة إلى تندوف جعلت رئيسة حكومة الأندلس تفكر في فك التحالف الحكومي مع حزب اليسار الموحد"، بسبب مواقفه المشايعة لجبهة البوليساريو، حيث يخشى الساسة الإسبان من انْ تعكر الزيارة صفو العلاقات مع الرباط، وقدْ بات التنسيق بين المغرب وإسبانيا في مستويات عليا، على كافَّة الأصعدة.