باتَ زعيم جبهة "البوليساريُو"، محمد عبد العزيز، حريصًا على أنْ يضبط تحركاتٍ لوفُود انفصاليَّة تزُور الأقالِيم الجنوبيَّة للمغرب، وصارت السلطات المغربيَّة تمنعهَا من الدخُول أوْ أنَّها تبعدُ نحو أكادير، غير آذنةٍ لاشتغالها على ما تقُول إنَّه عمل "حقوقِي". محمد عبد العزيز بادر إلى مراسلة الأمين العام للأمم المتحدة، بانْ كِي مُون، يشكُو منعَ وفُود مساندة لأطروحة البُوليساريُو، منْ دخُول المغرب، قائلًا إنَّ المملكة منعتْ في 2014 ما يربُو على 65 "مراقبًا دوليًّا"، ينحدرُون منْ 20 جنسيَّة مختلفة. ويشكُو عبد العزيز صدَّ المغرب لوفود الانفصاليِّين سواء بطردهم، أوْ عدم تركهم ينزلُون من الطائرة في المطار، في العيون كما في الداخلَة، قائلًا إنَّ المنع المغربي باعثهُ التغطيَة على ما اعتبرها انتهاكاتٍ حاصلة ضدَّ ساكنة الجنُوب. لمتحدث قال إنَّ المغرب لا يريدُ أنْ يكون ثمَّة طرف محايدٌ في الساحة، يعهدُ إليه بمراقبة حقوق الإنسان بصورة مستقلة، ما دامَ منْ طردُوا، كانُوا "فنانين وجمعويِّين"، بحسب قوله، زيادة على استمرار رفض توسيع صلاحيَّات بعثة "المينورسُو" لتشمل مراقبة حقُوق الإنسان فِي الجنُوب التي خابتْ مساعيها، خلال العامين الماضيين بمجلس الأمن. وبحسب قائمةٍ بعث بها عبد العزيز لبانْ كِي مُون، تضمُّ الأسماء المتعاطفة معه التي منعها المغربُ من الدُّخُول، فإنَّ أغلب الوفود من إسبانيا التِي لا تزالُ أطيافٌ من المجتمع المدني بها منافحة عن البوليساريُو، حيث ضمَّت برلمانيِّين ومحامِين إسبان ونشطاء في منظمَات غير حكوميَّة. زيادةً على الإسبان الذِين استأثرُوا بحصَّة الأسد، ضمَّت القائمة نشطاء من دول اسكندنافيَّة مثل النروِيج، وفرنسيِّين وبريطانيِّين، قصدُوا الجنوب المغربي للقاء فعاليَّات مدنيَّة، وإنجاز تقارير "حقوقيَّة" يراها المغرب معلومة مسبقة. وبحسب قائمة عبد العزيز فإنَّ عدد الوفود المؤيدة لأطروحته التي تمَّ طردها من المغرب، خلال العام المشارف على نهايته، وصلَ إلى 21، كان من أبرزهم عمدُ السلطات في التاسع والعشرين من غشت الماضي، طرد عضو الهيئة القيادية للحزب الشعبي الإسباني، رئيسة بلدية زاامورا، في منطقة كاستيا إي ليوين، والوفد المرافق لها. في غضُون ذلك، لمْ يصدر الحزب الشعبي الذِي يتولى الحكم في إسبانيا، أيُّ ردِّ فعل إزاء طرد موالِين للبُوليساريُو من برلمانيِّين ونشطَاء، في غمرة التقارب بين مدريد والرباط، التين أرجأتا خلافاتهما حول سبتة ومليليَّة المحتلتين، ورفعتا من تنسيقهما الأمنِي وتبادلهما الاقتصادِي، ما توجَ مؤخرًا، بتوشيح المدير العام لمراقبة التراب الوطنِي، عبد اللطيف الحمُّوشي، ورفض إعطاء الجنسيَّة الإسبانيَّة لمنتمِين إلى البُوليساريُو.