تقدم رئيس الجمعية المغربية الجنوب افريقية بدعوى قضائية لدى اللجنة العليا لحقوق الانسان بجنوب افريقيا ضد الوفد الاسباني في المهرجان العالمي للشباب والطلبة ببريتوريا. وقالت مصادر من عين المكان إن الدعوى تهم المضمون العنصري الذي أبان عنه الوفد الاسباني مثلا في الحزب الشيوعي ، والرابطة الوطنية لكطالانيا، حيث تم استعمال كلمات قدحية وعنصرية ضد المغاربة وتشبيههم بدولة محتلة. وقد تقدم بالدعوى السيد عبد السلام حبيب الله رئيس الجمعية المغربية الجنوب افريقية ورئيس اتحاد الجاليات الافريقية بالبلاد نفسها. وقد صرح للاتحاد الاشتراكي بأن« القوانين الجنوب افريقية صارمة في مجال الميز العنصري، وأن الجمعية ستذهب الى ابعد ما يمكن في الدعوى» . ومن جهة أخرى، حققت الورشة المغربية التي أقيمت أول أمس والتي كان موضوعها «مقترح الحكم الذاتي في جهة الصحراء المغربية» نجاحا كبيرا، فبعد العروض التي قدمها المحاضرون المغاربة، الأساتذة الأخ «جواد شفيق» عضو المجلس الوطني للاتحاد الاشتراكي، «الغالية»، «مربيه ربو ماء العينين»، «محمد كديرة»، تدخل ممثلو مجموعة من الوفود خاصة ممثل الشبيبة المصرية الذي أعلن بشكل شجاع أنه وتنظيمه قد قرروا تغيير رأيهم الذي كان منحازا للطرح الانفصالي، حيث أكد خالد تليمة أنه يقبل الاختلاف في وضعية الحل المناسب للصحراء لكنه يدين بشدة التدخل الإسباني في شؤون المغرب، ووصف هذا التدخل بأنه يشبه الاحتلال الإسرائيلي لأن سبتة ومليلية تقعان منذ قرون تحت احتلال إسبانيا وهما في قلب التراب المغربي. بدوره أدان محمد حازم ممثل الوفد الأردني الاعتداء الإسباني، مؤكدا استعداد وفده لاتخاذ كل الخطوات النضالية، دفاعا عن حق الوفد المغربي في التعبير والمشاركة داخل المهرجان. وفي نفس الاتجاه أكدت ممثلة الشبيبة الهندية مساندتها اللامشروطة للمغرب، معتبرة أن الراحل غاندي كان داعية سلام ووحدة وحيت الوفد المغربي وأعلنت تضامنها معه، وقالت بأن «الانفصال هو سرطان يهدد وحدة الدول والشعوب». أما ممثل الوفد الزامبي «كيف ستونلا» فقد أوضح أمام العموم بأن الإسبان استفزوا الوفد المغربي وحملهم مسؤولية الاعتداء على هذا الأخير. أما عزيز، عن طلبة العراق، فقد أدان التصرف الإسباني وطالب بتحرير سبتة ومليلية ووقف نزيف التقسيم في العالم العربي، مشيرا إلى تجربة الحكم الذاتي للأكراد والذين رغم الصلاحيات الواسعة التي منحها إياهم الحكم الذاتي فهم يتشبثون بوحدة العراق. فيما أوضح ممثل الوفد السيريلانكي أن الانفصاليين عبر العالم يتقنون فن البروباكاندا والدعاية الكاذبة، مؤكدا أن الانفصال هو إرهاب يقع المغرب وسيرلانكا تحت وطأته. وطالب المغرب بتكثيف جهوده من أجل فضح أوهام الانفصاليين والتعريف بعدالة القضية المغربية ومقترح الحكم الذاتي. أما بخصوص الوفد الروسي الذي وقف شاهد عيان أمام الهجوم الإسبان، فقد أوضح إيكور ماكاروف بعدما شارك في حماية الوفد المغربي وورشته، مرة أخرى، أن روسيا تدين الاحتلال الإسباني وأنها مع المغرب بكل ما تملك من قوة وأن الحزب الشيوعي هو مع الشبيبات الحزبية المغربية، كما أن الانفصال عموما لا يمكن أن يكون إلا مشروعا امبرياليا. ومن جهة أخرى، عبر رئيس اتحاد شباب وطلبة العرب عن إدانته لما صدر عن الشباب الشيوعي الكاطلاني المعتدي. وقد تميزت الورشة المغربية بحضور عدد كبير من الوفود الشقيقة والقائم بأعمال السفارة المغربية السيد «دو فؤاد حبيب» وعدد من فعاليات المهرجان ووسائل الإعلام المحلية والدولية. وتنفرد «الاتحاد الاشتراكي» و»ليبيراسيون» بنقل وقائع اعتداء وفد الحزب الكاطلاني الجمهوري (شيوعيون انفصاليون) على الوفد المغربي، إذ في الصباح الباكر عاينا وجود مجموعات إسبانية تنتمي إلى الأقلية الشيوعية بكاطالانيا ينسق أنشطتها مع أعضاء من وفد البوليساريو، وزعوا الأدوار في ما بينهم على الشكل التالي: إرسال عضوتين من البوليساريو إلى داخل الورشة والقيام بأعمال استفزازية. وحاصرت مجموعة من ستة أفراد إسبان باب الورشة ورفضوا الدخول ومنعوا الضيوف من ولوج القاعة، فيما قامت مجموعة أخرى بنزع لافتة مغربية تدعو إلى السلام وقامت مجموعة ثالثة بتعليق لافتة كتب عليها : «المغرب يساوي إسرائيل» ووضعت نجمة سداسية على العلم المغربي، واكتفت مجموعة رابعة بحمل يافطة كبيرة كتب عليها بالإسبانية والإنجليزية أنه يجب طرد الوفد المغربي من الملتقى. كل هذه الاستفزازات لم تنجح في إيقاف نشاط الورشة بل عمل الوفد المغربي بحكمة على تفادي أي اصطدام، مع تحلي أعضائه بالحزم والصرامة اللازمين حيث قام أعضاء الوفد بنزع اللافتات المستفزة وتمزيقها وتم طرد هؤلاء . بعد ذلك تجمعت الميليشيات الإسبانية وبعض انفصاليي الداخل ليشنوا هجوما على أعضاء الوفد المغربي دون أن يستطيعوا الوصول إلى غايتهم المتمثلة في وقف أشغال الورشة التي عرفت نجاحا باهرا. وقد أصيب سبعة من أفراد الوفد المغربي بجروح ورضوض قبل أن تتدخل قوات الأمن واضعة حدا للاعتداءات الإسبانية. كل هذا لم يؤثر في معنويات الوفد المغربي الذي كان منذ الصباح الباكر مستعدا لجميع الاحتمالات، وعمل أعضاؤه على استقبال حتى ألد أعداء القضية الترابية بكل أريحية، بغاية تبادل وجهات النظر ترجمة لشعار المهرجان الداعي للحوار والسلام. وبعد أن أنهى الوفد المغربي الشعبي المشكل من مناضلي الشبيبة الاتحادية ومناضلي الشبيبة الاشتراكية وحركة الشبيبة الديمقراطية الاشتراكية وأعضاء عن الشبيبة الاستقلالية والاتحاد العام لطلبة المغرب، أنهى أشغال ورشته، وتوجهوا بحماس لمشاركة إخوانهم الفلسطينيين في اليوم التضامني. وقد فوجئ الوفد المغربي بعد ذلك بقرار اللجنة التحضيرية الدولية القاضي بطرده بعد اللجوء إلى تصويت 20 عضوا كان ثمانية منهم ضد القرار و12 مع طرد المغرب قادتهم ممثلة حزب المؤتمر الإفريقي البلد المضيف، والتي كانت أكثر شراسة في الدفع بهذا القرار، وهي نفسها التي تفاخر بعض المغاربة الحاضرين إلى بريطوريا ، بمجالستهم لها في أحد الفنادق الفخمة التي يقيمون بها بعيدا عن مناضلي وفد الشبيبات المغربية المناضلة.