استأثرت نتائج الانتخابات البرلمانية في اليونان التي جرت أول أمس الأحد، باهتمام الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الثلاثاء،إلى جانب مواضيع أخرى دولية ومحلية. ففي بلجيكا ، تساءلت افتتاحية صحيفة (لوسوار) حول ما إذا كان الانتصار الانتخابي لليسار الراديكالي اليوناني وانتقال زعيمه أليكسيس تسيبراس إلى السلطة يعتبر بمثابة إعلان بداية موجة جذرية يمكنها أن تقوض النموذج الاجتماعي والسياسي الأوروبي¿. واعتبرت الصحيفة أن هناك عاملان يبرران هذا المنطق، لأنه من جهة من النادر في أوروبا أن تفوز حركة متطرفة وحديثة بالسلطة بعد بضع سنوات ، ومن جهة أخرى لأن هذا الانجاز تحقق على أساس وعد بإعادة النظر بصورة جذرية في سياسة اجتمعت حولها كل أوروبا. وتحت عنوان '' هنا أثينا. الرسالة وصلت" ، كتبت افتتاحية صحيفة (لاليبر بيلجيك) أن دائني أثينا يجب أن يستجيبوا لمطالب رئيس الوزراء اليوناني الجديد الذي يدعوهم إلى إعطاء متنفس للبلاد. واعتبرت أن على دائني أثينا مطالبة الحكومة اليونانية الجديدة بالالتزام الثابت لخدمة البلاد من خلال محاربة مظاهر المحسوبية والفساد والتهرب الضريبي ، في مقابل تخفيف عبء الديون. من جانبها ، أشارت صحيفة (لاديغنيير أور) إلى أن الحكومة اليونانية الجديدة في أثينا ستبدأ القتال بجد مع شركائها الأوروبيين لمحاربة خطة التقشف التي تضررت منها البلاد بشدة ، موضحة أن المفاوضات ستكون صعبة لأن الترويكا لا تنوي التخلي عن الالتزامات السابقة، التي تدركها الحكومة اليونانية جيدا. وفي اليونان ، كتبت صحيفة (تو فيما) أن رئيس الوزراء الجديد أليكسيس تزيبراس رئيس تحالف اليسار الجذري سيريزا الفائز في انتخابات الأحد سيسعى خلال تشكيله للحكومة المرتقب اعلانها اليوم للتقليص من عدد الوزارات وتوحيد قطاعات وزارية لتشكيل نحو 10 وزارات كبرى. وأضافت الصحيفة أن "هذا الأمر ليس جديدا لكن فشل في السابق لصعوبة مراقبة وحش الادارة العمومية وترويضه بشكل أفضل، فلسنوات ونحن نسمع مطالب التقليص من إعداد الوزارات لنكتشف في الواقع أن الأمر صعب التحقيق"، مشيرة الى انه من المؤمل نجاح العملية حاليا. وأكدت أن نجاح تزيبراس سيقاس بفعالية عمل وزرائه وليس أعدادهم. صحيفة (كاثيمينري) كتبت أنه في الانتخابات اليونانية الأخيرة كان الكل رابحا، أولهم سيريزا رغم لم يحصل على الأغلبية المطلقة وتحالف مع حزب اليونانيون المستقلون المنتشي بدوره بالنصر. وأضافت الصحيفة أن الفاشيين الجدد ل"الفجر الذهبي" فازوا للأسف في هذه الانتخابات بعد أن حصلوا على الرتبة الثالثة رغم تراجع أعداد اليونانيين الذين صوتوا لفائدتهم، مشيرة إلى أن الحزب الشيوعي انتصر أيضا وحصل على مقاعد هامة رغم أنه سيبقى مجرد متفرج في المشهد السياسي الذي يصنعه سيريزا. وأضافت الصحيفة أن الحزب الاشتراكي العتيد "الباسوك" الذي خسر كل رصيده تقريبا حيث لم يتجاوز عدد المقاعد التي حصل عليها 13 يعتبر نفسه أيضا فائزا لكونه انتصر على زعيمه السابق جورج باباندريو الذي اسس مطلع يناير الجاري حزبا سياسيا جديدا بعد انشقاقه عن الباسوك، مني فيه بخسارة كبيرة إذ لم يدخل البرلمان بعد ان يتجاوز عتبة 3 في المائة. وأضافت الصحيفة أن حزب بابندريو اعتبر نفسه فائزا وهنأ نفسه أيضا لأنه تمكن من المشاركة في هذه الانتخابات. أما صحيفة (تا نيا) فتطرقت إلى تصريحات رئيس مجموعة الأورو جيرون ديسيلبلوم أمس في بروكسيل وقال فيها أن المجموعة سعيدة بتطلع الحكومة اليونانية الجديدة إلى تحقيق الانتعاش الاقتصادي داخل منطقة الأورو وهو تطلع يحذو المجموعة تماما. وأشارت إلى أن تصريحات ديسيلبلوم في أعقاب اجتماع مجموعة الأورو، وهو أول اجتماع من نوعه في عام 2015 جاء فيها أيضا عزم المجموعة دعم سعي الحكومة اليونانية لتحقيق الانتعاش الاقتصادي، وقال "سنحتاج إلى التحلي بالقليل من الصبر وسوف نبحث أيضا في مجموعة ضرورة أن نسمح للحكومة اليونانية الجديدة بإتخاذ مواقفها وعرض وجهات نظرها حول كيفية المضي قدما". وذكر ديسيلبلوم أن مجموعة الأورو لديها وقت لبحث هذا الأمر المتعلق باليونان في الاجتماع المقبل لمجموعة الأورو المقرر عقده في شهر فبراير. وفي فرنسا اهتمت الصحف بفوز اليسار الراديكالي (سيريزا) في الانتخابات التشريعية اليونانية، مشيرة إلى أن هذا الفوز يشكل تحذيرا حقيقيا لأوروبا. وفي هذا الصدد ، كتبت صحيفة (لوموند) أنها المرة الأولى التي تصل فيها حكومة يسارية غير اشتراكية إلى السلطة منذ نهاية الحرب العالمية ، مضيفة أن فوز اليكسي تسيبراس وحزبه سيريزا في الانتخابات التشريعية السابقة لأوانها ، بلغ تأثيره كل أوروبا. وقالت الصحيفة إن انتخابات 25 يناير بدت كاستفتاء على سياسة التقشف ، مشيرة إلى أن تسيبراس صرح بأن تفويض الشعب اليوناني يلغي بشكل لا نقاش فيه البروتوكول الموقع بين اليونان ودائنيه الأوروبيين في فبراير 2012 . من جهتها ، قالت صحيفة (لاتريبون) إن الوزير الأول اليوناني الجديد أطلق تحديا لقادة منطقة الأورو باختياره التحالف مع الحزب اليميني لليونانيين المستقلين المشكك في الاتحاد الأوروبي لتشكيل الحكومة. وأضافت الصحيفة انه على الرغم من التباين الإيديولوجي بين الحزبين، فإنهما يتفقان على رفض التقشف والترويكا الأوروبية ، ومذكرة التفاهم . أما صحيفة (لاكروا) فاعتبرت أن تسيبراس يجسد رفض التقشف من لدن جزء كبير من اليونانيين ، مشيرة إلى أن مرشح سيريزا فسح الطريق أمام الفقراء والطبقة المتوسطة التي تعاني من سياسة صارمة ومؤلمة . وفي ألمانيا ، واصلت الصحف الصادرة اليوم اهتمامها بنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت أول أمس باليونان والتي فاز فيها حزب سيريزا اليساري الذي أدى زعيمه ألكسيس تسيبراس اليمين الدستورية كرئيس جديد للوزراء. وأشارت صحيفة (هايلبونه شتيمة) إلى أن حزب تسيراس اليساري وحزب "اليونانيون المستقلون" اليميني المعارض هو أيضا لسياسة التقشف ، يريدان تشكيل ائتلاف مع بعضها البعض ، معتبرة أن الحزبين اللذين حصلا على مساحة هامة لتحمل المسؤولية ، لديهما كل الوسائل للانتقال من الخطاب الديماغوجي إلى الواقع الملموس. من جانبها ، تساءلت صحيفة (براونشفايغة تسايتونغ) كيف سيرحب اليونانيون بهذا التحالف غير المألوف لديهم ، فيما اعتبرت صحيفة (نوي أوسنايبروكه) أن انتقاد سياسة التقشف لإنقاذ البلاد تكاد تكون النقطة الوحيدة التي تربط بين الحزبين اللذين يعتزمان تشكيل الائتلاف الحاكم. وأشارت الصحيفة بهذا الخصوص إلى أن تسيبراس يمثل مواقف مختلفة تماما عن شريكه في الائتلاف بانوس كامينوس زعيم حزب "اليونانيين المستقلين " اليميني الذي أحرز 13 مقعدا في البرلمان ، مما ينبئ بمفاوضات حامية لتشكيل الحكومة. من جهتها ، ترى صحيفة (ميندينه تاغبلات) في تعليقها أن محاولة تشكيل حكومة مشتركة من قبل هذين الحزبين ستكون بمثابة تجربة سياسية بنتائج غير مضمونة في اليونان ، مشيرة إلى أن النخب السياسية القديمة من اليسار إلى اليمين ، أدخلت البلاد في فوضى . ووفق صحيفة (نوربيرغة ناخغيشتن) فإن رئيس الوزراء اليوناني الجديد أليكسيس تسيبراس " لا أحد لديه القدرة على وقفه " لكن ، تقول الصحيفة ، إذا كان يريد أن يحقق النمو لبلاده ، يتعين عليه أن يتجاوز الحواجز الأيديولوجية ويتفاوض مع الدول المانحة. وحسب صحيفة ( تريغيشة فولكسفروند) فإن "التنازلات ضرورية " إذ أن اليونان يعاني من ديون كبيرة في الوقت الراهن . من جهتها ، اهتمت الصحف النرويجية بالعواصف التي تضرب حاليا الولاياتالمتحدةالأمريكية بسبب هبوب عاصفة ثلجية على الساحل الشرقي من البلاد . وأشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى أن الثلوج وصلت إلى نحو 60 سنتيمترا في مدينة نيويورك خلال العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة أمس الاثنين، وذلك وفقا لخبراء الأرصاد الجوية الأمريكية . وأكدت أنه من المتوقع أن تكون الأحوال الجوية سيئة للغاية في الأيام المقبلة في ولاية ماساشوستس الواقعة شمال ولاية نيويورك بسبب الثلوج التي تتساقط بكميات غير مسبوقة. وأضافت الصحيفة أن هذه الأحوال الجوية السيئة أثرت بشكل كبير على حركة السير ، وأن العديد من المدارس أغلقت أبوابها وعرفت مواعيد النقل بمدينة نيويورك الكثير من الاضطراب . من جانبها ، قالت صحيفة (في غي) إنه تم أمس الاثنين إلغاء آلاف الرحلات الجوية في الولاياتالمتحدة ، وأن ملايين الأشخاص في شمال شرق البلاد يستعدون لعاصفة ثلجية قوية جدا. وأشارت إلى أن مصلحة الأرصاد الجوية حذرت من خطورة التنقل في المناطق التي ستضربها العاصفة الثلاثاء وحثهم على البقاء في منازلهم مع الاستعداد لوصول العاصفة "جونو" التي قد تؤدي إلى تساقط ثلوج بسماكة متر في بعض المناطق. وفي روسيا ، اهتمت الصحف بالعمل الذي قام به الوفد الروسي خلال مشاركته في أشغال المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس من خلال محاولته تهدئة مخاوف المستثمرين الأجانب. ونقلت صحيفة (نوفيه ازفيستيا) عن رئيس مؤسسة "سبير بنك اوليغ غانييف" قوله إنه "على الرغم من أن الوفد الروسي خلال هذه السنة كان أقل مقارنة مع وفد العام الماضي شعرنا هذه السنة بوجود اهتمام كبير نحونا وأجرينا عددا كبيرا جدا من الاتصالات". وأبرز الخبير أن ممثلي روسيا في دافوس "اعترفوا بشكل علني بأن الأزمة الاقتصادية في البلاد ستكون طويلة وصعبة" ، مضيفا أنه لم تكن هناك أية آمال في دافوس بأن يتم تخفيف العقوبات ضد روسيا. وأشارت الصحيفة بهذا الصدد إلى أنه كانت هناك رغبة بالقول "دعونا نواصل التعاون على الرغم من هذه الظروف ، نحن على الرغم من كل شيء سنواصل التطور بنجاح". وفي نفس السياق، كتبت صحيفة (اربي كديلي) أن النزاع بين روسيا وأوكرانيا لم يصبح الموضوع الأساسي للنقاش خلال المنتدى وظل هذا الموضوع بمثابة مشكلة محلية بالنسبة للمشاركين في المنتدى التي لم تتمكن من حجب المسائل العالمية الشاملة كمستقبل الاقتصاد الصيني والإرهاب العالمي وانخفاض أسعار النفط. ونقلت الصحيفة عن رجل الأعمال الروسي دافيد ياكوباشفيلي أحد المشاركين في الوفد قوله "انه منتدى اقتصادي وليس سياسي" وأن "المستثمرين الأوروبيين يقرون بأن أوروبا لم تتمكن من الخروج من حالة الركود بسبب العقوبات المفروضة ضد روسيا". وعلى صعيد آخر ، نشرت صحيفة (كوميرسانت) دراسة أجراها مركز دراسة الرأي العام لعموم روسيا "فتسيوم" أظهرت أن أكثر من نصف المواطنين على قناعة بأن الهجوم الذي وقع على مقر صحيفة "شارلي إيبدو" كان سببه الاستفزاز من جانب الصحفيين أنفسهم. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بحادث تحطم مقاتلة أمس الاثنين بألباسيتي مخلفا 10 قتلى، يونانيان وثمانية فرنسيين، و21 مصابا، وكذا بدعوة رئيسة حكومة إقليم الأندلس سوزانا دياز (الحزب الاشتراكي) لانتخابات مبكرة يوم 22 مارس المقبل. وهكذا كتبت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "أكبر مأساة عسكرية جوية في 30 سنة"، أن طيارين يونانيين اثنين وثمانية فرنسيين لقوا حتفهم في حادث تحطم مقاتلة من طراز (إف 16) فوق القاعدة العسكرية لألباسيتي. وأضافت أن الطائرة تحطمت خلال مشاركتها في "برنامج تكتيكي للقيادة" لحلف شمال الأطلسي، مشيرة إلى أن المقاتلة سقطت فوق منطقة كانت جثمت بها طائرات محملة بالوقود وعسكريين من بلدان حلف الناتو. من جهتها ، أوردت (إل موندو) أن "مقاتلة إف 16 تحطمت بألباسيتي وخلفت مقتل 10 أشخاص"، مشيرة إلى أن الطائرة تحطمت عند إقلاعها خلال مناورات الناتو بقاعدة لوس ليانوس في ألباسيتي. وأضافت اليومية، التي نشرت صورا لهذا الحادث الذي تسبب في اندلاع حريق كبير، أن عسكريين يونانيين اثنين وثمانية فرنسيين لقوا مصرعهم في هذا الحادث الجوي المروع. وتطرقت الصحف، من جهة أخرى إلى إعلان رئيسة حكومة الأندلس (جنوب إسبانيا)، سوزانا دياز، أمس الاثنين بإشبيلية، عن تنظيم انتخابات محلية مبكرة يوم 22 مارس المقبل، بعد فك ميثاقها مع حليفها الحكومي اليسار الموحد. وكتب (إل باييس) أن دياز بررت قرارها ب "التغير الجذري" في توجه قيادة حزب اليسار الموحد منذ ترشيح ألبرتو غارزون للانتخابات العامة المقبلة المقررة في نونبر القادم بإسبانيا، مشيرة إلى أن الزعيمة الاشتراكية الأندلسية "نددت" بقيادة غارزون لليسار الموحد للتحالف مع حزب "بوديموس" بزعامة بابلو إيغليسياس، الذي تأسس قبل بضعة أشهر. أما (لا راثون) فأوردت أن سوزانا دياز أكدت أن "الطلاق" مع اليسار الموحد وقرار الدعوة لانتخابات جهوية مبكرة في 22 مارس 2015، مرده "التحول الجذري لهذا الحزب السياسي وصعوبات التوصل ل"اتفاقات مستقبلية" معه بعد الانتخابات بهذه الجهة والواقعة جنوب إسبانيا.