اهتمت الصحف الأوروبية، الصادرة اليوم الجمعة، على الخصوص بتمديد الاتحاد الأوروبي للعقوبات المفروضة على روسيا بسبب دعمها للانفصاليين في أوكرانيا، وسياسة الحكومة اليونانية الجديدة خاصة الخارجية منها ومواقفها تجاه الاتحاد الأوروبي، إلى جانب مواضيع أخرى دولية ومحلية. ففي بلجيكا، اهتمت الصحف المحلية بالتجاذب الذي قد يحدث مستقبلا بين الاتحاد الأوروبي والحكومة اليونانية برئاسة أليكسيس تسيبراس حول تخفيف التدابير التقشفية في أثينا. وأشارت صحيفة (لافونير) إلى أن المستقبل قد يكون صعبا تجاه أثينا ، مؤكدة أن بروكسيل لم تتأخر في تذكير اليونان بالتزاماتها ودعوتها إلى احترام المواطنين الأوروبيين. ومع ذلك ، تضيف الصحيفة ، فإن أوروبا من خلال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر تركت الباب مفتوحا أمام تفاهمات ممكنة ، بدون الذهاب أبعد من ذلك، بإلغاء الديون. من جهتها ، كتبت صحيفة (لوسوار) أن أليكسيس تسيبراس يحاول في هذه المرحلة طمأنة الاتحاد الأوروبي ، مشيرة إلى تصريح لرئيس البرلمان الأوروبي، مارتن شولتز ، وهو أول مسؤول أوروبي يستقبل في أثينا ، والذي قال فيه إن اليونان مستعدة لأن تتباحث مع شركائها الأوروبيين وتبحث عن حلول وفق "أرضية مشتركة". وأضافت الصحيفة أنه في هذا السياق، ستستمر الزيارات إلى أثينا في هذه الأيام، من بينها زيارة لرئيس "اليوروكروب" جيروين ديجسيلبلوم المتوقعة اليوم الجمعة إلى العاصمة اليونانية. من جانبها ، اعتبرت صحيفة (لاليبر بلجيك) أن الأمر المهم هو أنه لا ينبغي ترك اليونان ليس فقط لأسباب مالية واقتصادية بل أيضا لأسباب اجتماعية وديمقراطية. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بشكل خاص بمعارضة الحكومة اليونانية الجديدة، التي شكلها حزب سيريزا المناهض لسياسة التقشف، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة على روسيا، بخصوص الوضع في أوكرانيا . وكتبت صحيفة (أ بي سي)، تحت عنوان "اليونان تزيد من انقسام الاتحاد الأوروبي بشأن فرض عقوبات ضد روسيا"، أن السياسة الخارجية للحكومة اليونانية الجديدة بدأت بخلق نوع من الفوضى في بروكسل. وأوضحت اليومية، في هذا الصدد، أن وزير الخارجية اليوناني الجديد، نيكوس كوتزياس "مقرب من القوميين الروس". أما (إلباييس) فشددت على أن العلاقة مع موسكو تسببت في "أول عاصفة سياسية" في أثينا ، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة اليونانية الجديدة ، أليكسيس تسيبراس، شجب إقحام الاتحاد الأوروبي لليونان، دون استشارة مسبقة، في بيان يدعو روسيا للوفاء بالاتفاقات المتعلقة بأوكرانيا. من جهتها، ذكرت صحيفة (إلموندو) أن وزير الخارجية اليوناني الجديد هدد باستخدام حق النقض ضد قرار الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة على روسيا، قبل التوصل إلى اتفاق لتمديد العقوبات الحالية إلى غاية شتنبر المقبل. وفي سياق متصل ، أوردت صحيفة (لا راثون) أن سيريزا حول السياسة الخارجية اليونانية نحو الكرملين، مشيرة إلى أنه رغم معارضة حكومة تسيبراس تشديد العقوبات على روسيا، لم تستطع اليونان وقف مشروع قرار أوروبي بهذا الخصوص. وفي اليونان ، واصلت الصحف اهتمامها بالتطورات السياسية بعد تنصيب الحكومة الجديدة برئاسة أليكسيس تزيبراس زعيم حزب اليسار الجذري سيريزا، ونقلت صحيفة (كاثيمينيري) عن رئيس البرلمان الاوربي مارتن شولتز الذي زار اثينا أمس الخميس والتقى بتزيبراس قوله إنه "يتعين على سيريزا أن يدرك حاليا انه يقود الحكومة اليونانية وليس حزبا يخوض حملة للانتخابات". وأضاف شولتز ، في تصريحات للصحيفة ، وهو أول مسؤول أوروبي كبير يزور اليونان بعد صعود سيريزا أنه "يتوقع أن يغير سيريزا خطابه من خلال تقديم حلول براغماتية تكون في صالح الطرفين" (اليوناني والأروبي) ، معتبرا أن أحد مفاتيح اللقاءات المستقبلية هو التوافق وعلى الطرفين إظهار روح بناءة وأن يكونا مستعدين للإنصات ولفهم أفكار كل طرف. وردا على التصريحات التي بدأ يطلقها وزراء سيريزا منذ توليهم السلطة الاربعاء والتي لا تخرج عن البرنامج الانتخابي للحزب الذي يريد إنهاء سياسة التقشف وهي التصريحات التي أشعلت الاسواق المالية، إذ هبطت بورصة اثينا ب 9 في المائة الاربعاء، قبل أن تستعيد الخميس جزءا من خسائرها وترتفع ب 3 في المائة، قال شولتز "إن الخطابات الرنانة لن تكون حتما أفضل شيء يجب القيام به في المقبل من الأيام، والأمر ينصرف على كلا الطرفين". وأضاف أن سيريزا يتعين عليه أن يدرك أنه حاليا في السلطة وان الانتخابات انتهت، وعلى هذا النوع من الخطاب أن يتوقف للبحث عن حلول براغماتية. من جهتها ، كتبت صحيفة (تو فيما) تحت عنوان (التوافق المطلوب) أن اللقاء المرتقب اليوم الجمعة بين تزيبراس ورئيس "اليوروكروب" ديجسلمبلوم في أثينا سيكون أول اختبار مواجهة للحكومة الجديدة في علاقتها مع الواقع الأوربي. وأضافت أنه قبل مجيئه حاول رئيس مجموعة الأورو إعداد الميدان لطلبات الأوربيين ملحا على أن البرنامج الانتخابي لا يتماشى مع البرنامج الأوروبي لليونان، في حين تضيف الصحيفة فإن الجانب اليوناني واثق من خروج بلاده من سياسة التقشف لأنه يعتزم تقديم برنامج اقتصادي قد يقبله الأوربيون. وأشارت الصحيفة إلى ضرورة توفر توافق وان تكون هناك رغبة يونانية وأوروبية، لذلك فإن الوقت المقبل حاسم ومصيري ولن يكون في صالح البلاد . وقالت إن المفاوضات الحقيقية التي تبدأ اليوم يتعين ان تكون البداية لسياسة اليونان الجديدة في علاقتها مع أوروبا. وفي روسيا ، اهتمت الصحف بقرار الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا تمديد سريان العقوبات ضد الوفد الروسي وحرمانه من حق التصويت حتى ابريل عام 2015 وكذلك حق المشاركة في الهيئات القيادية في المنظمة . وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة (كوميرسانت) أن "المطالب التي تطرحها الجمعية البرلمانية لمجلس اوروبا لا تحظى دائما بتفهم الجانب الروسي الذي يعتبرها عادة غير مناسبة وغير قابلة للتنفيذ". وأضافت الصحيفة أن هذه القرارات لا تتسم بالطابع الإلزامي وتتغير صيغتها من دورة إلى أخرى، مشيرة إلى أنه بغض النظر عن القرار الذي تم اتخاذه خلال الدورة ظهر أمر مهم خلالها ،أنه جرى التأكد من وجود اهتمام من كل طرف بالطرف الآخر وتبين أن الحوار البرلماني الدولي، على الرغم من تشديد موقف الاتحاد الأوروبي لا يزال مستمرا، المهم أن لا ينسى المشاركون في هذا الحوار هدفه الحقيقي. وفي الاتجاه نفسه ، نقلت صحيفة (ر ب ك ) عن أحد أعضاء الوفد الروسي قوله "انه لا يجوز بتاتا أن ينظر بعين الشك والاستخفاف إلى التهديد الروسي بالانسحاب من مجلس أوروبا في سنة 2016 في حال تمديد العقوبات التي تلاها رفض موسكو للعمل داخل الجمعية". وقال البرلماني الروسي "حتى داخل الوفد الروسي، توجد مجموعتان، أولئك الذين يدعمون فكرة القطيعة مع المؤسسات الأوروبية وأولئك الذين يعملون من اجل المحافظة على أقل قدر من الحوار بين الجانبين ولو على المستوى القائم حاليا بين موسكو وستراسبورغ". وفي الشأن الاقتصادي الروسي، ذكرت صحيفة (نيزافيسيمايا غازيتا) أن المبالغ التي ستنفقها الحكومة على مكافحة الأزمة الاقتصادية التي تواجهها أقل بكثير من الأموال النازحة من روسيا. وأبرزت أن الحكومة الروسية أعلنت عن خطة لإنقاذ الاقتصاد الوطني ومكافحة الأزمة، وحتى الآن لم يزد المبلغ الإجمالي لدعم الدولة للاقتصاد على 2.3 تريليون روبل، منها تريليون روبل خصصت بالفعل في العام الماضي لوكالة ضمان الودائع المصرفية لتنفق على الرسملة الإضافية للمصارف الوطنية. وذكر خبراء استطلعت الصحيفة آراءهم أنهم خرجوا بانطباعات متناقضة فيما يتعلق بخطة الحكومة. وفي ألمانيا، سلطت الصحف الألمانية الصادرة اليوم الضوء في تعليقها على مواضيع عدة كان أبرزها سياسة الحكومة اليونانية الجديدة التي أشار إليها رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس ، خاصة بالنسبة للسياسة الخارجية وتحديد المواقف تجاه الاتحاد الأوروبي والعقوبات ضد روسيا . وكتبت صحيفة (نوربيرغر ناخغيشتن) أن تسيبراس متحمس، حتى أن حكومته نأت بنفسها عن تهديدات الاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، مضيفة أنه تم دق ناقوس الخطر في بروكسل بهذا الخصوص خاصة وأن الاتحاد الأوروبي يبذل جهودا في الملف الأوكراني ويقوم بوساطة للتقريب بين وجهات نظر كييف وموسكو. وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقة بين الكنائس الأرثوذكسية في كلا البلدين كانت دائما ودية ومتقاربة، لذلك احتجت أثينا على نشر الاتحاد لبيان حول احتمال تشديد العقوبات على موسكو دون موافقتها. واعتبرت صحيفة (فيستفاليشن ناخغيشتن ) من جانبها أن الزلزال الذي أحدثته الحكومة اليونانية تهديد خطير مشترك بالبيت الأوروبي ، متوقعة أن تستخدم موسكو اليونانيين ضدا على الاتحاد الأوروبي، مشيرة في نفس الوقت إلى أن رئيس الوزراء تسيبراس يعتبر فرصة مواتية لفلادمير بوتين . من جهتها ، ترى صحيفة (هاندلسبلات) أن توازن المصالح المشتركة بين الدول داخل مجموعة الاتحاد الأوروبي أصبح على المحك، لذلك ، تقول الصحيفة ، إنه على الاتحاد الأوروبي أن يكون دقيقا ولا يسمح لتسيبراس أن يضع دول الاتحاد في دوامة من التهديدات. من جهة أخرى، اهتمت الصحف بإعلان اللجنة التنظيمية لمهرجان كرنفال مدينة كولونيا (غرب ألمانيا) عن وقف بناء وتجهيز عربة تتناول الاعتداء على صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية بشكل ساخر ، معتبرة أنها لم تقم بذلك لدواع أمنية وإنما للاحتفال بدون مشاكل. وتناقلت الصحف ، التي انقسمت في آرائها ما بين مؤيد ورافض لهذا الموقف ، ما جاء في بيان اللجنة التي أكدت أن وقف تجهيز العربة كان من أجل تهدئة مخاوف المواطنين رغم أن المهرجان يؤيد حرية التعبير ومناسبة لعشاقه من أجل التعبير عن آرائهم ومواقفهم السياسية بطرق ساخرة. من جانبها ، اهتمت الصحف النرويجية على الخصوص بالوضعية الاقتصادية لليونان في ظل الحكومة اليسارية الجديدة وعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي في ضوء اجتماع وزراء الشؤون الخارجية للاتحاد الذي عقد مؤخرا. وفي هذا الصدد ، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى القلق الذي ينتاب عددا من بلدان الاتحاد الأوروبي من تغير التوجه العام لليونان بعد تشكيل حكومة يسارية تحاول نهج سياسة جديدة بديلة عن الحكومة السابقة. وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) يبديان قلقهما خاصة بشأن الموقف من روسيا التي يعتزم الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة عليها بسبب دعمها للانفصاليين في أوكرانيا، وهو الإجراء الذي نوقش خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين مؤخرا. من جانبها ، أشارت صحيفة (في غي) إلى أن تصريحات بعض أعضاء الحكومة الجديدة باليونان بزعامة أليكسيس تسيبراس خلال الأيام القليلة الماضية تسببت في تراجع بورصة أثينا لتسجل انخفاضا جديدا في مؤشرها للأسهم. وأكدت في هذا السياق أن هذه التصريحات همت الإعلان عن وقف خوصصة المقاولات المملوكة للدولة، والتصريح بأنه سيتم تشغيل عدة آلاف من موظفي القطاع العام الذين فقدوا مناصبهم نتيجة الأزمة المالية، وجعل الأجور والمعاشات التقاعدية في نفس المستوى الذي كانت عليه قبل الأزمة الاقتصادية التي تمر منها البلاد. أما صحيفة (داغبلاديت) فاعتبرت أن العلاقة بين اليونان والاتحاد الأوروبي قد تصبح أكثر تعقيدا بعد انتخابات الأحد الماضي ، في إشارة إلى صعود اليسار الجذري إلى سدة الحكم. كما تطرقت إلى مواقف اليسار اليوناني من العقوبات التي تفرض على روسيا والتي كانت ترفض ترتيب عقوبات جديدة عليها ، وأوردت تحليلات لخبراء في المجال السياسي يؤكدون أن روسيا هي الرابح الأكبر بعد فوز اليسار في أثينا. وفي السويد، اهتمت الصحافة المحلية بقرار الاتحاد الأوروبي توسيع العقوبات المفروضة ضد روسيا. وأشارت صحيفة (داغينس نيهيتر) في هذا الإطار إلى أنه في أعقاب اجتماع طويل، وافق وزراء الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي على تمديد العقوبات ضد روسيا على الرغم من المقاومة التي أبدتها اليونان ، مضيفة أن الحكومة اليونانية الجديدة تعتقد أن عقوبات الاتحاد الأوروبي تسببت في الحرب في أوكرانيا وأنه ينبغي الحفاظ على علاقات وثيقة مع موسكو. واعتبرت الصحيفة أن العقوبات الجديدة تشمل مجموعة جديدة من الشخصيات ، مشيرة إلى أن السويد من بين البلدان التي تطالب بتشديد العقوبات. من جانبها ، أشارت صحيفة (سفينسكا داغبلاديت) إلى أن وزير الشؤون الخارجية اليوناني اعتمد لهجة تصالحية حينما عبر وزراء آخرون عن قلقهم بأن اليونان سيعيق أي محاولة لتمديد العقوبات ضد موسكو. وقالت الصحيفة إن الاتحاد الأوروبي مدد العقوبات إلى غاية شتنبر المقبل وطلب من المفوضية الأوروبية تقديم لائحة جديدة تضم شخصيات روسية لإدراجها في قائمتها السوداء. أما صحيفة (افتونبلاديت) فكتبت أنه من الممكن أن يشدد الاتحاد الأوروبي خلال الاجتماع المقرر في 9 فبراير المقبل العقوبات ضد موسكو. وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي حافظ على الإجماع حول سياسته الخارجية ، وذلك على الرغم من المخاوف بشأن الحكومة اليسارية الجديدة باليونان. وفي فرنسا اهتمت صحيفة (لوموند) بالاجتماع المنعقد الخميس بريغا (ليتونيا) والذي ضم وزراء الداخلية بالبلدان ال28 للاتحاد الأوروبي،بهدف اعتماد تنسيق أكثر في مجال مكافحة الارهاب عقب الاعتداءات الاخيرة التي استهدفت فرنسا. وأضافت الصحيفة انه يجب على وزراء الداخلية بالاتحاد الأوروبي تهيئ الأرضية لقرارات قد يتم الاعلان عنها في 12 فبراير خلال قمة رؤساء الدول والحكومات ببروكسيل، مشيرة الى أن من بين الملفات التي تمت دراستها هناك وضع سجل أوروبي للمسافرين جوا وتعزيز مراقبة الانترنيت ، وتحسين تبادل المعلومات. من جهتها ، كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان حرب العملات امتدت هذا الأسبوع إلى الصين حيث دخل اليوان في دوامة الانخفاض، مشيرة الى ان العملة الصينية انخفضت إلى اقل مستوى لها منذ سبعة اشهر امام الدولار حيث سارت بكين على خطى البنك المركزي الأوروبي والعديد من الابناك المركزية في العالم التي تراهن على تخفيض قيمة عملتها من أجل إعادة إقلاع اقتصاداتها. وأضافت الصحيفة أن الضغط ازداد على بكين فيما قامت سنغافورة هي الأخرى أمس بتخفيض عملتها إلى أدنى مستوى لها منذ أربع سنوات مقابل الدولار، وذلك من اجل الحفاظ على تنافسيتها امام منافسيها الآسيويين.