بِخلافِ السنوات الماضية، خَلَا احتفال المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية برأس السنة الأمازيغية الجديدة (2965) من أيّ مظاهرَ احتفاليّة، وذلك تضامنا مع ضحايا ومتضرّري الفيضانات التي ضربتْ عددا من مناطق الجنوب قبل أسابيع. وألغت إدارة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الحفلات التي كان يُنظّمها المعهد يومَ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، كما ألغى تقديم الأطباق التقليدية للضيوف، واقتصر الاحتفال على تهنئة مقتضبة من طرف عميد الIRCAM أحمد بوكوس، وكلمة باسم المعهد. واسْتُهلّ الاحتفال الذي نُظم تحت شعار "مواطنة-تضامن" بقراءة الفاتحة على أرواح ضحايا الفيضانات، واخْتُتم بعرْض شريط عن الخسائر التي خلّفتها، ولمْ تخْلُ كلمة المعهد من رسائلَ سياسيّة، إذ دعا إلى "استخلاص العبر والدروس من هذه الأحداث". عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وإن اكتفى في الكلمة المقتضبة التي ألقاها في افتتاح الاحتفال، بتهنئة الأمازيغ بالسنة الجديدة، إلّا أنّه قال في تصريحات صحافية "نودّ من خلال هذا الاحتفال الرمزي التضامني إثارة انتباه من يهمّهم الأمر بضرورة الاهتمام بالقرى والمداشر التي تشكو من الهشاشة، خاصة على مستوى البنية التحتية. وفي السياق نفسه تضمّنت الكلمة الرسمية للمعهد دعوة إلى الحكومة بإيلاء العناية اللازمة للمناطق المتضررة جرّاء الفيضانات، ومواكبة سكانها أثناء البناء عبر التحسيس وتقديم الاستشارات التقنية الضرورية وتتبع ومراقبة عمليات إنجاز البنيات التحتية. كمَا وجّه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية دعوة إلى الجمعيات العاملة في مجال النهوض بالأمازيغية إلى التعبير عن تضامنها مع سكان المناطق الجنوبية المتضررة، وتخصيص نسبة من الدّعم الذي استفادتْ منه برسم السنة الماضية لفائدة ضحايا الفيضانات الأخيرة. جدير بالذكر أنّ السنة الأمازيغية، والتي تسمى "إضْ نْ إناير"، أو "إضْ نْ أوسكّاس"، أو "حكوزا"، يُحتفل بها من طرف شعوب شمال إفريقيا يوم 13 يناير من السنة الميلادية.