فشل منظّمو قافلة "النّاظور السمارة"، العائدة مؤخّرا من جولة في الصحراء، في استكمال أشواط الندوة الصحفية التي دُعي إليها يوم أوّل أمس السبت بالطابق تحت الأرضي لمقر مركز الدراسات التعاونية للتنمية المحلّية "سِيكُودِيل".. إذ سُجّل انسحاب جماعي لصحفيي المنابر الإعلامية المحلّية والجهوية والإلكترونية، وكذا مراسلي الصحف الوطنية، بعدما لم يُفلح ذات المُنظّمين في إقناع ملبّي الدعوة بجدوى انعقاد الندوة الصحفية التي اكتُفي ضمنها بعرض تقارير مُرتجلة تحدّثت عن "نجاح" التحرّك قبل أن تُشيد بانضباط المشاركين وحفاوة الاستقبالات وكذا نجاعة الأداء الأمني الذي ساير التحرّك. ذات الندوة الصحفية عرفت تبادلا للاتهامات بين صفوف المنظّمين.. إذ بعدما تمّ تأخير الموعد عن انطلاقه بقرابة 25 دقيقة.. دخل الدكتور الصيدلاني نور الدين البركاني على ممثلي وسائل الإعلام مُعتذرا ومُعلنا عن إلغاء التواصل المُقرّر، وكذا مُنتقدا لمشاركيه عضوية لجنة تنظيم "مسيرة الوحدة الترابية والتضامن" المُختتمة مؤخّرا، إذ قال: "ألغيت الندوة الصحفية لانعدام رغبة البعض في سيادة الشفافية والوضوح ضمن عمل لجنة التنظيم التي استكملت عملها الفعلي".. هذا في الوقت الذي تدخّلت كّل من فريدة خينيتي ونزيهة الزروالي من أجل تأكيد استمرارية برمجة ذات الندوة بُعيد تحقيق "تهدئة للأعصاب". المُعطيات التقريرية التي قدّمت من قبل منظّمي قافلة "النّاظور السمارة"، أثناء التئام أشغال الندوة، أقرّت بفشل العملية التواصلية خلال الخرجة التي فُعّلت ابتداء من 4 نونبر الماضي، حيث أثير الحديث بحسرة كبيرة عن غياب أي تفعيل لجوهر التحرّك الذي تنتقل من أجله أزيد من 120 مشاركا والمتمثّل في اللقاءات والنقاشات التي كانت مُبرمجة سلفا بمحطّات توقّف القافلة ضمن مُدن أكادير والعيون والسمارة.. وهي ذات اللقاءات التي قيل بأنّها كانت تُعدّ من قبيل المُنسّقين مع قافلة النّاظور من داخل "اللجنة التحضيرية للحركة العالمية لدعم مقترح الحكم الذاتي بالصحراء".. قبل أن يُضاف: "لقد ارتُكبت أخطاء.. لكن يجب النظر بعين الإيجاب لهذه المبادرة التي تعوّل على محطّات مُستقبلية لتدارك الهفوات". من جانب آخر أثير الجدل من قبل صلاح الدين أباو، بصفته ممثلا للمشاركين ضمن مسيرة "النّاظور السمارة"، والذي قال بأنّ منظّمي الموعد كانوا حريصين بشدّة على قيادته وسط إفراط في إبداء التخوّفات، إذ قال ضمن ذات الندوة الصحفية: "لقد قام المشاركون، بُعيد وقفة الاحتجاج المفعّلة أمام بوابة السفارة الجزائرية بالرباط، بتشكيل لجنة للمواكبة والتقييم وانتُخبت منسّقا لها لتوحيد الجهود في عملية التنظيم الفعلي لصفوف المشاركين.. إلاّ أنّ هذه المبادرة ظلّت تواكب بريبة عبّرت عنها المكالمات الهاتفية التي توالت علي من قبل المُنظّمين والتي كانت تتهمني بالتواصل مع أطراف خارج الموعد قيل، دون تقديم إيضاحات، بأنّها تُحاول التأثير على المشاركين".. قبل أن يردف: "الصورة لا زالت مُختلطة على المشاركين.. لقد كنّا نتعامل مع لجنة تنظيم للمسيرة التي جمعتنا.. بعدها تبيّن أننَا وسط منظّمين هم أعضاء اللجنة التحضيرية للحركة العالمية للحكم الذاتي ويتصارعون من أجل دخول هذا الإطار.. واليوم هناك لجنة تحضيرية أخرى من ذات المنظّمين تُسوّق تحرّكنا من أجل تأسيس رابطة بالريف لدعم قضية الصحراء". تدخلات ممثلي المنابر الإعلامية اعتبرت بأنّ العرض التقرير المقدّم أمامها لم يختلف في أي تفصيل عن التقارير الخاص بالمخيّمات والرحلات الترفيهية خصوصا وأنّه أغفل تحديد الأهداف التي قيل بأنّ قافلة "النّاظور السمارة" قد حقّقتها وبنسب عادلت ال 80%.. هذا قبل أن ينسحب الجميع بعد رصد غياب الإجابات عن التدخلات التي أورد ضمنها الحديث عن: "تنصّل المنظّمين من وعود قطعوها على أنفسهم بعمدهم إلى تقزيم حجم تمثيلية الريف والنطق باسم ساكنته دون التوفر على الصفة التمثيلية التي تخول ذلك.. وكذا التنصّل من التزامات سابقة تُعهِّد ضمنها بتوجيه رسالة إلى الأمين العام لمنظمة لأمم المتّحدة باسم المشاركين في مسيرة السمارة حول الأوضاع في الصحراء.. زيادة على الوقوع في خطأ بروتوكولي بمخاطبة الجزائر ضمن رسالة موجّهة لسفيرها بالرباط عِوض توجيهها لرئيس الدولة..".